عقيدتهم بالأنبياء

إذا كان اليهود قد تطاولوا على الذات الإلهية، وألصقوا بها ما لا يليق بالعزة الإلهية، فمن غير المستغرب أن يتطاولوا على الأنبياء فيصورونهم بصورة المقترفين للذنوب والآثام، وقد تصل هذه الأخطاء إلى حدود الأفعال التي يعفُّ اللسان عن ذكرها، نشير إلى بعضها

: نوح عليه السلام
فقد تحدثت التوراة عن سكر نوح وتعريه داخل خبائه فأبصره ابنه الصغير حام، وأخبر أخويه بما رأى فجاءا بظهريهما وسترا أباهما، فلما أفاق من سكرته وعرف ما فعل ابنه حام الصغير قال : "ملعون كنعان (ابن الجاني حام)، عبد العبيد يكون لإخوته... وليكن كنعان عبداً لهم ".
والقصة بتمامها: "وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً. وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه. فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً. فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما، ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما، ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما.
فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير. فقال: ملعون كنعان (أب الفلسطينيين الذي لا علاقة له بالحادثة، الذي لم يولد حينذاك)، عبد العبيد يكون لإخوته. وقال: مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان عبداً لهم.
ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام.وليكن كنعان عبدا لهم" ( التكوين 9/25 - 26 )، فبدلاً من أن يوجه ابنه الصغير للتصرف الصحيح مع الوالد حين سكره وعربدته، صب لعناته على كنعان ابن حام، كنعان الذي لعله لم يخلق بعد، فما ذنب هذا! بل وما ذنب أبيه الذي لم يكن ليستحق هذا كله ؟ وماذا عن الأب الذي شرب الخمر. ما الذي يستحقه؟؟

إبراهيم عليه السلام
وأما إبراهيم فتزعم التوراة أنه قال وأخطأ في حق الله لما أراد إهلاك قوم لوط، وخاطبه بأسلوب الناصح الغليظ، بأسلوب لا يقبل عاقل أن يخاطبه به صديقه أو ابنه، فضلاً عن عبده الضعيف "فتقدم إبراهيم وقال: أفتهلك البار مع الأثيم. عسى أن يكون خمسون باراً في المدينة، أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين باراً الذين فيه؟ حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر: أن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك. أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً" (التكوين 18/23).



و تصف التوراة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأنه ديوّث وأنه قدم امرأته الجميلة سارة إلى فرعون مصر ليفعل بها الفاحشة وغاب عن كاتب التوراة أن سارة كانت قد تجاوزت السبعين من عمرها، فهل امرأة بهذه السن تكون مطمعاً لشهوة ؟ و ألا يدفع ذِكر هذه الحادثة القارئ على تقليد إبراهيم وارتكاب الكذب؟.
جاء في تكوين 12: 11-13
»11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».«.
وعبارة « وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ» جاءت مشروحة في نسخة الإنترنت هكذا: « ويُبقُوا على حياتي لأجلِكِ» وإليك النص بتمامه:» 11فلمَّا وصَلَ إلى أبوابِ مِصْرَ قالَ لِسارايَ اَمْرأتِهِ: «أعِرفُ أنَّكِ اَمرأةٌ جميلَةُ المَنظَرِ، 12فإذا رآكِ المِصْريُّونَ سيَقولونَ: هذِهِ اَمْرَأتُه، فيَقتُلونَني ويُبقُونَ علَيكِ. 13قُولي إنَّكِ أُختي، فيُحسِنُوا مُعاملَتي بِسبَبِكِ ويُبقُوا على حياتي لأجلِكِ«.


لوط عليه السلام
وأما لوط عليه السلام النبي الذي حارب الشذوذ، فتذكر التوراة أنه لما أهلك الله قومه لجأ إلى مغارة مع ابنتيه فسقتاه الخمر، وضاجعتاه ولم يعلم بذلك، وولد من هاتين الفاحشتين عمي ومؤاب، ومنهما انحدر العمويون والمؤابيون أعداء بني إسرائيل، فاسمع إلى السفر : " وصعد لوط من صوغر، وسكن في الجبل وابنتاه معه. لأنه خاف أن يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه.
وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. هلم نسقي أبانا خمراً، ونضطجع معه.فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي.نسقيه خمرا الليلة أيضاً، فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً. وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
فحبلت ابنتا لوط من أبيهما. فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب.وهو أبو الموآبيين (أعداء بني إسرائيل) إلى اليوم. والصغيرة أيضا ولدت ابناً، ودعت اسمه بن عمي.وهو أبو بني عمون (وهم أيضاً أعداء بني إسرائيل) إلى اليوم" ( التكوين 19/30 - 37 ).
ويذكر السفر تبريراً لهذه الفاحشة أن الكبيرة منهما قالت لأختها :" أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض.... نحيي من أبينا نسلاً " (التكوين 19/31 - 32) فيصور النص الأرض وقد خلت من الرجال، أو أن المغارة سيمكث فيها لوط وابنتاه إلى الأبد.

