طالَ انْتظاري للإمامِ الغائب ِ
والصبرُ عندي كالجميلِ الصائب ِ !
والأمرُ عندي عن يقينٍ ثابتٍ
لكنني من فرْطِ حزنٍ ذائب ِ !
أشْكو إليهِ عظيمُ ما آلَتْ لهُ
أيّامُنا السوداءُ فوقَ مصائب ِ !
فالكُفْرُ والتجهيلُ عمَّ فضاءنا
أضحى وأمسى ليلُنا بعجائب ِ !
هذا يُنمِّقُ في الخطابِ ويدّعي
دربَ الصوابِ يخطُّهُ بكتائب ِ !
ومنابرٌ للكُفْرِ تنفثُ سُمَّها
هَدَّتْ معالمُ دينُنا بخرائب ِ !
حتى اسْتحالَ الدينُ مُضغةَ ماضغٍ
لا شيءَ غير قشورهِ بشوائب ِ !
فتولّدَتْ أجيالُ لا همٍّ لها
تلهو وتمرحَ في الحياةِ كسائب ِ !
لمْ يبقَ من هذي الأنامِ سوى قليـ
لٍ يرتجي يومَ الخلاصِ الهائب ِ !
فارْبِطْ إلهي في القلوبِ لأنّها
في المُسْتقَّرِ بِصبْرِها كالدائب ِ !
لم تُثنِ يوماً صبْرُها أو ترتخي
إلاّ وكانتْ فوقَ كلِّ نوائب ِ !
لَبِسَتْ لباسَ الصبرِ فوقَ صدورِها
تمشي بخَطوٍ واثقٍ بحقائب ِ !
حَمَلَتْ سيوفَ الصدِّ في وجهِ العِدى
تقوى وإيمانٌ بصوتِ كتائب ِ !
فارْفقْ إلهي بالقليلِ ومُدَّهُ
بصريحِ صوتٍ في السماءِ بنائب ِ !
حتى يُؤسِّسَ دولةً موعودةً
لا شيَ فيها من سلوكٍ عائب ِ !