من الواضح ان ال ازيرج قد سكنوا في مرحلة من مراحل استيطانهم على قناة النيل في الحلة ثم نزحوا الى الغراف وبعد جفاف نهر الغراف نزحوا الى البدعة وهي منطقة محصورة مابين الشطرة شمالا وحتى مدينة الناصرية جنوبا وقد سيطروا على هذه الارض بعد حروب طاحنة مع القبائل التي كانت سكنت قبلهم حيث كان رجال هذه القبيلة مقاتلين اشداء امتازوا بالشجاعة والقسوة فارعبوا القبائل المجاورة لهم مما ادى الى انتزاع الارض منهم بسبب القوة التي تتميز بها قبيلة ال ازيرج فثبتوا وجودهم في هذا المنطقة ، وقد اشارت التقارير البريطانية والتي نشرها الدكتور عبد الجليل طاهر في كتابة العشائر العراقية حيث ذكر في ص172 ( ان ال ازيرج ليس لهم سمعة حسنه وصلاتهم مع العشائر المجاورة غير حسنه في السابق بسبب الاساليب التي كانوا يتبعونها في القتال ، ويعلق الدكتور عبد الجليل الطاهر في هامش الصفحة نفسها حول ذلك فيقول هذا القول للتقرير البريطاني بالطبع بسبب موقف ال ازيرج ضد الحملة البريطانية التي خرجت من الناصرية لفك حصار الكوت عن طريق الغراف ، وكان موقف ال ازيرج من الحكومة العثمانية لايختلف عن ذلك ويؤيد كلام الدكتور عبد الجليل الطاهر الملحق الذي كتبه الشيخ باقر الشبيبي بنفس الكتاب ص367 حيث يقول ( في شهر الحجة سنة 1327 تأهب العثمانيون في فترة مشيخة الشيخ شوجة الثامر ال خضير في زمن ناصر باشا السعدون في شهر ذي الحجة سنة 1327 هـ 1906م لإصلاح الغراف وديار المنتفق واستئصال الفتن وإعادة النفوذ العثماني إليه فجهزت حكومة بغداد جيشا تحت قيادة الأمير لواء مصطفى باشا فدخل الغراف بسلام لا بخصام وجعل ينتقل من الكوت إلى الناصرية مع جيشه فادخل الرعب في قلوب الغرافيين وعشائر المنتفق دون إطلاق رصاصه واحدة فخضعت القبائل وقد أمر بتهديم بعض القلاع والحصون فهدمت وطلب من العشائر بعض الرسوم فسلمت بتمام الامتثال وعندما دخل الناصرية رفع بعض أهالها شكوى على عشائر ال ازيرج بدعوى أنهم يعارضون الطريق وإنهم يتدخلون في شؤون البلدة فاخرج القائد مصطفى باشا جنده على قبيلة ال ازيرج التي كانت بزعامة الشيخ شوجة ال خضير وأصر على جلائهم فقاتلوه قتالا عجيبا أفضى إلى انكساره بعد إن اخلوا له جمايع عدة (قرى كثيرة ) حتى تمادى الجيش في الفتك والحرق فخسر قسم من جيشه وكل قوته المعنوية وبقي محاصراً هو وجنده في الناصرية وبعد ذلك سجن الشيخ شوجة حتى داهمة الأجل في داخل سجون الحكم العثماني وكان ينشد هذه الأبيات في داخل السجن .
