رمضان  ايام زمان في قضاء الهندية طويريج do.php?img=7750
الصوره شارع السوق شارع مدرسه العرفان سابقا في ايام رمضان المبارك عام 2005 م قضاء الهندية طويريج
الصوره الثانيه للعبة المحبيس في ايام رمضان المبارك على ضفاف شط الهندية عام 2018م فضاء الهندية طويريج

رمضان الخير رمضان كريم في قضاء الهندية طويريج
مئتا سنه انقضت على نشاءت مدينة الهندية طويريج 1818م ونحن نستذكر جانبا من تراث المدينة الخالد في شهر الفضيلة رمضان المبارك ففيه يسود الوئام والاحترام بين الجميع و المتخاصمين ويزداد عطاء الكرماءوالمحسنين ويشبع الفقراء والجائعيين ويرتوي الضامئين ويكسى اليتامى والمعوزين .وتضهر بركه الله على الطعام والرزق للعابدين والرازقين وفيه نستذكر نزول القران الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونحتفل بيوم معركه بدر بنصر المسلمين وتابين الوفاه في النجف على استشهاد الامام علي ابوالحسين عليه السلام
في مدينتنا قضاء الهندية طويريج رمضان له نكهه خاصه باهلها وطريقة الترحيب والتحضير للشهر والترحم والدعاء لاجدادنا واهلنا المتوفين بالرحمه والمغفره من الله سبحانه ليغفر لهم ويسكنهم فسيج جناته اللهم امين
شجع الامن والاستقرار في مدينه الهندية منذ اعلانها قضاء عام 1859م ان وافق الوالي* عمر باشا *على مطاليب اهلها بممارسة تلك الفعاليات التراثية بامان وانتظام فكانت تقام قرايات دينيه وتواشيح وقراءه القران الكريم بعد الفطور في جامع المدينه وتوزع خلالها مبالغ للفقراء والمحتاجين والمعوزين من بلديه الهندية او محسنين المدينة فضلا عن توزيع الحلوى والنسيج صباح يوم العيد . وفي الخانات والحسينيات وبعض البيوت تقام القرايات و توزع الاكل , السكاير, والمعجنات .وقد اقامتها بعض البيوت المتيسره *ال جار الله *في الطنبي و*ال لفته * و*القزويينين* و*ال صواف*وال دبس* .و*الجنابيين * و*حاج رحيم* وغيرهم كثر من اهالي طويريج الكرام وفي بعض مضايف العشائر وعند بعض النساء الفاضلات من قضاء الهنديه .وقد اعتادت بعض الاهالي الهندية على الذهاب الى النجف الاشرف يوم استشهاد الامام على عليه السلام وقبلها بيوم يوم الجرح تقوم العوائل بطبخ تمن الماش *الرز مع الماش * مع الدبس او الروبه *اللبن الخاثر * وتوزعه فيما بينها ترحما على الامام علي عليه السلام ولاستذكارهم ما اشتهى قبل وفاته ثم يوم الاستشهاد كانوا يذهبون قديما بواسطه السفن النهرية الى النجف الاشرف مطلع القرن العشرين وقارئهم* المرحوم عبد الامير الطويرجاوي * وفي الثلاثينيات استخدمت السيارات في التنقل وكان قارئهم* خضير السعداوي * وفي الستينيات ومابعدها* قارئهم جاسم النويني * وحتى الوقت الحاضر
في المدينة في الشهر الكريم يتاخر رجالها ليلا في المقاهي ليتسامروا ويتبادلوا الاحاديث الطيبه والشعر والامور الثقافيه التي يتمتعون بها حتى السحور .كانت الجلسات بعد الفطورحيث يتجمع شبابها وبعض الكهول في المقاهي المعروفه بالمدينة ومنها *مقهى مكي حاج كاظم* *مقهى البلدية* و*مقهى الصرية *ومقهى عنون *مقهى جهاد *مقهى فاضل كزكوز* ليلعبوا بنشاط لعبه المحيبس المشهوره بين محلات المنطقة او استضافات من يلعبها من المدن المجاوره للهندية فمخرجيها او لاعبوها *موسى كاظم البكال *شنو ابو فاهم *حاج حميد *عبد الزهره رحيم *محمد حسوني *نعمه شنو الصكيل *مهدي كاظم *محمد شيخ كاظم * اشتهروا هؤلاء جميعا بالفراسه والفطنه والنباهه وصاروا اعلاما بارزين في هذه اللعبه ويذكر ان اللاعب موسى البكال في احدى المبارات مع فريق المحيبس في منطقه الكراده ببغداد اعلن ان اللعبة باطله وذلك لوجود محبسين بيد الاعبيين وفعلا حدسه كان صحيح حينها .ا وفي نهاية كل لعبة محبيس تتواجد صواني الزلابيه والبقلاوه الحلويات العراقيه الشهيره والتي تكثر شراءها في الشهر الكريم وتوزع على الفرقيين من المستضيف بعد السحور. يبقى قسم من الشباب والاهالي بانتضار ابو الطبل المسحرجي لتكون لهم مسيره معه فقد اعتاد ابو الطبل بطبله الكبير الذي يحمله على طرف كتفه السير بكل طرق المدينه وشوارعها بالمدينة وعابرا الجسر الى الطنبي وحي المثنى وفيما بعد الاحياء الجديده ابو جوعانه والعسكري وغيرها ويجوب محلاتها بامان وسرور . ويعاود زيارته الى الاهالي صباح اول يوم العيد ليعيدهم واخذ العيدية كانت اما كليجه او النقود .كان ابو الطبل من العوائل الطيبه من اهالي الهندية وتتواجد في بيتهم للبيع الطبول الصغيره والاباريق الصغيره الي قسم منها للصبيان والاخرى للبنات تباع قبل العيد او قبل يوم زكريا
الشهر الكريم في قضاء الهندية ينقضي بين العوائل ان تستضاف بعضها البعض مابينها في الطعام والاكلات التي تشتهر بها طويريج منها المروقات واشهرها مرقه الطرشانه او القيسي والرزالبرياني بانواعه او الكبة بانواعها او الحلويات * حلاوه الطحين ,التمن ,الشعريه , وايضا ايفاء النذور وهم على صلاتهم ويقرؤن القران حتى ساعات متاخره من الليل ومن الفجر وفي الصباح تسود الهمة في العمل والرزق والاستغفار .
يكون يوم الخميس لاهالي الهندية لزياره الامام العباس والحسين ماخذين فطورهم معهم قبل ساعات من الفطور مفترشين في الصحن الحسيني الشريف او الصحن العباسي الشريف منتظرين اذان الفطور والصلاه وسماع الادعيه والتبهل الى الله سبحانه وتعالى .ثم يقمون بجوله في اسواق كربلاء المقدسه لشراء ماجادت به الاسواق او الحلويات من الزلابيه البقلاوه او حلاوه الدهينيه التي تشتهر بها كربلاء .واستخدمت قديما باصات نقل الركاب الحكومية سابقا للزياره عندما كان الركوب بالكراسي الدرجه الاولى 50 فلس اي درهم وكانت كراسيها من الجلد والدرجه الثانيه كراسيها من خشب 40 فلس وايضا باصات الخشب المشهوره بالمحافظات وبعدها بسيارات اخرى وكانت هناك سيارات المرجع لتاخذ الركاب ذهابا وايابا وتستمر سير الباصات لحد ساعات الفجر بامان واستقرار لما تسودها المدينة.
في رمضان الكريم في مدينه الهندية طويريج تبقى الاسواق والمقاهي مفتوحة حتى السحور واصحاب المطاعم الصغيره المتخصصة المعلاك والتكة والكباب والكبة والحريرة والحلويات بانواعها .يكاد يمتزج الليل بالنهار بكل فعالياته وتبقى الفوانيس مشعولة في شوارع المدينه قديما ثم حل الكهرباء محلها نهايه الثلاثينيات لتزيد البهجة والعظمة على تراث المدينة وحتى الحاضر بحلة التقدم والحضاره والتكنولوجيا لتكون قضاء الهندية طويريج عروسه فرات الهندية
لكرم الشهر وكرم الاهالي تتبادل الجيران الافطار والاكلات فيما بينهم
ويفتح رمضان علينا ابواب العيد بكل ترحيب فرحين ونبتهج وابنائنا بعمل المعجنات العراقية الاصليةالكليجه بكل نكهاتها وطعمها وحشواتها سواء كان شواءها في افران البيوت ام ترسل صواني الكليجه محمله على الرؤس الى الافران العامة ثم تتزاور العوائل فيما بينها للتعايد والتبريك بينهم .
رمضان كريم على اهالينا الكرام وصياما مقبولا واجرا مرفوعا انشاء الله .
وثقها الدكتور فلاح محمود خضر البياتي استاذ فى جامعة بابل الذي اسهم فى توثيق تاريخ و نشأت وتطور قضاء الهندية الحضاري ابتداءمن سنه1793م ومستمر لحد الحاضر وله عده كتب عن تاريخ العراق الحديث . حاصل على وسام المؤرخ العربي عن قطر العراق.* مدينه الهندية طويريج
منقول Anwar Albayaty