يعقوب عليه السلام
وأما يعقوب عليه السلام أصل بني إسرائيل، فهو أيضاً لم يسلم من مخازي التوراة، ولم يشفع له أبوته لهم، فتذكر التوراة أنه اشترى بكورية أخيه عيسو الذي يكبره من أبيه إسحاق ( التكوين 25/32 - 33 ).
ثم تذكر أنه سرق البركة من أخيه الأكبر عيسو عندما خدع أباه إسحاق، فأوهمه أنه عيسو، ولم يستطع إسحاق أن يفرق بين ابنه ملمس الأكبر وجلد المعزي الذي وضعه يعقوب على يده (انظر : التكوين 27/16 - 24 ).
فبارك يعقوب، وهو يظنه عيسو، وقال له: " رائحة ابني كرائحة حقل، قد باركه الرب، فليعطك الله من ندى السماء، ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمر، ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل، وكن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين" ( التكوين 27/27 - 29 ).
ثم بعد برهة جاء عيسو أباه فاكتشف الخدعة، ولكن بعد فوات الأوان.
وهكذا فالبركة سرقت، وهذا يعتبر كذباً على الله واهب البركة، لا على إسحاق، ويتساءل المسلمون لماذا لم يسترد إسحاق بركته ؟ ثم ما هذه البركة التي تثمر خمراً واستعباداً للشعوب ؟
وهذه البركة لا يبدو لها عظيم أثر في حياة يعقوب، فقد جوزي على خديعته لأبيه، فخدعه خاله لابان، وزوجه ابنته الكبرى، وهي غير التي عقد له عليها. أي وقع في الزنا من غير عمد له (انظر : التكوين 29/24 ).
وقد رد الصاع لخاله حينما خدعه في غنمه. ( انظر : التكوين 30/37 - 42 ).
ثم لما شاخ اعتدى شكيم على ابنته واغتصبها. (انظر: التكوين 34/2 ).
ثم زنى أحد أبنائه، وهو يهوذا بكنته ثامار، وأحبلها اثنين من أبنائه. (انظر: التكوين 38/18 ).
ثم اعتدى ابنه البكر رؤابين على بلهة سرية يعقوب، واضطجع معها، ولم يحرك يعقوب ساكناً. (انظر : التكوين 35/21 - 22 ). فأين أثر البركة المسروقة في هذا كله؟


