تعتبر معركة باهيزة رقما صعبا في ذاكرة الجيوش الانكليزية الزاحفة بجيوشها الهندية والايرلندية والاسترالية والانكليزية من البصرة صعوداً إلي بغداد وليتوقف طويلا زحفها عند البطيحة في معركة باهيزة وليكتب ضباط الحملة الكثير عن هذه المدينة التي كانت بالنسبة لهم خط المواصلات الرابط بين الكوت والبصرة وبغداد ، وربما اثر هذا التوقف الطويل في سير العمليات في هزيمة الجنرال الانكليزي طاوزند في معركة الكوت أمام جيوش الترك بقيادة الفريق خليل باشا والقبائل التي تساعده كقبيلة قريش الكوت وليخضع هو وجيوشه إلي حصار طويل انتهي باستسلامه وأخذهُ أسيراً إلي بغداد ومن ثم إلي الأستانة.وفي عام 1916 أراد الانكليز أرسال نجدة عسكرية من الناصرية الى الجنرال طاوزند المحاصر في الكوت عبر نهر الغراف الذي يمر بأراضي السعدون فتصدت للانكليز عشائر المنتفك من الازيرج وخفاجة والعشائر الاخرى وكانت هذه أشهر معركة لعشيرة ال ازيرج في المنتفك التي انتهت بهزيمة الجيش البريطاني وفراره إلى أسوار الناصرية ، وكانوا القادة و الثوار يرددون أهزوجة شعبيه للشيخ ذرب ال خضير (شرناه وعيت باهيزة) حيث أوقع خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال وكان من ابرز الفروع ال ازيرج المشاركين هم البوحميرة وال محمود وكان من ابرز الفروع ال ازيرج المشاركين هم البوحميرة والبوخضير وال محمود والسهلان .ومن ابرز القادة والشيوخ وهم ذرب ال خضير قائدا لها و عليوي ال مطشر و كوني ال عكال. وفعل ال عكال وعايز ال مري وسريح المايع ,عفراوي الشلال وحيوان الجادر والحاج رويضي البشارة و حميدي الغافل و مطشر ال عكال ومحمد ال فليح وحسن ال فليح وشهد الشايع وخيرالله النعيمه وناصر جابر وملاغي وحسن خلف وحامي حبيل ,فرحان. الحسين ,زغيرالحمود, وشهد الطخاخ وجوده الطخاخ ونهيب رهك وثويني وعوده الكاطع وارهيف و ديوان الطاهر وناصر الحسين , خلف العلاج وذبيح الطعان وخلف الحسان ومنخى اخو سعده, نجم العبدالله ,, مطلك الخضير , عبود المنيخر , عثمان ذرب الثامر , حسين علي الثامر, خالدالعليخان ,فهد الخالد , هاني الخالد ., محيبس اليوسف ,عويز حري , ونايف العبدالله , عسل الميرخان , سلمان العبد , محمد الخليفة وسفيح اللفتة وحسن اللفتة , ونبيش الحسن و حطاب الزبيدوسدخان المنشد ولجام ابوعوده , رباط المنخي , مهوس ابوزركه وشبيب الشنيف ,محسن ال نياز , خلف الشذر’ جعاري حافظ .علي المدابج , صخي العلوي , بداي كويش , حسين الجعين , فرج الزجي , سعدون الكريدي ,عبدالله اسماعيل , منشد المحيسن ,وغيرهم ممن لا تحضرنا اسمائهم من شيوخ وجها۽ ال ازيرج والعشائر المجاورة .رحمهم الله جميعا , والذكرى السنوية 88 عام لوفاه الشيخ ذرب ال خضير لا بد ان نسلط الضوء على حياته وهو ذرب ثامر ال خضير الملقب (ذرب ال خضير )الذي ولد عام (1281هـ ــ 1865م) في منطقة باهيزة والذي قيل بحقه الشعر من قبل ( بنت حاج حمد العليمي ) حيث قالت
(صل معرس بروس جبال رابطت من يصد ليه .... لومن طبوا السراي كله تبيد رجليه ) (بيك الرياسة ياذرب والعدو منك منجبد حيد وتلكح البكرات منه ويسلم أبو محمد خلف أهلنه ياصول خرب كل لعب )
له دراية واسعة في الانساب والدين وتواصل مع شيوخ العشائر ورجال الدين , وقد اشتهر بالجدية في التعامل مع الناس وبصدقه وامانه وله مزايا كبيرة فهو رجل متواضعا كريما ذكيا ساهم الى حد كبير في بقاء العشيرة متوحدة وتحت رئاسة وكان يلجأ اليه افراد العشيرة في حل مشاكلهم خاصة المستعصية منها وكان حكيما وعادلا في حل هذه المشاكل وكان يتواصل مع افراد العشيرة في افراحهم واحزانهم وكان اذا رأى محتاجا او لديه مشكلة مادية من ابناء العشيرة جمع الميسورين من ابناء العشيرة وقام بجمع مبلغ من المال منهم ويبدأ من نفسه ومن ثم ايصاله الى المحتاج