وقف الإسلام من علم النسب (جينيالوجيا) موقفاً إيجابياً فاكتسب هذا العلم فضلاً وشرفاً تمثل بعناية رسول الله (ص)وحث صحابته (رض) على تعلمه .
وشهادته لأبي بكر (رض) بالتمكن من هذا العلم.
لكن الإسلام نهى عن سوء استخدام الأنساب، والمفاخرة بها لعصبية جاهلية.
وكان علم النسب في البداية واحداً من فروع علم التاريخ ثم ما لبث أن صار علماً مستقلاً له أصوله وفنونه وأربابه. وانبرى للاشتغال به كثير من علماء الأمة امتداداً لاشتغالهم بعلم التاريخ الذي لا يستغني عن علم الأنساب والإحاطة به لمن أراد أن يعرف أمته وأعلامها من الصحابة والتابعين والقادة والفاتحين والعلماء والمحدثين وغيرهم.
وقد تواتر عن علماء الأمة التأكيد على أهمية هذا العلم ، وبسطوا القول في فضله والترغيب به في مقدمات مؤلفاتهم في الأنساب.
وامتد هذا الاهتمام إلى عصرنا الحاضر فألف فيه علماء كبار، أو قدموا لمؤلفات في الأنساب لغيرهم.
ولعلماء الأنساب طريقتان في تدوين الأنساب :

المبسوط. وهو تدوين الأنساب ببسطها على الصفحة مسطوراً كما يدون أي علم آخر.
وهو الذي جرى عليه العمل لدى أكثر أهل النسب (التشجير ) بمعنى رسم سلسة النسب المبسوطة على شكل مشجر، وقد عني كثير من الناس بشجرة العائلة، وظهرت برامج إلكترونية تساعد على التشجير.
وهذه الطريقة ما كان يتقنها أي أحد من علماء النسب، ولذا تجنبها الكثيرون منهم لئلا تختلط الخطوط ببعضها وينتج اللبس على القاريء.
والفرق بين الطريقتين، أن في المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلى.
وأما في المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء وهكذا إلى منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار.

للموضوع تتمه ..

غازي النفاشي