سرقة الغنم حلال

التكوين30
31قالَ: ((ماذا عليَ أنْ أُعطيَكَ؟)) فقالَ يعقوبُ: ((لا تُعطني شيئًا، لكِن إذا فعَلْتَ ما أقترِحُه علَيكَ، فأنا أعودُ لأرعى غنمَكَ وأسهرَ علَيها: 32دعني أعبرُ اليومَ بينَ غنَمِك كُلِّها، وأعزِلُ منها كُلَ أرقطَ وأبلقَ وأسودَ مِنَ الخرافِ، وكُلَ أرقطَ وأبلقَ مِنَ المَعَزِ، فيكونَ ذلِكَ أجرَتي. 33وغدًا تشهَدُ أنِّي صادقٌ معَكَ، إذا جئتَ وتحقَّقْتَ عنْ أُجرَتي هذِهِ، فكُلُّ ما هوَ غيرُ أرقطَ أو أبلقَ مِنَ المَعَزِ وأسودَ مِنَ الخرافِ، يكونُ مسروقًا عندي)). 34فقالَ لابانُ: ((نعم، فليَكنْ مِثلمَا قلتَ)). 35وفرَزَ لابانُ في ذلِكَ اليومِ مِنَ القطيعِ جميعَ التُّيوسِ المُخطَّطةِ والبَلقاءِ وكلَ عَنْزٍ رقطاءَ وبلقاءَ، أي كُلَ ما فيه بَياضٌ، وكُلَ أسودَ مِنَ الخرافَ، وسلَّمَها إلى أيدي بنيه. 36واَبتعد هوَ وقطيعُهُ مسيرَةَ ثلاثةِ أيّامِ عَنْ يعقوبَ، ورعى يعقوبُ غنَمَ لابانَ الباقيةَ. 37وأخذَ يعقوبُ قُضبانَ حَورٍ خضرًا ولوزٍ ودِلْبٍ، وقشَّرَ فيها خطوطًا تكشِفُ عَنْ بياضِ القُضبانِ، 38وأوقفَ القُضبانَ المُقشَّرَةَ تُجاهَ الغنَمِ في أحواضِ مجاري الماءِ، حيثُ كانَت ترِدُ الغنَمُ لِتشربَ. 39فكانَت تتوحَّمُ الغنَمُ على القُضبانِ، فتَلِدُ ما هوَ مُخطَّطَ وأرقط وأبلقُ. 40وفرَزَ يعقوبُ الخرافَ وحوَّلَ وجوهَ الغنَمِ مِنْ مواشي لابانَ إلى كُلِّ مُخطَّط وأسودَ وجعَلَها لَه قطيعًا مُنفصلاً عَنْ غنَمِ لابانَ. 41وكانَ يعقوبُ كُلَّما توَحَّمَتِ الغنَمُ القوِيَّةُ يضعُ القُضبانَ تُجاهَهَا في الأحواضِ للتوَحُّمِ علَيها. 42وإذا كانَتِ الغنَمُ ضعيفةً لا يضعُها، فتصيرُ الضَّعيفةُ للابانَ والقَويَّةُ ليعقوبَ. 43فاَغتنى الرَّجلُ كثيرًا جدُا، وصارت لهُ غنَمٌ كثيرةٌ وجوارٍ وعبيدٌ وجمالٌ وحميرٌ.
فى التكوين : 30 : 31 .. يتفق يعقوب مع لابان على أجرته ، وهو أن يأخذ من الغنم ما كان مخططاً ومرقطاً ، ثم يلجأ يعقوب إلى خدعة ، فيذهب إلى مساقى الماء حيث تجىء الغنم لتشرب ، ويضع أمام عيونها قضباناً مرقطة ومخططة ، لتتوحم عليها فيجىء نسلها مخططاً مرقطاً ، أما حين تستضعف الغنم فلا يضعها ، وهكذا صارت الأغنام الضعيفة للابان والقوية ليعقوب ! .. وحينما يشكو أبناء لابان مما فعل يعقوب بثروة أبيهم ، وحينما تغير وجه لابان ، يبرر يعقوب موقفه أمام بنتى لابان زوجتيه قائلاً " لقد سلب الرب مواشى أبيكما وأعطانى " ، ويروى لهما رواية كاذبة أنه رأى ملاك الرب فى الحلم يبشره بالنسل المرقط والمخطط ! .. نبى بن الكريم .. سارق غنم وكاذب .. !!





موسى وهارون
كما تسيء التوراة إلى موسى أعظم أنبياء بني إسرائيل، وتذكر كلمات لا يمكن أن تصدر من موسى لما فيها من إساءة أدب مع الله، منها: " فقال موسى للرب : لماذا أسأت إلى عبدك ؟ ولماذا لم أجد نعمة في عينيك حتى أنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي ؟ ألعلي حبلت بجميع هذا الشعب ؟ أو لعلي ولدته.. فإن كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلاً، إن وجدتُ نعمة في عينيك فلا أرى بليتي " (العدد 11/10 - 15)، فهل يتحدث عبد مع ربه بمثل هذا؟
وتذكر التوراة أن موسى في حربه مع أهل مديان - الذين مكث فيهم سنين - أمر بقتلهم شر قتلة، وحين لم ينفذ الجيش أمره " فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب، وقال لهم موسى : هل أبقيتم كل أنثى حية؟ فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات" ( العدد 31/14 – 18).
ولم يخبر السفر عن طريقة التمييز بين الأبكار وغيرهن، فهل يأمر نبي بمثل هذا ؟
وأما هارون القدوس كما في سفر المزامير" هرون قدوس الرب" (المزمور 106/16)، فإن سفر الخروج يفتري عليه، ويتهمه بأنه الذي صنع العجل لبني إسرائيل ليعبدوه، فيقول: "قال لهم هارون: انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم، وأتوا بها إلى هارون، فأخذ ذلك من أيديهم، وصوّره بالإزميل، وصنعه عجلا مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (الخروج 32/2-4)، فهل هذا صنيع يصنعه قدوس الرب؟
ثم تذكر التوراة المحرفة أن الله حرم موسى وهارون من دخول الأرض المقدسة لخيانتهما لله وعدم إيمانهما: "فقال الرب لموسى وهارون: من أجل أنكما لم تؤمنا بي، حتى تقدساني أمام أعين بني إسرائيل، لذلك لا تدخلان هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتهم إياها" (العدد 20/12).
وفي موضع آخر يؤكد هذا السبب لحرمانهما من دخول الأرض المباركة، فيقول:" لأنكما خنتماني في وسط بني إسرائيل عند ماء مريبة قادش، في برية صين، إذ لم تقدساني في وسط بني إسرائيل" (التثنية 32/51).
وتذكر التوراة في قصة غريبة مبهمة من غير مقدمات لها، ومفادها أن الله أراد قتل موسى وهو في صحراء سيناء، حين كان متجهاً لدعوة فرعون كما أمره الرب، والذي أنقذه من القتل ذكاء زوجته صفورة وسرعة بديهتها، يقول السفر: "حدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه، وطلب أن يقتله، فأخذت صفّورة صوّانة، وقطعت غرلة ابنها، ومسّت رجليه، فقالت: إنك عريس دم لي، فانفكّ عنه عندما قالت: عريس دم من أجل الختان " (الخروج 4/24-26)، ولم يبين السفر سبب هذه الغضبة الإلهية، واكتفى ببيان هذه الطريقة الغريبة في استرضاء الرب، تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

