وَوَدَدْتُ أسْألُ بعضَهَمْ عمّا جرى
لحبيبةِ المبعوثِ في كلِّ الورى !
بلْ للعوالمِ كلِّها عن رحمةٍ
كانتْ كَشَهْدٍ قد أفاضَ وسُكّرا !
هل ما أتانا مِنْ رواياتٍ لها
سَنَدٌ وأصْلٌ في تواريخِ القُرى !
تحكي وتروي عن مصائبِ وردةٍ
زهراءُ ، منها كلُّ شيءٍ أنوّرا !
زهراءُ مِنْ نورِ الإلهِ صفاتُها
قد قيلَ عنها في الحديثِ تواتُرا !
زهراءُ تزهو بالجمالِ لِمُبْصِرٍ
كانتْ كأُمٍّ للحبيبِ ومنْظرا !
ما قالَ عنها في الحديثِ نبيُّنا
إلاّ كما قالَ الإلهُ وفسَّرا !
شهدَ الإلهُ بسرِّها وكمالِها
والسرُّ فيها بالأئمّةِ أسْفَرا !
واللهُ يرضى في رضاها إنْ رَضَتْ
عنّي ، وتنسى كلَّ شيءٍ أدبرا !
عن حقِّها بعد النبيِّ بِإرْثِهِ
إذ إنّ أخشنَهُمْ طريقاً أنكَرا !
مثل الذّين تغافلوا بقلوبِهِمْ
نَسُوا الإلهِ تعنُّتاً وتكبُّرا !
وجَروا لتسقيفِ الأمورِ بِشِرْعةٍ
إبليسُ زانَ خِصالَها وتأمّرا !
حتى تجرأَ جَمْعُهُمْ وتقاسَموا
أنْ يدفعوا عنها المُكنّى حيدرا !
وتجرؤا في دفعِ بابٍ للعُلا
بصفاقةٍ ، نالَ الضلوعَ تكسُّرا !
فنساهُمُ الباري كما هُم قد نَسوا
فأذاقهُمْ طعْماً مريراً أحمرا !
إنْ كانَ مِنْ ردٍّ لِسُؤلي فلْيَكُنْ
غيرَ الّذي قدْ ردَّ ردّاً مُنكَرا !
ورمى بتاريخِ الكتابِ ونَقْلِهِ
عنْ غايةٍ يبدو بها مُتستِّرا !
والأصلُ فيهِ لِفُسْقهِ وفُجورهِ
عن منبتٍ فيهِ الفجورُ تسوّرا !