شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: سنوات المحل والمحن تواريخ

Share/Bookmark
  1. #1

    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    الموصل
    المشاركات
    243
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي سنوات المحل والمحن تواريخ

    المقالة مأخوذة من موقع سوري الأحداث منطقة القامشلي روراها المعمرين وعند المقارنة والسؤال وجدتها نفسها كما مرت في سوريا مرت في العراق فقط سنة لوفا وجدت من أقرها 1924 والبعض قال 1925 وهو الأقرب ( فقط أضفت تعليقات بين السطور)
    ---


    1- سنة ذرّ اية ( 1910) من ذرّا :نثر والذر: الهباء المنتشر في الهواء ومنها ذرا البيدر:نثر التبن وأبقى على الحب . ومن هنا اشتقوا اسم هذه السنة فشبهوا الثلج بالتبن المتناثر من البيدر، وهي السنة التي ذرت الثلج وقيل إنّ ارتفاع الثلج بلغ شبرين ( نصف متر) أو كما قالوا من مبالغات: وكان ثلجا أحمرا نخالهُ يحمل أتربة من رياح خماسينية مغبرّة فسمّوها بسنة الثلج الأحمر كما عرفت بسنة الدمّام أي أن الثلج قد غطى الأرض تماما وفي تعبير أهل الجزيرة (دمّ ) تعني طمر بالتراب ومنها دم ّ الميت دفنه، ولأن الثلج غطى الأرض تماما سمّيت بسنة الثلج الدمّام وقد هبّت عاصفة سوّت الأرض حيث جرفت الثلج من المرتفعات إلى المناطق المنخفضة ولذا سمّي بثلج الدمّام وتمّ التأريخ بهده السنة وذلك لغرابة الحدث حيث أن الثلج من الظاهرات شبه النادرة في معظم بلاد العرب ولهذا لا نجد للثلج مرادفات في اللغة العربية،بينما يوجد في لغة الأسكيمو عشرات الأسماء للثلج. ( الحدث نفسه في الموصل )
    2- سنة الغلاء( 1916)هنا لا يعني المفهوم غلاء الأسعار بالتعبير الاقتصادي والتجاري ، ففي تعبير العامّة الغلاء :هو القحط وكان سببه انحباس الأمطار عن الجزيرة. ( وهذه أيضا حدثت في العراق \ الموصل لا علم لي بمحافظات أخرى ربما الرمادي ومنطقة الجزيرة عموما هي الأخرى أصابها القحط والغلاء )

    3- سنة الوسميّة ( 1917) سنة الوسم هي سنة الأمطار الغزيرة عندما تهطل مبكرا ، وقد أرّخوا بها لأهميتها في حياتهم بعد سنة من القحط والجفاف.
    4- -سنة لوفة ( 1925) وهي سنة برد شديد – بحسب المعمّرين – قيل أن الفرات ودجلة تجمّدا في هذه السنة وإنّ الجمال عبرت بأحمالها من فوقهما، وفي اللغة لاف الطعام أكله . وفي تعبير العامّة يقال :( لافت الناس) فصلت بينهم وبين مواشيهم وفي هذه السنة تأسست مدينة القامشلي ،فهي بذلك تتزامن بولادتها مع الثورة السورية ، وإنّ القامشلي تمصّرت في هذا العام وهذا لا يعني البتة بداية الوجود البشري فيها ،وأي زعم من هذا القبيل يجافي الحقائق التاريخية . (هذه أيضا مرت بالعراق \ الموصل كما رواها المعمرين من شيوخنا في الموصل ) وكانوا يسمونها جمدة الفرا وعندما يريدون تقدير عمر شخص طاعن في السن يقولون ( ياعي جمدة الفرا )

    6-سنة الجراد ( 1926) وقد غزت المزارع أسراب هائلة من الجراد وقام الأهالي بحفر الأنفاق والسواقي، والضرب على الدفوف وصفائح (التنك) وإطلاق الرصاص ، فعبرت أسراب الجراد نهر دجلة باتجاه الشرق ، وهو عام بناء أول جامع في القامشلي . كما بنيت في عام 1928كنيسة مار أفرام النصيبيني من اللبن . ( حصل الحدث ذاته في الموصل )

