الحشدُ ذخرٌ للإمامِ المُرْتَقَبْ
قدْ قامَ فينا للخلاصِ مِنَ الشَغَبْ !
والحشدُ عنوانُ الكرامةِ والمُنى
أعطى الدماءَ بطيبِ خاطرَ للشَعَبْ !
والشعبُ كان مع الحشودِ لأنهُ
شعبٌ أصيلٌ في الإجابةِ إذْ نُدِبْ !
فجرى كسيلٍ عارمٍ صوبَ العِدى
وأزاحَ عنْ بغدادَ غازٍ قد كّذَبْ !
والحشدُ أمرٌ مِنْ عوالمَ لا نرى
منها سوى التسديدِ فينا لِلأحَبْ !
لولاهُ ما كانت منائرُنا التي
كالشامخاتِ قُبابُها فيها الذهبْ !
نهفو إليها كلَّ يومٍ نرتجي
بعضَ الشفاعةِ مِنْ إمامٍ مُحْتَسِبْ !
لولاهُ أعني حشدُنا وثقاتُه
لَجَرَتْ علينا داهياتٌ بالعَجَبْ !
ولَصَارَ فينا عالمٌ مُتشحّطٍ
بِدَمِ الوريدِ ورأسُهُ فوق التُرَبْ !
والحاكمونَ على الأمورِ بِجُهدِنا
ما كانَ فيهُمْ مَنْ يظلُّ على الرُتَبْ !
بلْ عادَ أكثرُهُمْ إلى ( أوطانِهِمْ )
هَرَباً وخوفاً مِنْ دواعشَ للعَرَبْ !
لكنّما أمَرَ الإلهُ حشودنا
بِلِسانِ نحريرٍ أبيٍّ قد خَطَبْ !
وخطابُهُ قُمْ يا عراقي بالجها
دِ كفايةً ، فبلادُنا تحت الطلَبْ !
يبغي يُنجّسَ أرضُها بِدواعشٍ
مَنْ كانَ يَنصبُ في عداءٍ مِنْ لَهَبْ !
لكنَّما صوتُ الحشودِ أذلّهُمْ
وبَقَتْ منائرُ سادتي فوق السُحَبْ !
وبقى مسيرُ العاشقينَ علامةٌ
في الأربعينَ وعاشرٍ بِدَمٍ كُتِبْ !