(( صباح مشرق ))


من عادتي الذهاب إلى مقر عملي مبكرا
ومقر عملي كان قريبا من دائرة طبية تعنى بالتحاليل الطبية وكان هناك جمع غفير من الناس
ينتظرون بفارغ الصبر بداية الدوام الرسمي لكي يدخلون
كانت الساعة السابعة والنصف صباحا والمكان قرب ساحة الاندلس
قرص الشمس في وجهي تماما وأسير بسرعة بالغة لكي أصل قبل الدوام بربع ساعة
وكنت أرتدي ( قاط ) أسود وربطة عنق حمراء جميلة
ومعي حقيبتي الرسمية ....
وبسبب ضوء الشمس كان وجهي يميل نحو الأرض تجنبا للضوء
ولم أنتبه إلى غصن شجرة متدلي بمستوى رأسي ( غصن غليظ )
على سرعتي ارتطم الغصن بقامة رأسي
فوجدت جسدي يطير في الهواء وسقطت على الأرض
وطارت حقيبتي على بعد امتار مني
والحقيقة لم أعرف ما جرى لي ... والناس ترفعني من الأرض
وتنفض التراب عن بدلتي ... وهناك من جمع اوراقي التي تبعثرت من الحقيبة
والذي يقول سلامات ... وصار خير
يا خير .. كنت اتحسس خصلة من شعري لم اجدها
موقف صعب .. وأنا أرى البعض لم يستطع كتم ضحكته
بدوري ضحكت من كل قلبي حتى دمعت عيناي حزنا على خصلة الشعر التي مسحت من الوجود وسحبت الجلد معها

كل ما وضعت يدي على رأسي
اتذكر ذلك الموقف المحرج .... الذي جعلني انتقل إلى الجانب الأخر من الشارع
وحتى اليوم كلما تمر سيارتي قرب المكان اتذكر ما جرى


خالص تقديري واحترامي