في الحلقة السابقة تحدثت عن البرج والجامع وساحة رشيدي
وهذه صور جوية للمكان حيث وقفت
وصلت جبل علي الساعة 9:56 تماما
والذي اسمه الحقيقي
( جبل صرخاب ) ويقع شمال مدينة تبريز
والذي يبلغ ارتفاع اعلى قمة فيه 1600م
وهو معروف للسكان المحليين بـ
( عين علي ) أو
( زين علي )
أو
( عين زينال ) أو
( عينالي )
ويبدو أن السائق رامين لا يعرف من تاريخ المكان
سوى أنه مكان مقدس وترفيهي .
كان الجو غائم ويميل للبرودة قليلا وكانت أتوقع سقوط المطر في أي لحظة .
ما أدهشني في هذا الجبل أن
تربته حمراء داكنة !!!
ولا اعرف معنى
( صرخاب )
ربما تعني اللون الصارخ
( صرخ ) و ( آب ) تعني ماء ..
عين ماء مع طبيعة جبلية حمراء هو أمر فريد من نوعه .
رامين قادني الى محطة التلفريك وصعدنا
youtube.com/watch?v=GkQaXvYmhuw&feature=youtu.be
وكان الوقت من المحطة الرئيسية الى قمة الجبل بحدود خمس دقائق
ونزلنا اعلى الجبل ومن بعد ذلك كان من المتعب تسلق 97 درجة من سلم
يؤدي الى تلة أعلى تشرف على المكان كله
youtube.com/watch?v=S6526XvmkgI&feature=youtu.be
وكان امامي قمة جبل
( دندن ) أو ( دنت )
وتحتي مدينة تبريز وكان بمقدوري رؤية جبل
( سهند ) الثلجي من بعيد ...
كانت الأجواء رائعة ولا تسمع سوى أصوات الطيور الخافتة
وليس هناك أصوات تعكر مزاجك
وفي الحقيقة شعرت بمزيج من الراحة والسكون
فطاب لي المكان جدا
وتمنيت لو كان عندي مجرد غرفة صغيرة في هذا المكان الساحر .
بدأنا بالنزول نحو تلة فيها مسجد كبير من طابق واحد
ولا اعلم أن كان فيه سرداب مع أن المكان يوحي بذلك .
وحين وصلت المكان تسلقت سلم من 24 درجة على مرحلتين
حتى وصلت للمكان المقدس
وعرفت أن في هذا المكان ضريح عون بن علي
وزيد بن علي ( عليهم السلام ) !!!!
كتب ( جان بابتيست تافيرنييه ) وهو سائح فرنسي
زار تبريز في القرن السادس عشر الميلادي :
(( خارج المدينة يوجد جبل يسمى
( عين علي ) و
( زين علي )
والذي كان سابقا معبد وكنيسة وكان يسكنها مسلمون
وتم تحويل المكان الى مسجد
وبالقرب منه آثار متناثرة وهناك قبو فيه قبور وأعمدة رخامية كثيرة ..
قائلين أن المسجد كان في الأصل قبور بعض ملوك العصور الوسطى ))
وهذا يعني أن أصل المكان يعود الى ما قبل الإسلام !!
وبعد القرن العاشر الهجري كان يسكن في هذا المكان أحد المتصوفة
وكان الموقع يسمى
( الالي نالي )
أو
( ال نال ) في الفترة الإلخانية .
هذا المكان أو الضريح يتكون من أربع غرف كبيرة وقباب متفاوتة الحجم .
يقال أن هذا الضريح يضم الأبن 11 و 12 من أبناء الامام علي ( عليه السلام )
من زوجته
( أسماء بنت عميس الخثعمية )
وتكنى
( صاحبة الهجرتين ) وكلاهما اسمه يحيى !!