    7-سنة موّاصة ( 1930) في اللغة المواصة : الغُسَالة أي ما غسل به الثياب أو الإناء ولعلهم يقصدون بهذه التسمية إنها سنة جدب ومحل فقد ماتت المواشي كالأغنام والماعز جوعا من شدّة البرد والقحط ويقال: إنّ الثلج دام على الأرض أياما، وتعرف هذه السنة باسم سنة (ضوّاية ) الضاوي في اللغة : الآتي ليلا، وفي تعبير العامة ضوى البعير أناخ ومن المفهوم نستدلّ على أن الثلج دام في الأرض . كما عرفت بسنة أم عظام أي أنها لم تترك سوى عظام تلك المواشي.

    مواصة كلمة عامية من الموص يموص الماعون أي يغسله عدة مرات كقولهم ( موص الماعون من اللبن أو الخاثر ) أي أكلوا المواصة وهذا دليل على الشح والفقر فيبدو لا لبن بشربون ولا زرع ولا حصاد فشربوا أو أكلوا مواصة المواعين لأن المواصة تلقى ولا تستعمل
    سنوات المحل والمحن تواريخ puce_rtl-df008.gif?1
    سنوات المحل والمحن تواريخ puce_rtl-df008.gif?1

    8- سنة الجدري ( 1942) وقد عمّ المدن والأرياف وباء الجدري مترافقا مع وباء الملاريا ، حيث قامت الحكومة بتشكيل لجان لمكافحته،برئاسة الدكتور بكري قباقيبي، وقد قضى خلق كثير بهذا الوباء الفتّاك ،والملاريا كانت منتشرة كوباء منذ تأسيس المدينة واستمرت لغاية الخمسينات وسبب ذلك يعود إلى وجود المستنقعات الكثيرة والأشجار الكثيفة ونباتات القصب والقاميش والسوس والزَّل وغيرها التي تغطي مساحات واسعة على أطراف النهر وانتشار البعوض وأنواع الحشرات فيها ، كما كانت مأوى لقطعان الخنازير والثعالب والذئاب والهوام المختلفة ، و يعدّ وادي الجراح ومستنقعاته الكثيرة أحد أسباب انتشار الملاريا . فضلا عن كثير من الأمراض التي تعرّضت لها المواشي. واجتاحت أسراب الجراد في هذه السنة مزارع المنطقة مرة أخرى ،وعرفت أيضا باسم سنة الجراد

    ( هذه حدث مثلها في الموصل منطقة الجزيرة وأذكر كيف كان من يلفح بلقاح الجدري يترك ندبة على ظاهر ساعده واستمرت التلقيحات حتى مطلع الستنيات وأنتهت ( انتهى المرض منذ الخمسنيات لم أشاهد حالة واحدة )

    9- سنة السبع ثلجات ( 1943)( سبع الثلجات ) وفي هذه السنة تجمّد نهرالفرات وقيل أن الجمال عبرت فوقه بأحمالها ، كما تجمّد وادي الجرّاح أحد روافد نهر جغجغ ( الهرماس ) الذي ينبع من طور عابدين مرورا بنصيبين ويرفد الخابور، ومن التسمية يتبين أن الثلج قد نزل على الجزيرة سبع مرات . وتسمّى أيضا بسنة العايشة من العَيش. والإعاشة : توزيع الأرزاق والمؤن على الجماعات ( وهذه أيضا مرت بالعراق فالمنطقة السورية ليست بعيدة عن العراق والأحداث منشابهة ( الأجواء متشابهة )