( عليه أبجي بوالدتي وحدي أتم مرهص بسنسلتي وحدي عنيد ولمهي بطردي أموت ولادروب المهظمية ) ويذكر ان الاساليب التي كانوا يتبعونها ال ازيرج في القتال هي قطع الروؤس والا اذان من يقتلوهم خلال حروبهم ويكدسوها فوق بعضها البعض حيث يوجد في منطقة ال ازيرج الان تلان يسميان (تل الرؤس) و(تل الاذان ) لكثرة ماكدس فيها من الروؤس والاذان فتجمعت عليها الرمال والاتربة وبمرور الزمن تحولت الى تلال ويذكر ان ال ازيرج لم يكونوا يخشون ال سعدون بالرغم من قسوتهم وبطشهم ، وان ال سعدون كانوا يحسبون للا ازيرج الف حساب قبل التحرش بهم واهانتهم حيث كانوا يرسلون عبيدهم الاشداء ترافقهم الابواق والطبول والرايات لارعاب القبائل من اجل دفع الضرائب ، وفي احدى الايام تطاول الشخص المسؤول عن جمع الضرائب علي احد شيوخ ال ازيرج في زمن مشيخة الشيخ ثامر ال خضير فما كان من الشيخ الا ان يسل سيفه والاطاحه برأس العبد او الشخص المسوول عن جمع الضرائب وعلى هذة الحادثة لم يتخذ او يحركوا ال سعدون اي اجراء ضد ال ازيرج خشيتآً من سطوتهم نظرا للقوة التي يتمتعون بها وكان لهذا الصفات الاثر الواضح في ترشيح بطون من ال ازيرج للسكن في جانب دجلة الايمن لحماية جناح امارة المنتفك من هجمات امارة الموالي المشعشعين في الحويزة بعد مرور يومين على دخول القوات البريطانية الى مدينة الناصرية اصدرت لها اوامر بالتقدم واحتلال الغراف والشطرة تهميدا لاحتلال الكوت .. وهكذا تقدمت القوات البريطانية نحو هدفها ووقفت العشائر ، ولكن قبيلة ال ازيرج تصدت للهجوم البريطاني وصدت تلك الحملة التي كانت تهدف الى فك حصار الكوت فنشا بين المقاتلين من البريطانيين وعشائر ال ازيرج وماجاورها قتال أسطوري استخدمت فيه جميع الأسلحة بما في ذلك المدى والخناجر والحجارة وأغصان الاشجار انتهت بهزيمة الجيش البريطاني المتقدم وافراره الى اسوار الناصرية . وهذه المعركة طالت عدة أيام وعدة وقائع كان من اشهرها هي كان التي وقعت في منطقة (باهيزة) التي أبت ان يمر من خلاها الانجليزي المحتل كما جاء على لسان أحد الشعراء (شرناهه وعيت باهيزة ) اي متنعت من السماح للانكليز بالمرور . وهنا للتاريخ وللحقيقة ان نذكر ان قبيلة ال ازيرج كانت رأس النفيضة في صد هجمة الانكليز حيث التحموا معهم وجها لوجه وكبدوهم خسائر فادحة اضطرتهم الى الفرار و قدموا ايضا ارواحا شهيدة كثيرة ولعدة ايام ولعدة صفحات ومن هذه المعركة الباسلة التي تعد مفخرة من مفاخر ال ازيرج التي تدل على عمق حبهم للعراق وانتمائهم الوطني (وقد ذكر بكتاب العشائر العراقية الدكتور عبد الجليل الطاهر المترجم من الانكليزية إلى العربية وذكر التقرير البريطاني (( للمس بيل ) التي تقوم بتقديم المعلومات عن العشائر إلى القيادة البريطانية) وان فرع البوخضير هو الفرع المتنفذ والمسيطر على العشيرة ولا يعترفوا بمشيخه احد ما الان فلم يبقى منهم احد اي في وقت المعركة , ويذكر التقرير البريطاني ايضا بعد هزيمتهم في معركة (البطنجة) ظلت بعض فروع قبيلة ال ازيرج ((خارج السلطة)) تشن هجماتها على القوات البريطانية ولم يستطع البريطانيون فرض عقوبات ضدها والنتيجة كانت حصار مدينة الناصرية مرات عديدة في السنتين الماضيتين تسمى العشائر هذه الوضعية ((الجسر المكسور )) وفعلا قامت السلطات البريطانية بإصلاح الجسر وفرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) ().وبعدها سيطر الاحتلال البريطاني وتم إبعاد الشيخ إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وظل ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره حتى وافاه الأجل وتوفي في سنة 1929 ميلادية . وقد حصلت مداهمات مفاجئة من قبل الانكليز لقرى ال ازيرج كرد فعل على كثرة الخسائر التي اوقعوها بالانكليز ، تمكن من خلالها الجيش الانكليزي ان ياخذ رهائن لكي يؤمن عملية انسحابة من ساحة المعركة ومن الشيوخ القادة في معركة باهيزة والبطنجة وغيرها من المعارك التي ابعدهم و اسرهم الجيش الانكليزي بعد فرض الضرائب عليهم وخسائر المعركة وهم :..