يشوع بن نون
وأما يشوع وصي موسى فإن اسمه يقترن في التوراة بسلسلة من المجازر التي طالت النساء والأطفال والرجال والحيوان، وكنموذج لهذه المجازر نحكي قصة مجزرة أريحا التي لم ينج فيها سوى راحاب الزانية ومن يلوذ بها، وأما ما عداها فقد أمر يشوع : " حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم بحد السيف ". (يشوع 6/21 ).
وفي مذبحة أخرى مشابهة "وصعد الشعب إلى المدينة، كل رجل مع وجهه، وأخذوا المدينة. وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف" (يشوع 6/20-21).
وفي موضع آخر تزعم التوراة أن يشوع قال لهم: " أحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها " (يشوع 6/24).
ويستمر سفر يشوع في عرض سلسلة من المجازر التي طالت النساء والأطفال الأبرياء، وكل ذلك بأمر من يشوع، وحاشاه عليه السلام " وأخذ يشوع مقيدة في ذلك اليوم وضربها بحد السيف وحرّم ملكها هو وكل نفس بها.لم يبق شارداً. وفعل بملك مقيدة كما فعل بملك أريحا.
ثم اجتاز يشوع من مقيدة وكل إسرائيل معه إلى لبنة، وحارب لبنة. فدفعها الرب هي أيضا بيد إسرائيل مع ملكها فضربها بحد السيف وكل نفس بها. لم يبق بها شارداً، وفعل بملكها كما فعل بملك أريحا.
ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه من لبنة إلى لخيش ونزل عليها وحاربها. فدفع الرب لخيش بيد إسرائيل فأخذها في اليوم الثاني وضربها بحد السيف وكل نفس بها حسب كل ما فعل بلبنة. حينئذ صعد هورام ملك جازر لإعانة لخيش وضربه يشوع مع شعبه حتى لم يبق له شارداً.
ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه من لخيش إلى عجلون فنزلوا عليها وحاربوها وأخذوها في ذلك اليوم وضربوها بحد السيف وحرّم كل نفس بها في ذلك اليوم حسب كل ما فعل بلخيش. ثم صعد يشوع وجميع إسرائيل معه من عجلون إلى حبرون وحاربوها، وأخذوها وضربوها بحد السيف مع ملكها وكل مدنها وكل نفس بها.لم يبق شارداً حسب كل ما فعل بعجلون، فحرّمها وكل نفس بها.
ثم رجع يشوع وكل إسرائيل معه إلى دبير وحاربها. وأخذها مع ملكها وكل مدنها وضربوها بحد السيف، وحرّموا كل نفس بها.لم يبق شارداً. كما فعل بحبرون كذلك فعل بدبير وملكها وكما فعل بلبنة وملكها.
فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها.لم يبق شارداً، بل حرّم كل نسمة كما أمر الرب إله إسرائيل " (يشوع 10/28- 40).
وقد رأينا بعد هذه السلسلة الطويلة من المجازر، والتي تذكر بمجازر اليهود اليوم كيف نسب السفر هذه الجازر المريعة لأمر الرب، فقال في آخره: " كما أمر الرب إله إسرائيل " ( يشوع 10/40 ).





يتبع