    ولكن كيف تمّ تحديد هذه السنين بتاريخها المتفق عليه كما هو؟ فإن (العوارف والحسّابة ) لديهم معارفهم الخاصة لتحديد التاريخ وحسابه فهم يقولون : ذرّاية قبل الفرمان التركي ولجوء الأرمن إلى الجزيرة (1915)بخمس سنين ،ومن ذراية إلى لوفة خمس عشرة سنة ، ومن لوفة إلى موّاصة خمس سنين ،ومن موّاصة إلى سبع الثلجات ثلاث عشرة سنة ، ومن سبع الثلجات إلى الوطنية ثلاث سنين ، أما الوطنية فهي عام استقلال سورية/ 1946/وهكذا يتم حساب السنين لديهم ، وحفظها بالتواتر والتأريخ بها فهي محطات يتمّ بموجبها حساب أعمارهم ووفيات مشاهيرهم ، وأحداثهم من زواج وطلاق ومعاملات طويلة الأمد كبيع الأراضي واستملاكه،وعمارة القرى ، وتاريخ سكنهم في هذه الديار أو تلك أو الرحيل عنها ، واتفاقات بيع الخيول أو محاصصتها لآجال بعيدة .وهذه السنون تتخللها عادة أحداث صغرى ليس لها صفة العموميّة لأنّها قد تخصّ جماعة محددّة أو فردا ً فلم تلحظ بشكل دقيق لكنها لم تهمل إهمالا كاملا، كالتأريخ للشخصيات الاجتماعيّة من الزعماء السياسيين ومشايخ الدين ، وشيوخ القبائل ،بتنصيبهم ووفياتهم أو أعمالهم المختلفة . وحتى على مستوى الأسرة الواحدة فهناك تواريخ شفاهية يحفظها الوالدان ويحلو لهم تكرارها على مسامع أبنائهم ، ليحفظوها، ثم يجعلوا مقاربة بينها وبين الأحداث الموازية لها، فهم يربطون حدثا بحدث آخر له أهميته القصوى لديهم . كأن يقاربوا تاريخ زواج أو وفاة، أو ولادة أحد أبنائهم ، بتاريخ الرحيل في الربيع إلى مناطق الرعي والعودة في أول الشتاء،فأرخ بعضهم بسنة المرياع وهي أن رجلا تركيا قتل (مرياع) الغنم المدلل (8) فهم يحفظون هذه السنين ويذكرون أحوال كل سنة منها تبعا لمستوى الربيع فيها،أو ما جرى لهم من أمور خلالها ،ويربطونها بأحوالهم الراهنة... وقد يذهب بهم الميل الشديد لمشافهة تواريخهم إلى المقاربة بين أعمار خيولهم ومواشيهم مع بعض الظاهرات والأحداث المهمّة في حياتهم لتأكيد معرفتها.
    أمّا طريقتهم في حساب أعمارهم وأجيالهم فتعتمد على حساب الفروق بينها ومقارنتها ، فيقال مثلا :( أنا حملتك على رقبتي )دلالة على أنه يكبره بحوالي خمس عشرة سنة ، ويقال أيضا :( أنا دبكت في عرس أمك )،أو (أكلت من صبحة أمك )، أو (كنت من زفّافة أمك ) وللتعبير عن التقارب في أعمار فئة منهم يقول قائل منهم : كلنا ( قطع سنة ) ويقول : (أنا ابن موّاصة ،وأنت ابن لوفة) يعني أنه يكبره بخمس سنين . وعبارة( أنت واعي جدّي ) وهكذا... والمثل الشعبي القائل :( الشهر المالك بيه خبز لا تعدو ولا تعد أيامه) يكشف للدارس طريقة العرب في الاهتمام بالزّمن .فهم لا يعتنون كثيرا بالزّمن المجرّد ، بقدر ما تهمهم أحداثه. ونؤوّل سبب هذه النزعة لديهم إلى شظف العيش ومكابدة مكدّراته ومنغّصاته فلديهم دوما ما يشغلهم عن الاهتمام بالمجرّدات .
    ومن خلال حرصهم على مذاكرة تلك السنين تنجلي أمام تتبُعنا للحيثيات السلوكية لدوافعهم من المذاكرة الدائمة معطيات هامّة نستخلص من دراستها وتأويلها، إن أثرها في نفوسهم دفهم دفعا باتّجاه تأريخها مما أوجد عندهم نوعا من الاهتمام بعلم التاريخ ولما كان لهذه السنين تأثيرها في مجرى حياتهم فذلك يولّد الحاجة الملحّة الأخرى لديهم وهي تطلعهم إلى المستقبل والاعتبار من هجمات الطبيعة المفاجئة ولا سيّما أنهم امتلكوا خبرات كبيرة في إدارة الأزمات والكوارث ، والصّراع مع الطبيعة وما هذه الشجون المتواترة والمتكررة سوى دروس للأجيال ونقل للتجارب والخبرات والأمثلة عبر الزمن. فقالوا مثلهم المشهور ( الما يونّي يغرق )(9) لتأكيد ثلاثية الزّمن بأبعاده الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل .
    إن دراسة ظاهرة التاريخ الشفهي للسنين وتوثيقها التاريخي تعدّ ضرورة ثقافية وعلميّة ، وقد يستنبط منها الدّارس والباحث في شؤون علم خصائص الشعوب وتطوّرها معطيات معرفية مهمّة ومَدخلا لفتوحات في مجال الدراسات المستقبلية. وقد حرصنا في هذه الدّراسة على مقاربتها مع أ هم أحداث التاريخ المدوّن ،مما يتيح لنا اعتماد توثيقها على أنها من أحوال تلك السنين التي وقعت فيها تلك الأحداث المعروفة ،كأسباب المعيشة وأشكالها في الرّخاء أو القحط فنهيئ لدراسة تاريخية شاملة للتاريخ الشفهي لقطرنا توثّق تاريخ الشعب وتراثه غير المادي ، ولا تقتصر على ذكر خجول للمحطات التاريخية الرسميّة.
    ويمكن أن ينهض بهذه الدراسة مركز للدراسات التراثية لو هُيئ لإحداثه