ثم أن أسماء كانت زوجة جعفر بن أبي طالب
( جعفر الطيار )
وهاجرت معه الى الحبشة وكانت ( عروس )
وله منها عبد الله وعون ومحمد وعادت الى يثرب سنة 7 هـ
وحين قتل جعفر في معركة
( مؤته )
تزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته
( أم رومان ) فولدت منه محمد
وتوفي أبو بكر سنة 13 هـ فتزوجها علي ابن أبي طالب
وظلت معه حتى وفاته وولدت منه يحيى وعون
ويقال أنها توفيت سنة 60 هـ الموافق 660 م في دمشق
ودفنت بالقرب من
( الباب الصغير ) .
تاريخ
( ماهان بن مهرير ) ملك تبريز
يتحدث عن جيش عربي يقوده
( زيد بن علي ) برفقة
( محمد أبن الحنفية )
مع
فيلق أسامة بن فغداد قوامه 25 ألف جندي
وصل الى تبريز وحدثت معارك شرسة
وأسامة قتل ودفنه محمد أبن الحنفية على
قمة جبل سهند
ويبدو أنهم وصلوا مشارف أذربيجان وتبريز لا تبعد كثيرا عن هذه المنطقة
وربما هذا هو المقصود بضريحي
( زيد ) و ( عون )
لأن محمد أبن الحنفية دفن شقيقه في نفس المكان
( الجبل الأحمر )
وربما
( عون بن جعفر )
هو المقصود المذكور في لوحة تعريف المكان !!!!
وهناك روايات أخرى مختلفة
والخلاصة
لا ترجح أن يكونان صاحبا المقامين
من نسل الامام علي ( عليه السلام ) ولكن من المحتمل جدا
أن يكونا من أحفاد أحد أئمة آل البيت ( عليهم السلام )
خصوصا وأن أبناء السلالة المحمدية في تلك المناطق محل احترام بالغ
ولهم قدسية عند العامة .
هذا المبنى يتكون من ثلاث غرف وغرفة واسعة للصلاة
وشرفتين شمالية وجنوبية ومأذنتين بارتفاع حوالي 10م ونصف
ونصف مأذنتين قصيرتين بارتفاع 5م وستة أعمدة حجرية
تحمل خمس أقواس إسلامية مبنية من الطابوق الصغير
وهو مبني على الطراز الإلخاني
وهذا المكان كان مزدهرا للغاية في القرن التاسع والعاشر الهجري .
تعرض هذا الموقع للتدمير في زمن الدولة العثمانية
وتم ترميمه من قبل
( بير بداق خان ) بتوجيه من
الشاه عباس الصفوي .
ثم حدث زلزال سنة 1193 هـ
وأعادت بنائه فرقة الحاكم الأذري
إسماعيل خان
قائد الفرقة الشمالية الغربية .
في 2001م قامت منظمة التراث بآخر عملية اصلاح للمبنى
وأصبحت المساحة الكلية للموقع 968 م2
وأبعاد الضريح 35.50 في 23.50 بمساحة كلية للمبنى 805 م2 .
يوجد على الجدار الشرقي حجر منحوت كتب عليه
(( بسم الله الرحمن الرحيم 1287 ))
وحجر آخر كتب عليه
(( يالي علي مداد 1287 ))
وتوجد لوحة في أعلى وسط القوس الإسلامي الثالث كتابة زرقاء داكنة
فيها ما يشير الى أن المكان مقدس
وفيه
تاريخ يشير الى سنة 1385.
الضريح الأول والثاني مساحته طولا 4.10 م وعرضه 0.80 م
وبارتفاع 1.30 م مغلفة بقطع رخامية وشباك من الفضة والألمنيوم .
وهناك نصب مستحدث ارتفاعه 16م
ويتكون من ثماني أعمدة تضم رفات أربعة جنود إيرانيين
( مجهولي الهوية )
قتلوا في الحرب العراقية ــ الإيرانية .
هناك الكثير من التفاصيل
ولكني اخترت ما يستحق النشر فقط .
بدأ المطر ينهمر وتوجهنا نحو طريق العودة ومن ثم ركبنا سيارة آجرة
صورة السائق رامين
حتى وصلنا ساحة وقوف السيارات
وغادرت المكان الساعة 11:30
وكان الذهاب الى هذا المكان ممتع للغاية
وسيبقى في ذاكرتي دوما .
صور للمكان
الى حلقة أخرى
المفضلات