السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعبير الرؤيا وتفسير الأحلام من العلوم التي تفتقر إلى استعدادات خاصة لدى الشخص المتصدي للتعبير

كالعفة والصدق والتقوى علاوة على معرفة تامة بالأعراف والطبائع البشرية والتفطن لحال الرائي والظروف والملابسات التي تدور حولها الرؤيا أو الحلم وكذلك الوقت

والفرق بين الرؤيا والحلم يستكشف من خلال التأمل في جملة أحوال الشخص ومعرفة مزاجه وهذا العلم من العلوم الصعبة التي لا يمكن أن تتأتى من خلال الدراسة والتعليم

والغالب فيه أنه يكون بإلهام الصواب والتسديد من قبل الله عز وجل أما محاولات بعض علماء النفس كفرويد أن يعرفوا حقيقة الحلم وما يشير إليه عبر منهج التحليل النفسي فلا يعد من علم تعبير الرؤيا، ولكن يستفيد المحلل النفسي من بعض الإشارات ويستدل بها على نفسية المريض لأجل العلاج النفسي.


الغالب في علم تعبير الرؤيا الدلالة على المستقبل، فيعبّر عن رؤية اللبن بالعلم مثلاً إذا اقتضى حال الراي أن يكون من أهل العلم، ويعبر عن رؤية الإنسان نفسه يؤذن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن كان مصلحاً, ونفس الرؤيا تعبّر بالسرقة لمن كان حاله يقتضي الغش وعدم الصدق أخذاً من قوله تعالى: (( أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسَارِقُونَ )) (يوسف: 70).


أما الأشخاص الذين يظهرون في الفضائيات فليسوا من أهل هذا العلم الشريف
وذلك لعدم توفر شروط التعبير لديهم


ويجب أن نلفت الانتباه إلى أن الحلم أنواع:

فمنه حديث النفس فمن يحدث نفسه بأمر مهم قد يراه في الحلم، وهذا لا أصل له ولا يترتب عليه شيء، ومنها مسبب عن سوء المزاج فالمحرور مثلاً قد يرى نفسه في حوض الماء، والعطشان يرى نفسه يشرب، وهذا لا أثر له كذلك، ومنه تحزين من الشيطان بأن يريه بعض الخيالات لأجل تكدير خاطره ويستكشف ذلك من خلال قرائن خاصة، ومنه رؤيا صحيحة من الله عز وجل، وهذا هو الذي يتعلق به علم تعبير الرؤيا.