وكان يعد من ابرز شخصيات في ذي قار لما يتمتع به من شهرة و معرفة وجزالة البلاغة والحكمة والمنطق الرصين اضافة إلى سجايا الكرم والمروءة والخلق الرفيع والإدارة الحكيمة لأبناء عشيرته وقد اشتهر بانه مقاوما للاحتلال البريطاني عندما لب دعوة الجهاد ضد الاحتلال البريطاني إثناء الحرب العالمية الأولى سنة 1914م التي بدايتها من منطقة سيحان في البصرة حيث دارت عدة معارك بينه وبين الاحتلال في زمن السيد محمد سعيد الحبوبي وكان على اتصال بالمرجعية الدينية آنذاك من خلال العلامة الشيخ مهدي مطر والعلامة الشيخ عبد الحسين مطر لفك حصار الكوت في شباط سنة 1916 في حينها قاد إفراد قبيلة ال ازيرج ومنع تقدم جيوش الاحتلال نحو الكوت في معركة (باهيزه )* وكانت هذه أشهر معركة لعشيرة ال ازيرج في المنتفك التي انتهت بهزيمة الجيش البريطاني وفراره إلى أسوار الناصرية ، وكانوا القادة و الثوار يرددون أهزوجته (شرناه وعيت باهيزة) حيث أوقع خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال..ونذكر حقيقة تٲريخية, حدثت في معركة باهيزه ذكرها السيد عزيز الحصونة رحمه الله ونقلها لنا ابنه السيد حامد السيد عزيز الحصونه رحمه الله " كان ابي حاضر في الحادثه يقول بعد ما عجزت بريطانيا محاربة ال ازيرج الابطال قامت السلطات البريطانية بارسال مندوب مفاوض الئ شيوخ قبيله ال ازيرج رحمهم الله وعرض المفاوض البريطاني المغريات والاموال على شيوخ ال ازيرج وبعد ان كمل العروض قام الشيخ ذرب ال خضير وخاطبه بالعاميه يلنكليزي خليني اشير باهيزه وادلك الخبر اعتقد المفاوض ان باهيزه قيادي او شيخ او ماشاكل ذالك فقال اريد ان اذهب معك لاتحدث مع باهيزه عسى ولعل اقنعها وفعلا وذهب الجميع مع الشيخ المجاهد ذرب ال خضير ومن بينهم المفاوض البريطاني والمترجم وعند الوصول لجرف ساقيه كبيره ومن فوقها الجسر الذي يفترض ان يعبر عليه الجيش البريطاني للتوجه نحو بغداد ولكن مرابطة مجاهدين ال ازيرج حالت دون العبور لمدة سنتين ووقف الشيخ ذرب ال خضير مخاطبا" الساقيه قائلاً الانكليز يريدون يعبرونجيباهيزه و تفاگنه بعدهن ماتكدمت زموره وبعد عدنه ادين عمار شتكولين وبكئ ومن ثم انشد يقول(شرناها وعيّت باهيزه) ( شرناها وعيّت باهيزة ) ( شرناها وعيّت باهيزة ) والجميع معه يهوس بنفس الهوسه التي لم يستطع المترجم ان يترجمها بسهوله !ثم انبرى صالح ال معارج البوحميرة وهوس وصاح وهو يبكي ها خوتي ها : : (شرناهاوگالت ماريده) (شرناهاوگالت ماريده) (شرناهاوگالت ماريده) .
وبرز باهض ال محمد ال ازيرج وصاح مهوساً : (شرناهاوگالت تالي) (شرناهاوگالت تالي) (شرناهاوگالت تالي)
ثم نادئ الشيخ رويضي البشاره مهوساً : (شرناهاوگالت ما يعبر) (شرناهاوگالت ما يعبر)(شرناهاوگالت ما يعبر)
وصاح الشيخ محمد ال فليح ال محمود (شرناهاوگالت يا ويله) ...شرناهاوگالت يا ويله) شرناهاوگالت يا ويله)
ونادئ الشيخ عفراوي الشلال (شرناهاوگالت من داري)(شرناهاوگالت من داري)(شرناهاوگالت من داري)
وهوس الشاعر روضان المنسي ( شرناهاوثگبتمهظومه ) ( شرناهاوثگبتمهظومه )..( شرناهاوثگبتمهظومه )
ثم عادت الشيخ ذرب لهوسته الاصلية( شرناها وعيّت باهيزة ) والتم الجميع بحلقة كبيرة ورددوا معاً بحماس ملحوظ وتفگهمللاعلى تطلق الاطلاقات (شرناها وعيّت باهيزة ).فهزج القوم بكل قوة وأنتخو , يقول المفاوض والمترجم اصابهم ذهول من ثبات هذا الرجل المجاهد الصابر صاحب الشجاعهوالعبرهوالحكمه ورجع البريطاني وهوه يجر اذيال الخيبه ومما نقل لنا من ذاكرة التاريخ بعض الاهازيج لتمجيد مواقف المقاتلين في تلك الفترة المشرفة من التاريخ ومنها :- (من لندن طواها وصل بيه الكوت حد نكره عمامي وصار بيه الموت ) (المذلة تصيبني من كون هاي تفوت .... ردينه الصوجر( )واطوابه او ردينه الجانت هواهه .
حيث وقعت خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال وكان من ابرز الفروع ال ازيرج المشاركين هم البوحميرة والبوعطوان وال محمود والسهلان . ومما نقل لنا من ذاكرة التاريخ بعض الاهازيج لتمجيد مواقف المقاتلين في تلك الفترة المشرفة من التاريخ ومنها للشاعر روضان المنسي الازيرجاوي :-
(من لندن طواها وصل بيه الكوت
حد نكره عمامي وصار بيه الموت )
(المذلة تصيبني من كون هاي تفوت .... ردينه السوجر واطوابه او ردينه الجانت بهواهه .)
*************************
(منهو الكالك هذا الدرب مأمون ...... لازمته خفاجة وبالركن خيون
وبيه ال ازيرج عيب يهتزون ـــــــــ مدوخ العالم كله واحنه الدوخناك
ابليل ورعيد ومطر ونزل بسكوت................نزل بارض الشعيبة ايريد منه الكوت
وصل يم ألاز يرج وانتشربيه الموت .......اسمع من قاد ابلندن ياهو الرده ابذاك اليوم)
*************************
(وقد ذكر بكتاب العشائر العراقية د.عبد الجليل الطاهر ان (فرع البوخضير هو الفرع المتنفذ والمسيطر على ال ازيرج المنتفك ولن يعترفوا بأمشيخة احد ) , وان تسمية الشجرة الخبيثة على مدينة الناصرية من قبل القائد العسكري البريطاني هي بسبب استبسال مقاتلوا ال ازيرج في زمن المجاهد الشيخ ذرب ال خضير واتخاذهم هذه شجرة الواقعة في ارض باهيزه موقعا مهم لهم لاصطياد القوات الانكليزية. وقد منعوا مرورها عبر هذا الطريق مما ادى الى ازعاج القائد الجيش الانكليزي كثيرا ولعدم معرفته بمصدر اطلاق النار على القوات وبعد التحري والتأمل وفحص طبيعة المنطقة لاحظ هذه الشجرة مما اثار غضب القائد العسكري الانكليزي الذي صرخ بوجه قواته قائلا :- ((اقطعوا هذه الشجرة الخبيثة))
ويقول شاعر ال ازيرج روضان المنسي يخاطب احد قادة الانكليز المدعو (هاملتن)
"(يهاملتن تيدب لاتزومش دوم ذولة افروخ الازرك موش أهل لملوم)(بسنكي نريدها وياك تصف اليوم ............... رد لا تتدهده ابحلك آفة "
(ركبنة اعلى المليحة والطواب أثور
ما هبناش سوجر والهنود أسطور)
(بعزم الله ورسوله احن النهدم السور
رد هاملتن ذيله يسوكه)
(البصرة سلمت والدير وكتيبان .....وعبر شط العمارة ونزل يم غضبان)(شو شفت الكسر معصي شبه الروس ـــــــ واليابان كل حول اليدخل بي نيبه )
وقد هجم العبيدات وهم فرقة من ال ازيرج. بقيادة الشيخ عفراوي الشلال على معقل الانكليز فقتلوا خمسة جنود واغتنموا بندقيتين وخمية( ) وقامت السلطات البريطانية بإصلاح الجسر وفرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) .
وبعد ان سيطرة الاحتلال الانكليزي تم الحكم على الشيخ ذرب ال خضير مع جمع من وجهها۽ ال ازيرج بالإعدام وبعد الوساطة وتدخل شيوخ المنتفك تم الغاء حكم الاعدام و إبعاده إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وبقي ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره اسهم في الهجوم علۑ الانكليز في منطقة الخميسية . وابقي رافضا للانكليزا حتۑ داهمه الأجل وتوفي في عام (1348هـ ــ 1929م) مخلفا ورائه تاريخا مليئا بالامجاد والكرامة والعز الذي لازال حاضرا في نفوس اجيال ال ازيرج واليوم خير خلفا له حفيده الشيخ كاظم عثمان الذرب .