1ـ الشيخ ذرب ال ثامر ــ ال خضير ...
وقد فرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) ().وبعدها سيطر الاحتلال البريطاني وتم إبعاد الشيخ إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وظل ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره حتى وافاه الأجل وتوفي في سنة 1929 م وقال مهوال ال ازيرج بحقه :
( بيك الرياسه ياذرب والعدو منك منجبد * حيد وتلكح البكرات منه * يسلم ابو محمد خلف اهنله * ياصول خرب كل لعب ظل جايد وظل منشد وظل مزعل وابو محمد فات وعيب عليه ) .
2ـ الشيخ حميدي ال غافل ــ ال محمود : حيث تم اسره من قبل الانكليز الى بصرة وبعدها نفيه الى جزيره في الهند وبعدها عاد الى العراق عبر سلسلة صعبة من السفر السري وقال مهوال ال ازيرج بحقه ( ابن ازرك فنك عظمه احتارت بيه ) اي يعني بريطانيه العظمى حتارت بيه .
3ـ الشيخ مطشر ال عكال ــ ال بوحميرة : اسره من قبل الانكليز وتوفي هناك ودفن في جزيرة هترو والان هي مطار دولي في لندن . بعد ان ابعد لها ولم يعرف مصيره
4ـ الشيخ عفراوي ــ ال بوحميره ـ العبيدات : وقال بحقه مهوال ال ازيرج ( عفراوي الي جاب البغله وراعيه ) عندما اسر احد جنود الانكليز .
ـ الشيخ رشيد ال حيوان ـ البوحميره ـ الجادر 5
من مواليد ١٩١٧ وتوفي عام 1997 وشارك ابوه حيوان في معارك ضد الانكليز. حيث افادنا رشيد بكثير من المعلومات البعض لانريد نشرها ومنها ماتم ذكره اعلاه لانه كان يقول هذه الحقائق التأريخية امانه في رقبتي لانني عاصرتها واريد براءة ذمتي منها ــ رحم الله شيخنا العزيز ومبري الذمه .
6ـ الشيخ عليوي ال مطشر ـ البوحواله ال محمود
7ـ الشيخ محمد ال فليح واخيه حسن ال فليح الذي هاجم الانكليز في كانون الثاني عام 1916 ـــ البوطيوط .ال محمود - 8ـ الشيخ كوني عكال حبيتر: الذي شارك بالجهاد ضد الانكليز وله وثائق ورسائل مع نجل محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله)
9ـ الشيخ رويضي البشارة الذي شارك في مواجهة الانكليز عندما قاده البوحميرة ومنهم المعارك والمشاكل .
10ـ احد الشيوخ من ال سهلان ــ البوجمعة ـ هذا الشيخ قتل احد الجنود الانكليز واخذ كبوسه (القبعة ) وعرف بعدها بكبوس الى ان توفي لانعرف اسمه الحقيقي بسب اللقب الذي لقب به ( كبوس ) .
وان الحقائق التأريخيه تقول ان هذه العشائر من ال ازيرج وهم ( البوخضير ــ والبوحميرة ــ والبو حواله ـ والبوطيوط - والبو يوسف والبوعيسى ــ وال سهلان ــ وغيرهم ) ابلوا بلاء حسناً في هذه المعارك وبقيت نسائهم ارامل واطفالهم يتاما ... 
