مضامين وفضل سورة النازعات 29.gif


سورة النازعات
سورة النازعات إحدى سور المفصَّل المكيّة باتفاق جمهور العلماء، وتُعرف باسم سورة والنازعات بإثبات واو القسم، كما تُعرف باسميْ الطامة والساهرة لورود كلا اللفظيْن ضمن آيات السورة، نزلت على الرسول قبل الهجرة قبل سورة الانفطار وبعد سورة النبأ، وتُعدّ السورة الحادية والثمانين في ترتيب النزول، والسورة التاسعة والسبعين في ترتيب سور المصحف العثمانيّ، وتقعُ آياتها التسعة والأربعين في الربع الأول من الحزب التاسع والخمسين من الجزء الثلاثين، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة النازعات ومضامينها.

مضامين سورة النازعات
المحور الرئيس الذي دارت حولَه آيات سورة النازعات هو مآل كلٍّ من المجرمين من الكفار والمشركين ومن خالف ما أمر الله به ومآل المتقين المؤمنين يوم القيامة مع ذِكرٍ لأهوال يوم القيامة وشدائد ذلك اليوم العصيب، كما تضمنت السورة: 1)
القسم بالملائكة مع ذِكرٍ لمهامهم في الملأ الأعلى.
الإتيان على واحدةٍ من القصص لأخذ العبرة وهي قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون.
الحديث عن طغيان مشركي قريشٍ، وأنّهم أضعف بكثيرٍ من المخلوقات التي خلقها الله سبحانه في السماوات والأرض.
الحديث عن وقت الساعة ذلك التوقيت الذي حيّر المشركين، وبيان أنْ ليس من مَهامّ الرسول تحديد ذلك الوقت إنما الإنذار من وقوع تلك الساعة وكيفية الاستعداد لها.
فضل سورة النازعات
أرجح أقوال أهل التفسير أنّه لم يرد في فضل سورة النازعات شيءٌ يذكر في أمهات كتب الحديث والتفسير الصحيحة، وأن فضل سورة النازعات كفضل غيرها من سُور القرآن الكريم وأجرها في التلاوة؛ فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشرة أمثالها، بينما ورد في فضل سورة النازعات من اجتهاد عبد الله بن مسعود في استحباب مجموعةٍ من السور واسماها النظائر في الركعة:”أتى ابنَ مسعودٍ رجلٌ فقال: إني أقرأُ المُفصَّلَ في ركعةٍ فقال أهذًّا كهذَّ الشِّعرِ ونثْرًا كنثرِ الدَّقلِ لكنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان يقرأُ النظائرَ السورتَينِ في ركعةٍ : النَّجْمُ والرَّحْمَنُ في ركعةٍ، واقْتَرَبَتْ والْحَاقَّةُ في ركعةٍ، والطُّورِ والذَّارِيَاتْ في ركعةٍ، وإِذَا وَقَعَتِ ون في ركعةٍ، وسَأَلَ سَائِلٌ والنَّازِعَاتِ في ركعةٍ، ووَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وعَبَسَ في ركعةٍ، والْمُدَّثِّرُ والْمُزَّمِّلُ في ركعةٍ، وهَلْ أَتَى ولاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ في ركعةٍ، وعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ والْمُرْسَلَاتِ في ركعةٍ، والدُّخَانُ وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ في ركعةٍ” 2) 3) 4)
تفسير آية يسألونك عن الساعة
قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا” 5) يُخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية وما بعدها عن أمرٍ في غاية الأهميّة وهو موضع اختلافٍ بين الناس منذ بدء الخليقة ألا وهو موعد الساعة، فعِلم الساعة حكرٌ على الله سبحانه ولا يعلمه أحدٌ من الناس مهما كانت كرامته أو منزلته عند الله حتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم متى الساعة، لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الطويل لجبريل -عليه السلام- حين جاءه يُعلمه الإسلام وسأله عن الساعة:”ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ، ولكن لها علاماتٌ تعرف بها” 6)، وقيل نزلت هذه الآية وما بعدها جراء كثرة سؤال المشركين عن موعد الساعة لكن الحديث لم يخرج في الصحيحيْن. 7) 8)
المراجع
1. ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة النازعات.
2. ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: أبو داود، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1396، خلاصة حكم المحدث: هذا تأليف ابن مسعود
3. ↑ هل يجوز قراءة سورتين في ركعة؟
4. ↑ شرح حديث (لقد عرفت النظائر..)،
5. ↑ {النازعات: الآية 42}
6. ↑ الراوي: أبو ذر و أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 5006، خلاصة حكم المحدث: صحيح
7. ↑ أسباب نزول سورة النازعات.
8. ↑ التفسير ابن كثير سورة النازعات.


منقوووول