    سنوات أخرى :: العراق الموصل

    سنة 1931 أسراب جراد \ سنة 1933 عجاج العجة السوداء \ سنة 1950 تساقط ثلوج لمدة 48 ساعة







    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الملا ; 10-14-2017 الساعة 12:01 AM

  2. #2
    الصورة الرمزية mnar12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    266
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ




  3. #3

    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    الموصل
    المشاركات
    243
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ


    الشيخ صفوق بن فارس الجربا وموقفه في سنة ذراية

    من عادة العرب النخوة والنصرة لمن استغاث وهذه الصفات كانت من شيم الشيخ صفوق بن فارس الحميدي الجربا والحوادث والأدلة على ذلك كثيرة ومن ضمنها هذه القصة :
    في إحدى السنين جاء قحط وجدب عم أرجاء المعمورة وكان وقعه على أهل البادية لا يقل وطأة ً عن أهل المدن وهذه السنة تــُسمى ( بسنة ذراية ) .وقد ذكر هذه السنة الكاتب الأمريكي فريدريك في رسالة الماجستير المقدمة لجامعة أنديانا الأمريكية والمعنونة ( التاريخ السياسي لقبيلة شمر الحربا )
    وكعادة القبائل بالاكتيال من المدن فقد جاءت شمر بقيادة الشيخ صفوق الفارس لتكتال من المدينة وبالفعل أكالها صفوق من تجار المدينة بكل ما يحتاجون من حبوب وتمور ولوازمهم المعيشية وبعد أن انتهى صفوق من اكتيال شمر .
    جاءت تسع جموع من قبيلة عنزة الوائلية تستغيث بالشيخ صفوق الفارس حتى يكيلها عندما علمت بأنه في المدينة يكيل شمر .
    وقع الشيخ صفوق في موقف ٍ محرج حيث أن َ كل ما معه من المال قد دفعه لاكتيال شمر .
    والتجار في هذه السنة الممحلة لا يعطون بالآجل ولكن شيمته تأبى أن يترك من استغاث به .
    فرجع إلى التاجر وكان معه أولاده الصغار ويعتقد أنهم ( عبد الكريم وفارس ) حيث أنهم أصغر أولاده والحادثة هذه حدثت حوالي سنة 1910 وأمر التاجر بأن يكيل جموع عنزة وأبقى أولاده الصغار رهينة ً ريثما يعود له بالمال وبالفعل اكتالت عنزة مما تحتاجه من حبوب وتمور وغيره .
    وبينما كان أبناء صفوق عند التاجر وإذ بالشيخ وادي الشفلح شيخ قبيلة زبيد جاء ليكتال لقبيلته وعندما رأى الأطفال أحس بأنهم أبناء شيوخ فسأل التاجر عنهم فقال له بأنهم أبناء الشيخ صفوق الفارس وأخبره بالقصة فدفع الشيخ وادي ما على صفوق الفارس من مال وأرسل أبنائه عليه ومن ذلك الحين وشمر تقسم بالشيخ وادي وفاء ً له على موقفه مع أبناء صفوق حيث تقول ( وحياة زبيد اللي منهم وادي ) .كما أن هناك موقف مشرف آخر لشيخ وادي الشفلح مع أبناءصفوق بعد إغتيال والدهم صفوق الفارس دعم محبته عند شمر.
    فقال بن معبهل من الشعلان يمدح الشيخ صفوق ويشكره على موقفه بهذه القصيدة مما أزعج بقصيدته هذه شيوخ عنزة وعلى رأسهم الشعلان فأغاروا عليه وأخذه حلاله والقصيدة هي :

