بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى:
ان تأثير الأوضاع السماوية في الحوادث الأرضية سعادة و نحوسة.
والكلام في ذلك من حيث النظر العقلي كالكلام في سعادة الأيام و نحوستها فلا سبيل إلى إقامة البرهان على شيء من ذلك كسعادة الشمس و المشتري و قران السعدين و نحوسة المريخ و قران النحسين و القمر في العقرب.
نعم كان القدماء من منجمي الهند يرون للحوادث الأرضية ارتباطا بالأوضاع السماوية مطلقا أعم من أوضاع الثوابت و السيارات، و غيرهم يرى ذلك بين الحوادث و بين أوضاع السيارات السبع دون الثوابت و أوردوا لأوضاعها المختلفة خواص و آثارا تسمى بأحكام النجوم يرون عند تحقق كل وضع أنه يعقب وقوع آثاره.القوم بين قائل بأن الأجرام الكوكبية موجودات ذوات نفوس حية مريدة تفعل أفاعيلها بالعلية الفاعلية، و قائل بأنها أجرام غير ذات نفس تؤثر أثرها بالعلية الفاعلية، أو هي معدات لفعله تعالى و هو الفاعل للحوادث أو أن الكواكب و أوضاعها علامات للحوادث من غير فاعلية و لا إعداد، أو أنه لا شيء من هذه الارتباطات بينها و بين الحوادث حتى على نحو العلامية و إنما جرت عادة الله على أن يحدث حادثة كذا عند وضع سماوي، كذا. و شيء من هذه الأحكام ليس بدائمي مطرد بحيث يلزم حكم كذا وضعا كذا فربما تصدق و ربما تكذب لكن الذي بلغنا من عجائب القصص و الحكايات في استخراجاتهم يعطي أن بين الأوضاع السماوية و الحوادث الأرضية ارتباطا ما إلا أنه في الجملة لا بالجملة كما أن بعض الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يصدق ذلك كذلك.وعلى هذا لا يمكن الحكم البتي بكون كوكب كذا أو وضع كذا سعدا أو نحسا و أما أصل ارتباط الحوادث و الأوضاع السماوية و الأرضية بعضها ببعض فليس في وسع الباحث الناقد إنكار ذلك. وأما القول بكون الكواكب أو الأوضاع السماوية ذوات تأثير فيما دونها سواء قيل بكونها ذوات نفوس ناطقة أو لم يقل فليس مما يخالف شيئا من ضروريات الدين إلا أن يقال بكونها خالقة موجدة لما دونها من غير أن ينتهي ذلك إليه تعالى فيكون شركا لكنه لا قائل به حتى من وثنية الصابئة التي تعبد الكواكب، أو أن يقال بكونها مدبرة للنظام الكوني مستقلة في التدبير فيكون ربوبية تستعقب المعبودية فيكون شركا كما عليه الصابئة عبدة الكواكب. و أما الروايات الواردة في تأثير النجوم سعدا و نحسا و تصديقا و تكذيبا فهي كثيرة جدا على أقسام: منها: ما يدل بظاهره على تسليم السعادة و النحوسة فيها كما في الرسالة الذهبية، عن الرضا (عليه السلام): اعلم أن جماعهن و القمر في برج الحمل أو الدلو من البروج أفضل و خير من ذلك أن يكون في برج الثور لكونه شرف القمر. و في البحار، عن النوادر بإسناده عن حمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سافر أو تزوج و القمر في العقرب لم ير الحسنى الخبر، و في كتاب النجوم، لابن طاووس عن علي (عليه السلام): يكره أن يسافر الرجل في محاق الشهر و إذا كان القمر في العقرب.و يمكن حمل أمثال هذه الروايات على التقية على ما قيل، أو على مقارنة الطيرة العامة كما ربما يشعر به ما في عدة من الروايات من الأمر بالصدقة لدفع النحوسة كما في نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده في حديث: إذا أصبحت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس ذلك اليوم، و إذا أمسيت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس تلك الليلة الخبر، و يمكن أن يكون ذلك لارتباط خاص بين الوضع السماوي و الحادثة الأرضية بنحو الاقتضاء. ومنها: ما يدل على تكذيب تأثيرات النجوم في الحوادث و النهي الشديد عن الاعتقاد بها و الاشتغال بعلمها كما في نهج البلاغة،: المنجم كالكاهن و الكاهن كالساحر و الساحر كالكافر و الكافر في النار.
