لا يومَ مثلَ مصيبةٍ في المَنْحَر ِ
جرَّتْ لِحُزنٍ والِهٍ مُتكدِّر ِ !
لكنّما والحقُّ يدري ، بعدَها
أنَّ المصيبةَ في عْظيمِ تَصَوُّر ِ !
جِثَثٌ مُقطَّعَةِ الرؤوسِ كأنَّها
تروي روايةَ عاشقٍ مُتبَخْتر ِ !
فالآلُ بعدَ وقيعةٍ ، لا ناصرٍ
يحنو عليهِمْ في دفاعٍ ينبري !
والآلُ مِنْ آبائِهِمْ قد جُنْدِلوا
فوق الرمالِ بِحُزنِها المُتحسِّر ِ !
وكفيلُها ، آهٍ عليهِ فأنّهُ
قُربَ الفراتِ بِجسْمِهِ المُتسمِّر ِ !
فالنبْلُ نامَ بِصَدرِهِ وعيونهِ
أمَّا الكفوفُ فيالِهولِ المَنْظَر ِ !
واللهِ لولا أمْرُهُ وقضاؤهُ
ما عاشَ منْهُمْ مُخبِرٌ لِلمُخْبَر ِ !
لكنّما عهدُ الإمامِ لِزينبٍ
أنتي الإمامُ أخيّتي فتصبّري !
فَمَشَتْ بهيبةِ واثِقٍ مُتمنْطِقٍ
بالعِلْمِ في حالٍ يؤولُ لِمُعْسَر ِ !
جَمَعَتْ بقايا أهلِها وعليلِها
مِنْ غيرِ خوفٍ أو مسيرِ تعثُّر ِ !
قادَتْ رسالةَ جدِّها بعزيمةٍ
وكأنُّ فيها مِنْ بلاغةِ حيدر ِ !
بلْ كانَ كلُّ خطابِها مِنْ ظيغمٍ
لِتهدَّ رُكنَ الظالمينَ بِخُنْصِر ِ !
هيَ زينبٌ أمُّ الشجاعةِ كلِّها
فالطفُّ فيها في البيانِ المُحْضَر ِ !
واللهُ أغْدَقَ عِصْمَةً في حالِها
حتى تكونَ الثابتَ المُتكبِّر ِ !
فتذلَّ أركانَ الطُغاةِ بِخِطْبَةٍ
ما بعدُها غيرُ انتصارٍ مُبْهِر ِ !
... ع . الياسري ...