    يا طير ياللي من صواريم سنجـــار* دونك ديــــارك منتوين ٍ وطنـــا

    من غربي الفكة ليا رجم عيــــــار * تر ما بقي به موقد النـــار منـا

    نطلب يا علك من طويلين الأعمـار* ويــــدوم عزك يازبون المجنــا

    يا مكيل تسع جموع بالموسم الحار* يوم ٍ مير شيــــوخنا دِس عـنـا

    أنتم هل الطولات والوصل والكـار* تشــــهد لكم كل القبايل وحنــــا

    حريبكم يا ولعٌوا شمــــــر النــــار* عده على جمر الغضى ما يتهنا

    إما يهـــــج يــــبدل الــدار بديـــار* ولا لكم بمغطــــــيات يتعنــــــا








    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الملا ; 10-14-2017 الساعة 08:42 AM

  4. #4

    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    الموصل
    المشاركات
    243
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ

    هنا كاتب أخر يروي سنة ذراية 1910
    لا يختلف الثلج في كل بقاع الأرض فهو ينزل في الشتاء شديد البرودة ويكون لونه ناصع البياض، إلا أن "الحسكة" شهدت عاماً تساقط فيه الثلج الأحمر على المحافظة، فأصبحت هذه الثلوج تاريخاً.

    مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث "محمد السمُّوري" بتاريخ 24 آذار 2014 ليتحدث عن هذه الحادثة الفريدة التي شهدتها محافظة "الحسكة"، والتي لم تتكرر منذ ما ينوف عن مئة عام، فقال: «شهدت محافظة "الحسكة" في ربيع عام 1910 تساقطاً كثيفاً للثلوج حسب ما تناقله سكان المنطقة في ذلك الوقت، ومع أن الثلوج لا تتساقط على هذه المناطق إلا بشكلٍ نادر فلم يكن هذا ما أبهر الناس، بل إن اللون الذي تساقط به الثلج هو الذي كان مدعاةً للغرابة، فقط سقط ثلجٌ غزير لونه أحمر زادت سماكته عن 50سم ودام لمدة 40 يوماً حسب بعض الروايات، وقد عانى السكان من تبعات هذه الثلوج التي حدت من قدرتهم على العمل وحتى الخروج من المنازل».

    يتابع "السمُّوري": «ورد أكثر من حديث عن هذه الثلوج وقد أخذت أكثر من تسمية ومنها سنة "ذرّاية"، حيث تم استيحاء هذا الاسم من "ذرا" الشيء أي نثره ويقال: "ذرا التبن" وأبقى على الحب، ولأن تساقط الثلج ترافق مع هبوب الرياح شبهوا الثلج بالتبن المتناثر عن البيدر، كما عرفت السنة بسنة "الدمَّام" أي إن الثلج غطى الأرض تماماً، وفي تعبير أهل الجزيرة يقال: "دمَّ" الشيء أي طمره حتى اختفى، ومنها يقال: "دمَّ" الميت أي دفنه.



