الموتُ ثاوٍ ها هنا بمرابعي !
واللونُ في وصفي لهُ بالأبشع ِ !
كالقطرِ من كبد السماءِ يزلزلُ
عمّ الفضاءُ بريحهِ المُتضوّع ِ !
فجريتُ والخوفُ العظيم يلفّني
والحزنُ أطّرَ صفحتي بتدرّع ِ !
منْ هولهِ ساخ الترابُ بقامتي
والقلب قلبي بارْتجاجِ مُقطّع ِ !
نصفانِ لا ، أوصالُ أي ، يتبعثّرُ
من صوتِ شقَّ وتينهُ كالمبضع ِ !
وجرى يُقطّعُ في الوريدِ وتاجهِ
والدمعُ يجري من قناةِ مدامعي !
والدمعُ في لونِ الدماءِ ونزفهِ
من نبضِ شرياني الذي في الموضع ِ !
ومواضعي أوجاعُها لا تنتهي
فالآهُ تسري في حنايا أضلعي !
والخوفَ عنواني الذي في خافقي
والرُعبَ يتبعهُ يؤطّرُ مصرعي !
وأنا أُولّي جبهتي صوبَ الثرى
لا شيءَ أُبْصرُ ما عدا موتي معي !
اللهُ ما أقسى التصبُّرَ في الدُنا
وأنا أحاكي يا أنايَ تجَمّعي !
وتجلببي بالصبرِ لا تقعي هنا
ردّي إلى جسدي المَهين وأسرعي !
فأنا على عهدي القديمِ مُثابرٌ
فتصبّري في كلِّها ، لا تجزعي !
وتطاولي بين النفوسِ لأنني
لي في رؤاكِ أحبّةٌ هُمْ مفزعي !
فهُمُ الوسيلةَ والفضيلةَ والنُهى
وهُمُ الدليلُ لغايةِ المُتتبع ِ !
والظنُّ عندي كاليقينِ لمطمع ٍ !
وأنا رجائي لن يخيبَ ولا دعي !
والناسُ من حولي بها أفواجُها
قد أشْرَعتْ تصبو إلى مُستنقع ِ !
في النفسِ شيطانُ الهوى ، أغواهُمُ
فتقاطروا ، بإشارةٍ من إصْبع ِ !
يلهونَ في أوساخها بحلاوة ٍ !
قد غرّهُمْ طول البقاءِ بمضجع ِ !
حتى إذا حانَ النداءَ ليُسرعوا !
فزّوا سُكارى يلهثونَ كصُرّع ِ !
من غير ِ خمرٍ شاربينَ مرارةً
يتدافعونَ على بساطِ مُرَوّع ِ !
لا المالُ ينفعُ لا ، ولا خلٍّ وفي !
لا الرحم ينفعُ بينهمْ بتشفُّع ِ !
قد قالها ربُّ العبادِ بِمُنزل ٍ
فاللهو في أرجاءها لن ينفع ِ !
يتساءلونً وبينهمْ ، ماذا جرى
هذي الزلازل دمّرتْ لم تمنع ِ !
عنها الحصون لدفعِها بالقوّة ِ !
وتسائلوا، أين البنونَ الخُضّع ِ !
أين السرايا والجيوشُ وسطوة ٍ
أين الكنوز وبرقها في المطلع ِ !
لا شيءَ ينفعُ حينُها ، غير التي !
كانتْ قلوباً مُخلِصاتِ لِمُبدع ِ !
4 / 2 / 2017 م