و يظهر من أخبار أخر تصدقها و تجوز النظر فيها أن النهي عن الاشتغال بها و البناء عليها إنما هو فيما اعتقد لها استقلال في التأثير لتأديته إلى الشرك كما تقدم. و منها: ما يدل على كونه حقا في نفسه غير أن قليله لا ينفع و كثيره لا يدرك كما في الكافي، بإسناده عن عبد الرحمن بن سيابة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إن الناس يقولون: إن النجوم لا يحل النظر فيها و هو يعجبني فإن كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شيء يضر بديني، و إن كانت لا تضر بديني فو الله إني لأشتهيها و أشتهي النظر فيها. فقال: ليس كما يقولون لا يضر بدينك ثم قال: إنكم تنظرون في شيء منها كثيرة لا يدرك و قليله لا ينتفع به.
الخبر. و في البحار، عن كتاب النجوم لابن طاووس عن معاوية بن حكيم عن محمد بن زياد عن محمد بن يحيى الخثعمي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن النجوم حق هي؟ قال لي: نعم فقلت له: و في الأرض من يعلمها؟ قال: نعم و في الأرض من يعلمها،: و في عدة من الروايات: ما يعلمها إلا أهل بيت من الهند و أهل بيت من العرب: و في بعضها: من قريش.
و هذه الروايات تؤيد ما قدمناه من أن بين الأوضاع و الأحكام ارتباطا ما في الجملة.نعم ورد في بعض هذه الروايات: أن الله أنزل المشتري على الأرض في صورة رجل فلقي رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه بلغ ثم قال له انظر أين المشتري؟ فقال: ما أراه في الفلك و ما أدري أين هو؟ فنحاه و أخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ و قال: انظر إلى المشتري أين هو؟ فقال: إن حسابي ليدل على أنك أنت المشتري قال: فشهق شهقة فمات و ورث علمه أهله فالعلم هناك. الخبر، و هو أشبه بالموضوع.(1).
لذلك ورد في مسألة 1077/منهاج الصالحين طبقا لفتاوى السيد على الحسيني السيستاني(دام ظله العالي) (2).واعز المسلمين ببركة وجوده، السؤال :
ما حكم التشائم وما حكم سماع النصيحة من المتشائم وأن كان من أقرب الناس ؟ وكيف معالجة المتشائم الذي جميع كلماته تدل على الشأم ؟
الجواب : ورد النهي عن التشاؤم في الروايات وينبغي عدم سماع النصح في ذلك وعلاجه عدم الاعتناء به ففي الحديث فإذا تطيرت فأمض ؟ نأخذ مثلا ظاهرة القمر عندما يكون بدرا متكاملا فيكون المدّ الأعظم، حينها ترتفع المياه عن سطح الكرة الأرضية بقياس أعلى مما لو كان القمر في الربع الأول أو الربع الثاني ويكون الجزر الأدنى في مياه المحيطات حين يكون القمر محاقا اي في اخر الشهر،عندما يغيب عن الأرض ليبدأ شهره من جديد. يحلل علماء الفيزياء الظاهره هذه بان هناك قوة جاذبية هي التي تتحكم بعملية المد والجزر فتكون هذه التأثيرات من القمر. ويتعكر المزاج الانساني حين تهب رياح شديدة او عواصف رمليه أو هزات أرضية او يثور بركان ارضي او فيضان بحر او محيط عندها نهرب الى البيوت خائفين بائسين من هذا لا نه ينتابنا شعور بالخوف من لاشئ فالمزاج مرتبط بغضب الارض والسماء، فان الوضع النفسي يتقلب أحيانا عندنا بفعل لا علاقة له بدواخلنا ولا يرتبط بنا بشكل مباشر لكنه مرتبط بقوى خارجية كما ارتبطت أرضنا بقوة خارجية فكان المدّ الأعظم والجزر الأدنى وكانت الزلازل والعواصف والبراكين، ما دام الأمر هكذا فلماذا لا نعجب إذن من تأثير الكواكب علينا نحن البشر، فنقول هل للكواكب تدخل في تكوين شخصية الانسان مثل عطارد والزهرة والقمر والمريخ والمشتري في حياتنا وتشكيل شخصياتنا؟. بدأت الدراسة عن الكواكب منذ ايام البابليين حول علم النجوم وكان أول هوروسكوب عرفه الإنسان هو الذي وجده المنقّبون في بابل وكان معمولا لمولود جديد لواحد من شخصياتها الكباراوملوكها.