    الحاج خضر السلطان ويحكى أن عاصفة هبت فجرفت الثلوج من المرتفعات إلى المناطق المنخفضة لهذا سمّي بثلج "الدمَّام"».

    ويوضح الباحث "السمُّوري": «أن تساقط الثلج ترافق مع رياحٍ محملة بالرمال وقد طغى لونها على الثلج، فأعطته لوناً أحمر وجاءت إثرها تسمية هذه السنة بعام "الثلجة الحمرة"، وقد تم تأكيد وقت هذه الظاهرة بعام 1910 من خلال تزامنها مع زيارة عالمي الآثار "هرتز فيلد"، و"سارة" إلى المنطقة للقيام بعملية مسح للتلال الأثرية المنتشرة على الجانب الغربي من "نهر الخابور"، وأيضاً لما تم حفظه من قصيدة نظمتها إحدى الشيخات الحمصيات التي كتبت باللهجة المحكية، حيث قالت الشيخة "صديقة بنت الشيخ سعد الدين شمسي باشا": "قد وقع من السنين سنة التاسع والعشرين.. أيامه أربعين قد قل فيها الطحين.

    أول يوم في ربيع شهر النبي الشفيع.. أتانا فصل الربيع.

    ولاحت البشاير، أتانا الهوا والطلَّ.. وفي برهة قليلة قل.

    لم يطل منه الجل إلا ولّى مسافراً". ومعنى هذا أن الثلوج تساقطت في 19 أو 20 من شهر محرم من تلك السنة، وهما يوافقان 20 أو 21 من كانون الثاني لعام 1911، وهذا قول آخر يغاير ما تم توثيقه في الجزيرة».

    ويختم "السمُّري" الحديث عن هذه السنة، فيقول: «كانت لهذه السنة تبعات اجتماعية ومعيشية كبيرة، لذا تعددت عنها الأقاويل والحكايات تناولت في مجملها صعوبة الحياة في تللك الأيام، وتأثيرها السلبي خصوصاً على وضع الطعام بسبب الواقع اليومي الذي تعيشه المنطقة فهي ليست ذات طبيعة تخزينية، كما أنها لم تعتد يوماً مثل هذه الاختبارات الطبيعية القاسية، مشيراً إلى أن المؤرخين ذكروا عمومية هذه الثلوج؛ حيث تحدث الناس عنها في منطقة "معان" بالأردن وعرفت باسم "الثلجة الكبيرة في "حلب" حملت في "حمص" اسم الثلجة الكبيرة واسم سنة "النهيب" لكثرة وقوع السرقات في ذلك الوقت».

    من جهته قال الحاج "خضر السلطان": «أنا من مواليد 1933 من قرى ريف "الحسكة" الشمالي، لم أعِ هذا الحدث، إلا أن الذاكرة لم تنسه في يوم من الأيام، لكن ما سمعته من والدي أن الثلوج دامت لمدة 40 يوماً، وقد كان أهالي منطقة "عامودا" أصحاب قطعان من الأغنام وكانوا يطلبون المراعي بعيداً عن مساكنهم، وحين بدأ الثلج الهطول تركوا الأغنام وهربوا عائدين إلى البلدة، وبعد أن تكشفت الغيوم رجعوا ليتفقدوا قطعان الأغنام، فوجدوا أغلبها قد مات، وقد نجى من هذه الثلوج أعدادٌ قليلة من الأغنام، وقيل في تلك الفترة إن من بقي حياً من تلك الحيوانات كان يتغذى على صوف الأغنام الميتة».

