أربعة أشياء:
أربعة أشياء لا يستقل منها قليل: النار، والمرض، والعدو، والدَّيْن.
أحقُّ الناس بالتوقير:
أحق الناس بالتوقير الملك الحليم، العالم بالأمور, وفرص الأعمال, ومواضع الشدة واللين والغضب والرضا والمعاجلة والأناة، الناظر في أمر يومه وغده, وعواقب أعماله.
العاجز والحازم:
السبب الذي يُدرك به العاجز حاجته, هو الذي يحول بين الحازم وبين طلبته.
أهل العقل والكرم:
إن أهل العقل والكرم يبتغون إلى كل معروف وصلة وسبيلًا.
والمودة بين الأخيار سريع اتصالها, بطيء انقطاعها، ومثل ذلك مثل كوب الذهب الذي هو بطيء الانكسار, هين الإصلاح.
والمودة بين الأشرار سريع انقطاعها, بطيء اتصالها، كالكوز من الفخار يكسره أدنى عبث, ثم لا وصل له أبدًا.والكريم يمنح الرجل مودته عن لقية واحدة, أو معرفة يوم, واللئيم لا يصل أحدًا إلا عن رغبة أو رهبة.
فإن أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين, ويتوطأون عليهما: ذات النفس، وذات اليد1.
فأما المتبادلون ذات اليد, فهم المتعاونون المستمتعون, الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعض مناجزة ومكايلة.
المال كل شيء:
ما التبع, والأعوان, والصديق, والحشم, إلا للمال, ولا يظهر المروءة إلا المال, ولا الرأي, ولا القوة إلا بالمال.
ومن لا إخوان له فلا أهل له، ومن لا أولاد له, فلا ذكر له، ومن لا عقل له, فلا دنيا له, ولا آخرة، ومن لا مال له, فلا شيء له.
الفقر مجمعة للبلايا:
والفقر داعية إلى صاحبه مقت الناس، وهو مسلبة للعقل والمروءة، ومذهبة للعلم والأدب، ومعدن للتهمة، ومجمعة للبلايا.
ومن نزل به الفقر والفاقة لم يجد بدًا من ترك الحياء، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره. ومن ذهب سروره مُقِتَ، ومن
__________
1 ذات النفس: آراؤهم ونصحهم, وما تكنه نفوسهم. ذات اليد: ما ملكت أيديهم.
المفضلات