وبدأت دراسة ما يخبئه القدر للناس من خلال تأثير الكواكب عليهم وما يمكن أن تتشكّل به شخصية الإنسان وما تحمله من عناصر تتأثر بالكواكب وتتشكّل من خلالها. ان تأثيرات الكواكب يعطينا فكرة عامّة عن تأثير كل كوكب على حدة فإذا قيل لأحدنا أنه من برج الأسد فإنه واقع تحت تأثير الشمس وإن كان مولودا في برج العقرب فهو مولود تحت تأثير كوكب المريخ وهلم جرا، فالشمس تأثيرها على الصحة والنشاط وقوة الارادة، وبذلك نكون أكثر فاعلية وابداعا. والمولودون تحت تأثير هذا الكوكب محاربون أشداء ويتحدون الصعوبات، والقمر يؤثر على الأمزجة والمشاعر بصورة عامة، الا أن تأثيره لا شعوري في معظم الأحيان لكن الواقعين تحت تأثيره حالمون حساسون سريعا الغضب سريعا الرضى وعطارد يؤثر مداره على الفكر والحركة، وبذلك تصبح لكم رغبة في السفر وفي كتابة الرسائل والتحدث على الهاتف، واجراء الاتصالات مع الآخرين بصورة عامة، والزهرة كوكب الشفافية والسعادة التي تجلبها الحياة الاجتماعية و ملهب مشاعر الحب ويبرز مدار الزهرة كذلك جانب المرح في الشخصية حتى للذين هم من الأبراج النارية،وكوكب المريخ كوكب القوة والسيطرة وإمساك الأمور بحزم والمولودون تحت تأثيره لهم قدرة على مواجهة المصاعب والتغلب عليها،والمشتري كوكب الأسفار والتحولات وعدم الاستقرار لكنه كوكب الثقة بالنفس والتي قد تدفع نحو الغرور، وزحل المولودون تحت تأثيره يصابون بالكآبة غالبا وينتابهم اليأس بسرعة وقد تتقلب حياتهم بين سعادة وشقاء بسرعة وربما كانوا أكثر اعتمادا على غيرهم في أمورهم الخاصة، وكوب اورانوس المولودون تحت تأثيره قد يفقدون السيطرة على تصرفاتهم أحيانا ولا يعرفون اتجاهاتهم الصحيحة وقد يكون زواجهم فاشل بسبب الحيرة أو بسبب مفاجئات غير متوقعة، ونبتون إن كنتم مولودين تحت تأثيره فقد يؤثر عليكم بما تؤمنون به وبموقعكم من الحياة. وقد تشعرون بالضياع، وذلك نتيجة لتشتت شعوركم واحاطتكم بمخاوف غير منطقية، وبلوتو: قد يكون تأثير كوكب بلوتو هدّاما وبنّاء في الوقت ذاته. فهو يقضي على المفاهيم القديمة والبالية في حياة المولودين تحت تأثيره بخلق مفاهيم جديدة تكون عادة أفضل بكثير من سابقتها. فليست تأثيرات هذه الكواكب محصورة بالمولودين تحت تأثيرها حين كانت في موقع معين من دائرة الأبراج ولكنها تؤثر على كل الأبراج في تغير مواقعها. أي حين تكون الزهرة في برج الأسد مثلا فإن مواليد الأسد يكونون في وضع جيد من ناحية العاطفة والزواج والعلاقات العامة والخاصة رغم أن الكوكب المسيطر على الأسد ليس الزهرة ولكن الشمس. ومثل ذلك حين يكون كوكب المريخ في برج العذراء مثلا فهو يعطي مواليد العذراء قوة غير عادية وقد يرتكبون أخطاء كبيرة بسبب التغيير المفاجئ الذي يحدثه المريخ في حياتهم. وهكذا يكون لكل كوكب تأثير على المولودين ضمن تأثير كوكب غيره؟ أي ان كل كوكب عندما يكون في غير دائرته أي في كوكب اخر فياخذ تاثير الكوكب الذي جاء في دائرته بالإضافة الى تأثير الكوكب الاصل و يعتقد الانسان ان وجود الكواكب السيارة في الكون عبثي او صدفة. لكن علم الفلك اثبت من خلال دراساته وتحليلانه المبنية على الملاحظة، والمراقبة والاستنتاج ان لحركة هذه الكواكب تأثيرات على الانسان وحياته الشخصية، وكذلك على الكرة الارضية واحداثها..
-------------
(1)- الميزان ج19ص40.
(2)- منهاج الصالحين، طبقا لفتاوى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني.


منقول