    بدوره قال الدكتور "إسماعيل محمد" مدرس في كلية الزراعة: «تتشكل الثلوج الحمراء بإحدى الحالتين، ففي المناطق القطبية والمرتفعات الجبلية تتواجد كائنات حية تدعى الطحالب، وقد أثبتت الدراسات العلمية وجود 350 نوعاً منها إذ تعدّ من الكائنات الدقيقة، وهذه الطحالب تقوم بإكساب الثلوج لوناً أحمر، أما الحالة الثانية لتلون الثلوج فهي امتزاج لبلورات الثلوج الهشة مع ذرات التراب المحمولة في الهواء، ما يكسب الثلج لوناً أحمر وهي الأقرب إلى واقعنا، بسبب اتساع المناطق الصحراوية التي تحيط بمنطقتنا الجغرافية».
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الملا ; 10-14-2017 الساعة 12:25 AM

  5. #5

    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    الموصل
    المشاركات
    243
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ


    سنة ذراية والشتاء الصارم 1910 موقع أخر وسنوات الغلاء والمحن


    تؤكد جدتي دائماً، نقلاً عن جدي، بأنه ولد قبل سنة الثلج الأحمر بتسع شتاءات، أما هي فقد ولدت قبل سنة «طوشة عامودا» بعشرين شتاء!

    عرف سكان سهول الجزيرة العليا، وبادية الجزيرة في سورية، كغيرهم من الشعوب، نمطاً فريداً من التأريخ، تحفظه الذاكرة الشعبية كالأمثال الشعبية والملاحم الغنائية وتميزوا بطريقتهم الخاصة في تأريخ الزمن وفقاً للحوادث التي جرت في السنة الفلانية.. الخ، وتمييزها عن غيرها، وكان نمط التفكير البسيط هذا انعكاساً للعلاقات الفلاحية والرعوية في حينه، واستمر هذا النوع من «التأريخ الزمني» الذي كان امتداداً لما كان سائداً في القرن التاسع عشر وما قبلها، حتى النصف الأول من القرن العشرين.


    الذاكرة الشفوية عند الفلاحين والرعاة

    تجاور في الجزيرة السورية، نمطان من العلاقات الاقتصادية الاجتماعية، في القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين، نمط حمل طابع الإقطاع العثماني، والنمط الرعوي ونصف الرعوي الذي يظهر فيه نمط الاقتصاد الطبيعي.
    لم يختلف نمط التفكير كثيراً في شمال الجزيرة، عن جنوبها فقد كانت القبائل الرعوية ونصف الرعوية والفلاحون يشتركون في طريقة «التأريخ الزمني»، ويأخذون في ذلك اعتبارات تغير الظواهر (المناخية والبيئية والاقتصادية والحروب..) في تسمية السنوات التي غالباً ما تكون علامات فارقة، ونقاط علام لمعرفة الزمن، وقد استطاع بعض الباحثين جمع بعض من هذ التراث العائد للقرن العشرين.
    يروي الباحث «محمد السموري» كيف كان سكان الجزيرة يعرفون الزمن، قائلاً: «ذرّاية قبل الفرمان التركي بخمس سنين، ومن ذراية إلى لوفة خمس عشرة سنة، ومن لوفة إلى موّاصة خمس سنين ،ومن موّاصة إلى السبع ثلجات ثلاث عشرة سنة، ومن السبع ثلجات إلى الوطنية ثلاث سنين»، ويبدو هذا الكلام عصياً على الفهم، ولكنه ليس كذلك لمن يعرف ماذا تعني هذه السنوات.


