شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: روايتي أنا البحار المتوفي

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    الموصل
    المشاركات
    243
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي روايتي أنا البحار المتوفي

    البحّار المتوفى
    A dead sailor
    رواية
    كتبها وترجمها للعربية
    Mohammad Ahmad
    Retired teacher
    استاذ متقاعد

    روايتي أنا البحار المتوفي profilepic89667_15.g محمد الملا صورتي الحقيقية فعلام الرمزية؟
    Iraq \ Mosul
    أغلب الشخوص
    أحمد الشخصية الرئيسية
    الحاج جرجيس عمر رشيد- البحار المتوفى
    عائلة الحاج جرجيس وأبنته فاطمة
    أبو عباد صاحب الفرن (الأهوازي الأصل )
    الرجل الأحدب وأبنه شريك أبو عباد في الفرن
    أبنة أبو عباد( صاحب الفرن المتوفى )
    تيمور البحار التركي من كانت عنده الوديعة
    الحاج البحار أبو عبد من دله على تيمور
    مجموعة من البحارين
    دورية خفر الساحل
    الحاج عبدالله
    الملا عبد الرحمن صديق الحاج عبدالله
    أثنين من النساء
    شركة الأخشاب
    المحكمة التركية


    الجزء الأول ( سأنشر الجزء الأول فقط وسأحذف بقية الأجزاء )
    مرت سفينة وسط البحر مُنكسّة الشراع كانت تحمل ألف طن من الحديد وعلى متنها قرابة خمسون رجلا في خريف عمرهم إلا أنه كان بينهم شابا جميلا كان يلف على عنقه قطعة من القماش الأزرق اللازوردي وعيناه السوداويتان تلتهبان بحماسة غريبة..
    أقبل إليه رجل من البحارة قائلا له هيا يا أحمد فقد حان وقت النوم فلا زال أمامنا المزيد من العمل المنتظر سنرجئه إلى يوم أخر حالما تهدأ العواصف ونفرغ من حمولة السفينة في الميناء الذي لا يبعد سوى ساعتين ونصف لو سرنا بسرعة معتادة كما سِرنا يوم أمس ولكن دعنا لنمضي الليل في وسط عباب هذا البحر ونتذوق السمك الإفرنجي الطازج مع قليل مما تبقى لدينا من شوربة البقدونس و البازلاء ..
    كانت الساعة تقارب الحادية عشرة والنصف ليلا حسب توقيت شرق الأطلسي.
    أعاد الشاب علبة السجائر التي طالما فتحها لأكثر من عشرين مرة في اليوم الواحد وقال بصوت خافت لماذا نبيع بضاعتنا لهؤلاء الأوباش؟ أما لدينا الوقت الكافي كي نبحث عن عملاء جدد؟ أجابه الرجل الخبير المسن البالغ من العمر ستة وسبعون عاما " لا زلت يا بني شابا يافعا قليل الخبرة ولا زالت كثير من الأمور تنتظرك فأنت لم تمض سوى عام واحد في هذه المهنة وعليك أن تنتظر ست سنوات قادمة كي تصل مرحلة مستشار أدنى....
    أجاب الشاب متثاقلا في كلامه ماذا بحق السماء.... إنكم تقتلون الوقت هباء... لستم سوى عجائز مُخرفين قضيتم جُلَّ عُمرُكم بالكسل لا تفكرون سوى بلقمة خبز زهيدة تبتاعونها من فرن أبو عباد الذي اشتعلت واجهة فرنه في العام الماضي خمس مرات ولا يبيعكم الخبز إلا أن تشتروا منه بضعة أرغفة محروقة.....
    آه أبو عباد يا له من رجل كسول صاحب الكرش الثقيلة.. كم وددت أن أثقب تلك الكرش المستديرة وأريح الناس منه......
    ولكن هذا الرجل يملك ابنة جميلة دهشت بجمالها أعين المارة لكنها لا زالت صغيرة دون سن الزواج وهو يقول إني لن أزوجها وسأدعها تناول الأرغفة للزبائن فقد حرمها من المدرسة ويقول دعوها تفيدني بدينارين خير من أخسر دينار واحد....
    أجاب الشاب " أبو عباد هو رجل أهوازي وقد سكن البصرة منذ عام ونيف فقط وهو لا يجامل أحدا ولا يخالط أحدا وحالما يفرغ من عمله يجلس في القهوة المقابلة لدكانه وبيده مسبحة يتجاوز سعرها عشرين ريالا قد جلبها أحدهم له من مدينة "خرم شهر" يستأنس بها أوقات فراغه إذ قلما يجد من يجامله لكثرة خبثه ودهائه عدا ذلك الرجل الأحدب كث الحاجبين الذي يعمل عنده مذ حل في هذه المنطقة ..
    وما بال البستان ؟ سأل الرجل العجوز
    أي بستان ؟ رد الشاب بحيرة
    البستان التي يملكها والدك في منطقة الزبير!! ..
    آه لا تذكرني بوالدي فقد تزوج واحدة ثانية وتركنا مذ كنا صغار.. إنه يكره أمي ويشتمها دائما رغم أنها تعد من أحدى قريباته فهي ابنة خاله..
    وهل لا يرسل لها بالنقود ؟
    لا ... لا .. لا عليك بهذا الشأن هذه أمور خاصة ينبغي كتمانها وعدم فتحها من جديد
    دعنا نخلد للنوم وكفى ثرثرة ففي الصباح لدينا عمل شاق ...
    يالك من رجلٍ عجوز ثرثار لا تنفك عن الأسئلة المحرجة والخوض في حديث لا يفيد
    شخر الرجل العجوز وغط في نوم عميق كما لو انه لم يذق طعم َ النوم مذ عدة شهور
    هيا أستيقظ يا رجل لقد بزغت الشمس وبدأ البحارة بتدوير المكائن وسنصل المرفأ في غضون أقل من ساعتين ... هيا أنهض واغتسل فالإفطار جاهز!! ....
    نهض الرجل العجوز وبعد هنيهة بدءا يتناولان الطعام على طاولة منفردة بين كوم من القش اليابس الذي مال قليلا عن سطح المركب....
    انظر إلى هذا الكدس من القش لم يفكر أحدهم برميه في البحر والتخلص منه ..
    لا إنه مفيد .. أجاب العجوز!!
    وبماذا يفيد يرحمك الله ؟؟ ما إنه إلا قش يابس وقد يشتعل من عقب ِسيجارة فيسبب أمرا خطيرا ..
    هذا القش .... وسكت الرجل العجوز ليزدرد قطعة كبيرة من السمك المشوي علقت بين فكيه.. تناول قدحا وشرب نصفه وأزدرد القطعة الأخرى وكأنه فزع من أمر ما
    ها .. ماذا قلت اعدْ السؤال من فضلك!!!
    قلت إن الخباز الذي تحدثنا عنه يوم أمس قد مات مسموما قبل يومين وترك هذه البنت المسكينة لوحدها تزاول عمل الفرن بين ضجيج الزبائن وإشفاقهم عليها أما أختها الكبرى فهي متزوجة من تاجر للخيول في أصفهان وقلما تأتي لزيارتها ولكن حتى لو أتت فهي لا تلبث كثيرا حتى تعود من حيث أتت....
    مغلوبة هذه البنت وحيدة.. يا لها من شقية...
    وهل ترك لها أبيها إرثا غير هذا الفرن ؟ سأل الرجل العجوز
    لا إنه باع نصفه لسداد ديون قديمة كانت عليه قبل حلوله شريكا مع الرجل الأحدب الذي يعمل الآن بمعية ابنه الذي لا يتجاوز من العمر ستة عشر عاما في هذا الفرن..
    البنت أيضا تعمل معهم ولكن ساعات عملها صباحا حتى الظهيرة هذا هو الاتفاق..
    ويقال أن شريكها وأظنه الرجل الأحدب يبتغيها زوجة لأبنه فالج الشدقين..
    وماذا عن البنت .... يقال إنها أصيبت بصدمة وتركت العمل قرابة أسبوعين فهي تريد جمع مقدارٍ من المال لترجع إلى موطنها الأصلي في أصفهان وربما تذهب للإقامة مع أختها الكبرى .. هذا هو قرارها ....
    ألتفت الرجل العجوز بدهشة نحو الشاب بعد أن كان يمتع عينيه في أسراب الطيور المائية التي تقترب من الشاطئ وتعود مجددا...
    لماذا لا تتزوجها أنت فلديك المال وأنت أبن كبير التجار؟؟؟؟...
    لا .. لا الأمر ليس كذلك إني أعطف عليها فحسب ولم أفكر قط في الزواج منها..
    إنها بنت بائسة وأنا أعطف عليها أشد العطف ليس إلا....
    بدا الرجل العجوز يمسح نظارته وسكت في صمت رهيب .....
    ثم نهض فجأة وقال لقد مضيت عمرا طويلا بين أموج البحار وكنت احسب أن الحياة محض صدف غريبة ولكن هذه اللحظات التي تمر علينا لم أذق مثلها قط فالحياة ليست أوهام.. وكم كنت أبحث عن المال لكن دون جدوى أرجع خائبا في كل سفرة ولكن دعني أصارحك بشيء لم تفطن أن تسألني عنه سأرويه لك متى ما فرغنا من إفراغ الحمولة ....
    إني كنت شريكا ل ل ؟؟.. ثم سكت مرة أخرى الرجل العجوز ولم ينطق بعدها بكلمة واحدة..
    تمالك الرجل الشاب ذُهولٌ شديد من هول المفاجأة وعادوا يفرغون حمولة السفينة...
    وفي اليوم الثالث كان الرجال جميعا يعدون مأتما كبيرا لرفيقهم العجوز الحاج جرجيس عمر رشيد الذي خلف أربعة بنات وصبي لا يزال دون العاشرة وجلست معهم امرأة متشحة بالسواد علها تعرف شيئا عن قصة زوجها الراحل وعند العشاء كانت مأدبة كبيرة تقام وسط الأزقة الملتوية كعادة أهل البصرة في تلك الأيام يصطحب كل جار دفعة من الشبان ليعاونون جارهم المنكوب في أعداد وليمة المأتم وهكذا كانت أيامهم في السراء والضراء في الفرح والمآتم والأعراس حتى في حالات ولادة المولود الجديد .....

    .


    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الملا ; 08-20-2017 الساعة 02:30 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الشيخ عطيش بن شبرم المسعودي المتوفى سنة 1010ه
    بواسطة الارشيف في المنتدى منتدى العشائر والقبائل العراقية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 07-13-2022, 12:16 PM
  2. المرحوم الشيخ سلطان ال ثعيب رئيس عشيرة بني طرف المتوفى 1927م
    بواسطة ali hsan في المنتدى منتدى الوثائق والصور والمشجرات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-29-2022, 02:26 PM
  3. زواج عاشقة فرنسية من خطيبها المتوفي
    بواسطة شيماء في المنتدى منتدى عجائب وغرائب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-29-2022, 02:24 PM
  4. ?بالوثيقة? مراسم دفن المتوفي بكورونا في النجف ?8? مليون دينار
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-22-2020, 01:08 PM
  5. سوريا: الطبيب البريطانى المتوفى كان موقوفًا لقيامه بنشاطات غير مسموحة
    بواسطة محسن الدهمشي في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-18-2013, 05:51 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى