القبيلة هي بناء اجتماعي ينتمي أغلبه إلى نسب واحد وشيخ القبيلة هو الشخص الذي يدير شؤون القبيلة الخارجية والداخلية وله صلاحياته.
أما الشيخة
فهي مجموعة الصلاحيات الممنوحة لشخص معين لإدارة وتسيير شؤون القبيلة بشرط أن يخدم قبيلته قبل خدمة نفسه وأن يكون ذو خلق عالي ويهتم بجمع أفراد القبيلة ويزيل كل شحناء تسبب الفرقة ويجب آن يتحلى بسعة الصدر وعدم الحسد لأحد من قومه كما أن الشيخة ليست منصب فخري فقط لتصدر المجالس وليست محصورة في هذه النظرة العقيمة الضيقة بل هي
منصب عملي وتنفيذي يقوم على خدمة أبناء القبيلة كأحد الواجبات.

ومن أهم متطلباتها في أيامنا هذه :
1- النضج العقلي والفكري.
2- التعليم فكلما كان متعلما كلما كان انفع لقومه .
3- الحكمة والرأي السديد والدراية بالأعراف القبلية.
4- أن يكون ذو باب مفتوح.
5- أن يكون لسان قومه في مطالباتهم من الحكومة.
6- أن يهتم بصلاح شبابهم وتدبر أمر توظيفهم بالشفاعة لهم والوجاه عند أصحاب القرار.
7- أن يتحلى بالصدق والحكمة والخبرة والحنكة والشجاعة.
8- لديه سعة بالأفق والإطلاع والقدرة على إدارة الأزمات.
9- تمثيل القبيلة بشكل مشرف لتحقيق مصالحها.
10- احتواء جميع المستويات الفكرية لأبناء القبيلة قادرا على حل الخلافات التي تنشأ بين أفراد القبيلة دون محاباة لطرف على حساب آخر وقادرا على تحمل جميع المزعجات.

ومن أكثر ما عَسُرَ فهمه لدى كثير من الناس هو مدى أحقية الشيخ بمنصبه وهل المشيخة حق مكتسب له ولمن بعده؟
وباستعراض بسيط لتاريخ قبائلنا العربية الأصيلة نجد أن المشيخات تمر في عدة أطوار آخرها الضعف الشديد.
تبقى الشيخة في بيت المشيخة طالما تم الالتزام بالواجبات والقيام بالمهام .
وترشح القبيلة عند عدم صلاحية شيخها لقيادتها شخصاً آخر قادراًعلى القيام بالمهمة الموكلة له .
وقد يؤدي أحياناً ضعف المشيحة إلى تقلّص مهمة الشيخ من شيخة الشمل إلى شيخة أدنى أو إلى زوال الشيخة والعودة ليكون فرداً عادياً .
وقد تؤدي تصرفات الشيخ إلى نزوع بعض مكونات القبيلة التي يقودها والاستقلال عنه وعدم الرجوع له كمرجعية .

ومن ذلك نستنتج .....
أن المشيخة هي مسؤولية اجتماعية يؤدي بموجبها الشيخ التزامه بإدارة شؤون القبيلة وليست حقاً مكتسباً له ولمن بعده وليس لبيت المشيخة صفة الديمومة فكم نشأت مشيخات وزالت مشيخات .
ثمة إضافة.. أنه يجب على الشيخ أن يتخذ عدة خطوات إذا أراد لنفسه ولذريته المكانة والرفعة خاصة ولجميع أفراد قبيلته عامة وهي :
1- أن يكون اجتماعياً ومرناً و خلوقا و ذكيأ ومحنكاً ومفوهاً وكريماً وقوي شخصية .
2- أن يحب قبيلته ويحببها في نفسه يبش في وجوههم ويستقبلهم بأجمل ترحيب ويتعاطف معهم .
3- يجب أن لا يتعالى على بني عمه فهو وقبل كل شيء واحد منهم ويجتمع نسبه معهم في جد واحد .
4- يجب أن يفهم انه بدون بني ابناء عمومته وقبيلته لا يمثل شيء فهو بدونهم صفرعلى الشمال .
5- يجب عليه أن يهتم بهندامه وشخصيته ويكون ذا مظهر لائق بشكل عام.
6- يجب عليه أن يقوم بزيارات منتظمة لولاة الأمر والأمراء والمشائخ والمسؤولين وأن يجعل هذه الزيارات خاصة بالسلام .. والحضور فقط وليست للطلبات وبصورة منتظمة في المناسبات والأعياد والاحتفالات
وبذلك يحفظ اسمه ويتكرر ذكره ويكون مكانه محفوظ .. لولائه .. وانتماءه ومشاركته في السراء والضراء.
فالمسألة اليوم ليست بالسيف والعصبية والقوة .. ولكنها بالقلم والمعرفة والفكر والمنطق.نسأل الله أن يجمع القلوب على الخير والصلاح ..وأن يزرع التكاتف والتراحم والمحبة في الله بين الناس .. وأن يحفظ علينا أمننا وأن يصلح شأننا جميعاً.


غازي الشمري