    من الذاكرة الشفهية

    عرفت سنة 1909، في الذاكرة الفلاحية شمال الجزيرة السورية باسم سنة الثلج الأحمر«Sala berfa sor»، بسبب هطول ثلوج كثيفة وتهدم البيوت الطينية وامتزاجها بالتراب الأحمر. أما سنة 1910، فقد عرفت في جنوب الجزيرة باسم سنة «ذراية» بسبب هطول ثلوج كثيفة فشبهوا الثلج بالتبن المتناثر من البيدر، كما عرفت أيضاً بسنة «الدمام» أي أن الثلج قد غطى الأرض تماماً، وفي تعبير أهل الجزيرة (دمّ ) تعني طمر بالتراب. وقد جرفت التراب والبيوت، وهبت عواصف سوّت كل البيوت والخيم بالأرض.
    وكانت سنة 1913، سنة «الجراد» فقد أتت أسراب الجراد على مواسم الفلاحين في قرى عامودا والدرباسية القديمة ونصيبين وسببت خراب الفلاحين. بينما عرفت سنة 1915، باسم سنة «الفرمان» وهي السنة التي ارتكبت فيها القوات العثمانية مجازر بشعة بحق الأرمن، وأثناء قيام العثمانيين بملاحقة الأرمن في الجزيرة قام الفلاحون والرعاة بحماية وإخفاء العديد من الأسر الهاربة من الموت.
    عرفت سنة 1916 باسم سنة «الغلاء» و«السفر برلك»، فقد حل القحط جراء الجفاف وانحباس الأمطار، وسيق أبناء الفلاحين للخدمة في الجيش العثماني، أثناء الحرب العالمية الأولى، ولذلك عرفت باسم «السوقيات» في جنوب الجزيرة. كما تعرف هذه السنة في ذاكرة أهالي عين عيسى وجبل عبد العزيز باسم سنة «الجيفة» لكثرة مصادرة العسكر العثماني لمحاصيل الفلاحين، وتركهم للموت جوعاً.
    أما سنة 1917 فعرفت بـ«الوسمية» أو سنة «الوسم» وهي سنة الأمطار الغزيرة التي هطلت مبكراً بعد عام من الجفاف والقحط. وعرفت عند الفلاحين باسم سنة المطر« Sala baranê» ،وقد وثقتها الذاكرة الشفهية في الجزيرة لأهميتها الاقتصادية الاجتماعية في حياة الفلاحين والرعاة.
    أما تحديد هذه السنين بتاريخها المتفق عليه، فإن (العوارف والحسّابة) يقومون، حسب معارفهم الخاصة، بتحديد التاريخ وحسابه كما يؤكد الباحث «السموري». وقد لجأوا إلى طرقهم الخاصة في التأريخ لتغطية حاجاتهم الملحة، وتعويض النقص والتقصير في التاريخ المكتوب. ولدراسة ظاهرة «التاريخ الشفهي للسنين» والتراث الشعبي لهذه المناطق أهمية خاصة علمياً وثقافياً.

    عرفت سنة 1925 باسم سنة «لوفة» وهي سنة برد شديد، حتى قيل أن نهري دجلة والفرات قد تجمدا في هذه السنة! وكلمة «لوفة» مشتقة من (لافت الناس) أي فصلت بينهم وبين مواشيهم. أما سنة «مواصة» فقد كانت في عام 1930، وتعني الغُسَالة أي ما غسل به الثياب أو الإناء، وكانت سنة جدب وقحط، ماتت فيها المواشي جوعاً، ودام فيها الثلج أياماً عدة. كما تعرف هذه السنة بـ«أم عظام» لأنها لم تترك من المواشي سوى العظام!
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الملا ; 10-14-2017 الساعة 09:02 AM

  6. #6
    الصورة الرمزية حسام علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    5,284
    مقالات المدونة
    49
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ




  7. #7
    الصورة الرمزية ميس الريم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    4,929
    مقالات المدونة
    189
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ




  8. #8

    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    1,946
    مقالات المدونة
    13
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: سنوات المحل والمحن تواريخ


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تواريخ مهمة وأحداث من الذاكرة الموصلية
    بواسطة محمد الملا في المنتدى منتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-14-2018, 11:45 PM
  2. تواريخ مهمة في علم الفلك
    بواسطة انور السعدي في المنتدى منتدى الافلاك والابراج والروحانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-28-2014, 03:54 PM
  3. تواريخ ومناسبات - الأمم المتحدة
    بواسطة لميس في المنتدى منتدى التواصل الأخوي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-28-2014, 02:39 PM
  4. شبه جزيرة القرم .. تاريخ من الجهاد والمحن
    بواسطة الارشيف في المنتدى منتدى التاريخ الأسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-09-2014, 09:23 AM
  5. العراق يرفع دعوى قضائية ضد برنامج الغذاء العالمي لتغييره تواريخ صلاحية البسكويت
    بواسطة ندى في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-16-2014, 01:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى