اين يقع مقام نخل مريم في كربلاء ؟:
ورد في أرجوزة (مجالي اللطف بأرض الطف أنّ الحسين ع ذبح عند نخل مريم مما يلي رأس الحسين ع ). والمقام عبارة عن محراب مرصع بأحجار من الرخام الناصع يخال الناظر إليها أنّها قطع من المرايا. وفي وسط هذا المحراب حجر أسود على شكل دائرة يبلغ قطرها 40 سم تقريباً. أمّا المحراب فقد صُمّم على شكل نخلتين منحوتتين من نفس الحجر. وفي الوسط موقع الحجر. كانت هناك صخرة رخامية ملصقة بحائط الروضة الحسينية على بعد مترين من الضـريح الحسيني المقدّس من جهة الرأس الشريف, تعرف بمقام جذع النخلة وهو من الآثار المقدّسة حيث نصت الروايات على أنّها موقع ولادة المسيح ـ عليه السلام ـ حيث كان تحت النخلة, ممّا جعله مكاناً مباركاً ومما يلفت النظر وجود روايات تؤكّد ذلك حيث روى الحر العاملي ّ, عن محمّد بن همام , عن جعفر بن محمّد بن مالك, عن سعيد بن عمرو الزهريّ, عن بكر بن سالم و عن أبيه, عن أبي حمزة الثماليّ, عن علي بن الحسين ع في قوله تعالى:( فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين ـ عليه السلام ـ ثمّ رجعت من ليلتها وقد درس أثرها بعد التوسعات التي طرأت على الروضة المقدّسة.
وذكر ممن شاهدها في العتبة المقدّسة السيّد سلمان هادي آل طعمة بقوله حول المقام أدركت هذه الصخرة في أواسط الأربعينيات, وأنا في العاشرة من عمري فوجدتها صخرة سوداء, فيما يلي الرأس الشـريف أو بعبارة أخرى رخام يعرف بـ(نخلة مريم) ملصق على إحدى الدعائم وكنت أرى الزائرين يتبركون بها وذلك بمسح ظهورهم بها وقد رفعت هذه الصخرة من الحائط سنة 1947م بأمر من طاهر القيسـي متصـرف لواء كربلاء كما حدّثني بذلك المرحوم السيّد عبد الصالح آل طعمة سادن الروضة الحسينية المقدّسة, وقد أكّد ذلك الدكتور عبد الجواد طعمة الكليدار في كتابه (تأريخ كربلاء وحائر الحسين).والظاهر أنّ التدخل الزائد من قبل طاهر القيسي المذكور في شؤون العتبة الحسينية ونفوذه السلطوي في ذلك الوقت أدّى إلى إزالة هذا الأثر التاريخي المقدّس وآثار أخرى مهمّة, ولا ندري أين أصبحت هذه الصخرة اليوم؟
المصدر : كتابنا مختصر معجم تراث كربلاء - المعد للطبع ، ص 314 وكتاب تراث كربلاء لسلمان ال طعمه .

الشيخ عقيل الحمداني