ومأثرة اخرى لابد من تسجيلها لقبيلتي ال ازيرج وهي تصديها منفردة الانكليز بعد انسحاب 
القبائل الاخرى عقب انتهاء المعارك ولقبيلة ال ازيرج محفوظات في تراثها حول هذا التصدي الرائع ضد الانكليز بمفردها خلده شعراؤها . حيث قدموا خيرة شبابهم ووجوه قومهم بين قتيل واسير ومبعد ، وقد قال شاعر ال ازيرج الشعبي يخاطب احد قادة الانكليز المدعو (هاملتن)0
"يهاملتن تيدب لاتزومش دوم ذولة اولاد الازرك موش أهل لملوم
بسنكي نريدها وياك تصف اليوم رد لا تتدهده ابحلك افه .
طواه من لندن وصل بيه الكوت حد نكرة عمامي وصار بيه الموت 
المذلة اتصيبني من كون هاي أتفوت ردينه الجانت بهواهه .
ركبنة اعالمليحة والطواب أثور ما هبناش سوجر والهنود أسطور
بعزم الله ورسوله احن النهدم السور رد هاملتن ذيله يسوكه
البصرة سلمت والدير وكتيبان وعبر شط العمارة ونزل يم غضبان 
شو شفت الكسر معصي شبه الروس واليابان كل حول اليدخل بي نيبه
ففي معركة البطنجة سنة 1916 م حاول الانكليز العبور الى منطقة الغراف والشطرة الا ان خيون العبيد شيخ عشيرة العبودة تصدى لهم بشكل شجاع وكان معة 1700 مقاتل اغلبهم من عشائر العبودة الى جانب بعض المجاهدين من القبائل المجاورة (ال ازيرج ، خفاجة ، البو صالح ، بني زيد ) لمنع تقدم القوات البريطانية من احتلال الغراف والشطرة وصولا الى الكوت . وقد استخدم الشيخ خيون العبيد خطة ذكية عند تقدم الزوارق البريطانية عن طريق نهر الغراف (شط ال ازيرج وسميه شط الكسر بسبب انكسار القوات البريطانية فيه) باتجاه الشطرة ، حيث رفع الاعلام فوق بيوت احدى القرى لايهام البريطانيين بوجود أبناء العشائر المقاتلة في هذه القرية. بينما صدرت التعليمات للمقاتلين بالانتشار والاختفاء على ضفتي نهر الغراف وعندما أخذت الزوارق الحربية بقصف القرية ، انقض المقاتلين على الزوراق الحربية واشتبكوا مع القوات البريطانية بالسلاح الأبيض وقد اسفرت هذة المعركة عن تكبيد البريطانيين خسائر في صفوف قواتهم بلغت حوالي (1000) قتيل ، وقد رفضت القبائل المشاركة في هذه المعركة كل وساطات البريطانيين للعودة الى ساحة المعركة ثانية بحجة دفن الموتى الانكليز ، لان هذه العشائر أدركت تماما بان البريطانيين لايمكن الوثوق بهم او الاطمئنان لهم ، ومما تجدر الاشارة اليه ان ال ازيرج اشتركت في هذة المعركة التي حدثت في ارضهم فقد كان فرع (البوخضير ) في مقدمة المقاتلين وهو المتنفذ والمسيطر على ال ازيرج ولايتعرفون بمشيخة احد كما يذكر التقرير البريطاني ان الشيخ ذرب ال خضير قد اسهم في الهجوم علينا في شهر اشباط من سنة 1916 حيث قتل العديد من البو خضير ما الان فلم يبق منهم احد وقد انضم فرع البوحوالة والبوحميرة بزعامه الشيخ رويضي البشارة الى العشائر المقاتلة ضد الانكليز ولهذا اوقفت السلطة البريطانية عددا منهم وحمكمت عليهم بعقوبات مختلفة ويذكر التقرير ايضا ان كثرت القلاقل والاضطرابات في ديار عشيرة ال ازيرج وحدوث معركة ((البطنجة)) التي هزمت فيها القوات البريطانية وقد مارست ال ازيرج مرات عديدة حصار حول مدينة الناصرية هذا مما دفع الحاكم السياسي البريطاني في الناصرية الى الذهاب الى ديار ال ازيرج ، وقدم لهم الامان والسلام في المستقبل وعقد مجلسا مع رؤساء ال ازيرج ، فوعدهم بالاهتمام في امورهم وتقديم الخدمات والمساعدات والقروض لتطهير جداولهم وشراء البذور ، وعند عودته زار ساحة المعركة في ((البطنجة)) فقال ان اهم ما اثار اهتمامي وشعوري هو الفقر المدقع والمستحوذ على عشيرة ال ازيرج وقله المياة ، ومما يثير الحزن والالم والاثار الباقية للجداول والانهر على جانبي الطريق التي تشير الى الرخاء في السابق . كل ذلك بسبب جفاف شط الغراف القديم ، التي كانت تجري فيه المياة وتصب في نهر الفرات مارا بالشطرة حتى يصل الى مدينة الناصرية ، فغير مجراه عن طريق البدعة ، وتامل العشائر في المنطقة وهي ال ازيرج ، وخفاجة والابراهيم ، وعبودة غلق ابواب البدعة في النقطة التي تاخذ المياة من العراق ، واكد ان احتلال الشطرة امر مهماً لنا.

ـــــــــــ المصادر والمراجع 
1ـ الدكتور عبد الجليل الطاهر ، العشائر العراقية ، مكتبة الحضارات ، بيروت ـ لبنان ، 2011 ، ص 85 ، 172 ، 245 173 
2ـ محمد امين العمري ، تاريخ حرب العراق ، جامعة الموصل ، ص 85
3ـ حسن علي خلف ، المفصل في تاريخ الناصرية ، الجزء الأول ، ط2 ، 2014 ، ص173
4ـ الدكتور وميض جمال عمر نظمي ، ثورة العشرين (1920 ) , الطبعة الثانية ، بغداد ، 1985.
5ـ عشائر العراق للمحامي عباس العزاوي في أجزائه الأربعة
6ـ النقل المتوارث والشائع عن الإباء عن أجدادهم في ذكر تاريخ قبيلة ال ازيرج لان هناك الكثير من الإحداث والحقائق لم يدونها التاريخ والباحثون في هذا المجال والسبب يعود إلى الظروف والإحداث التي عاشتها القبائل العراقية وخاصة قبيلة ال ازيرج.
الناصريه وتسمية الشجره الخبيثه
الناصرية الشجرة الخبيثة من اين جاءت هذه التسمية.
الناصرية تلك المدينة الواقعة على ضفاف نهر الفرات تلك المدينة التي اقلقت الحكام والتي بناها الوالي العثماني مدحت باشا في منخفض بين نهر الفرات ونهر أبو جداحة وبتخطيط المهندس البلجيكي والتي تميزت بأستقامة وجمال شوارعها ليس محبة لآبناءها بل لغرض سهولة تحرك الجيش العثماني للقضاء على ثورات عشائرها ضد الوالي العثماني حين ذاك وكذلك تم بناءها تحت منسوب المياه لسهولة إغراقها لغرض اخماد حركات الثوار .
الناصرية مدينة الشعراء والادباء والفنانين وهي المدينة التي غنى وتغزل بها الشعراء ,
أطلقت تسمية الشجرة الخبيثة على مدينة الناصرية من قبل القائد العسكري البريطاني آنذاك عندما تقدم بقواته لغزو العراق عام 1914 وكانت حينها المعارك دائرة بين الجيش البريطاني من جانب والقوات العثمانية من الجانب الآخر وكان العراقيون يحاربون مع القوات العثمانية مناصرين ومؤازرين لهم وكانت الإمدادات العسكرية البريطانية تنقل عن طريق نهر الفرات وبما إن النهر يمر بهذه المناطق والتي تسكنها عشائر عراقية أصيلة النسب ترتبط بالمرجعية الدينية ارتباطاً وثيقاً
وكانت فتوى المرجعية آنذاك هي مقاتلة الانكليز أينما حلوا .فهب أبناء هذه العشائر لملاقاة الانكليز وضربوا طرق إمداداتهم ودمروا الزوارق الناقلة لهذه الامتدادات وقتلوا الكثير من الجنود وللعلم إن آثار الزوارق المدمرة مازالت حتى هذه الساعة باقية في تلك المنطقة .وتعرضهم هذا للقوات الغازية أدى إلى تأخر تلك القوات وإرباكها في سير المعركة الدائرة مع العثمانيين مما أغاض عملهم هذا
. القائد الانكليزي فأخذ يصرخ بهستيريا وهو يرى جنوده تقتل وتؤسر أمامه وبعبارته المشهورة والمعروفة لكل المعنيين في توثيق التأريخ ( اقلعوا تلك الشجرة الخبيثة)
وكانت هذه شجرة كبيرة كانت تقع على طريق الناصرية - الشطرة فاوضحت بانه خلال معركة باهيزة والبطنجة نزل المجاهدون خسائر فادحة بجيش الاحتلال الانكليزي حيث استتر المجاهدون وراء شجرة وكمنوا فوق اغصانها وراحوا يمطرون القوات الانكليزية التي تقترب منهم بنيران بنادقهم الحامية , وقد استبسل مقاتلوا ال ازيرج في زمن المجاهد الشيخ ذرب ال خضير وكانت هذه الشجرة موقعا مهم لهم لأصطياد القوات الانكليزية. وقد منعوا مرورها عبر هذا الطريق مما ادى الى ازعاج القائد الجيش الانكليزي كثيرا ولعدم معرفته بمصدر اطلاق النار على القوات وبعد التحري والتأمل وفحص طبيعة المنطقة لاحظ هذه الشجرة مما اثار غضب القائد العسكري الانكليزي الذي صرخ بوجه قواته قائلا :- ((اقطعوا هذه الشجرة الخبيثة)) واختتمت المقالة المنشورة في جريدة الجمهورية هذه المعلومة بالقول وهكذا حق لاهل الناصرية الفخر بهذه الشجرة ...فهي ليست خبيثه وانما شجرة الريحان شجرة الشجاعة شجرة الكرم ..والانكليز اطلقوا عليها بالإنكليزية Cut thIs devil tree اي اقطعوا هذه الشجرة الشيطانية الخبيثة..فأتم ذلك وقد اسيئ فهم هذه العبارة من قبل بعض العراقيين ممن لم يعرفوا حقيقتها فأعتقدوا بأنها صفة سيئة لاهالي الناصرية تستخدم للذم والتقليل من قدرهم بدلا ان تكون المقولة شائعة على أفواه كل الناس للإشادة ببطولة وعزيمة أبناء الناصرية الغيارى الأفذاذ وهم يتقدمون لضرب الانكليز غير آبهين بالموت فما كان الموت لهم إلا شهادة ووسام يزين صدورهم .واشارة لوصف قوتهم وشجاعتهم وتضحياتهم وتاريخهم المشرف للجميع العشائر العراقية. يقال في رواية ثانية تقدمت إحدى الطائرات لضرب هذه الشجرة العظيمة وقلعها من جذورها وقتل من كان يكمن خلفها من الأبطال وفي رواية اخرۑ بأن الجيش البريطاني تحشد وتهيأ لقلعها بالمدافع والأسلحة الثقيلة لتنتهي في نهايتها قصة شجرة أعطت للتأريخ صورة مثلى من الصور البطولية لأبناء الجنوب .
وما كان من الانكليز إلا تتويج الناصرية وهم يطلقون عليها اسم الشجرة الخبيثة دون إن يعوا أنها فخر لهم لا سبة عليهم .
وفي أبان النظام السابق أثير هذه التسمية على مدينة الناصرية لا فخرا كما ذكرنا بل انتقاصاً منها لا اعلم كيف وعلى أي رأي بني انتقاصهم لمدينة الشعر والأدب والفكر والفن هذه المدينة التي تحمل من التأريخ ما يقارب الستة آلاف سنة ، تأريخا يزهو بالحضارة والثقافة وليمد جسور التألق هذا والإبداع إلى حاضرها وهو يشدو اليوم بالعشرات من الأدباء والفنانين والمفكرين ملؤا الساحة بإبداعاتهم وانجازاتهم العلمية والفكرية والثقافية .
بوركت هذه المدينة الرائعة وبورك أبنائها بها.
الناصرية أور وسومر حاضرة العالم ومهد الحرف ستظل تروي للأجيال قصة مدينة لم ينصفها التأريخ .
ويذكر ذات يوم كان شيوخ ووجهاء مدينة سوق الشيوخ بدعوة عند احد الشيوخ في محافظة أحرى وكان من بينهم الشاعر شاكر حنون وعندما بدأ الحديت عن المحافظات وصف احد الجالسين الناصرية بأنها خبيثة ولم يعرف تاريخ وقصة هذه الكلمة فرده الشاعر شاكر حنون بهذا الأبوذيه
أشما فرت رحى دنياك والدار
الذهب ذاك أبصفاته ذهب والدار
خباثتها أعله حب الكاع والدار
صفه هاي التميز الناصريه
"""""""""""""
يسمونج خبيثه وانتي منبع طيب@
ويسمونج الملحه وانتي حـــوريـه@
ياخذني البعد ويردني ليــج اردود@
واجي بلهفه واصيح الناصــــــريه@
ــــــــــــــــــــ
@ - باهيزه / : هي ارض منبسطة تبعد عن شمال الناصرية حوالي 5كم تابعة لقبيلة ال ازيرج سميت نسبة الى نهر باهيزه الصغير وهي منطقة تسكنها قبيلة آل ازيرج في المنتفك.: ينظر د. شاكر حسين دمدوم , الشطرة في اواخر العهد العثماني (1881 ــــ 1917 ) رسالة ماجستير , كلية الاداب , جامعة بغداد , 2005 , ص247 . وقد شهدت أعنف المعارك بين عشائر آل أزيرج والعشائرالمجاورة لهاوجيش الاحتلال البريطاني وتكبد خلالها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وذات مرة جاء ت قوة عسكرية بريطانية فألتقت مجموعة مسلحة من نفس المنطقة وطلبت منهم تسليم أسلحتهم لكنهم رفضوا وأشاروا الى الشيخ ذرب ال خضير وما كان عليه الا ان يضع خده على الارض ويتمتم بكلمات ثم أنتفض قائلا
شرناها وعيت باهيزه ويعني اسم الارض وأنها رفضت طلبه بتسليم السلاح للعدو عند ذلك أطلقوا النار على القوة المهاجمة وقتلوا منهم عددا كبيرا مما اضطروا الى الانسحاب الى مركز مدينة الناصرية فقال مهوالهم
رد لا تدهده إبحلك آفه
@ - الشجره. هي في ارض المعارك المشهورة التي حدثت بين آل أزيرج وجيش الاحتلال البريطاني والتي أعاقت تقدمهم نحو أحتلال مدينة الكوت لاحظ القائد البريطاني أعداد القتلى بين جنوده قد أزداد وان مصدر النيران يأتي من الخلف من شجرة كبيرة اتخذها المقاتلون خندقا لهم عندها صاح على جنوده أقطعوا الشجرة الخبيثة اي وجهوا نيران أسلحتكم نحوها....
ـــــ المصــــــادر ــــــ
1- جريدة الجمهورية (ع)1999/12/22
2- شبكة سومر للانبا۽ / الناصرية الشجرة الخبيثة / حميدة مكي السعيدي 2014/5/29

منقول