قصه العقال المايل مع قبيلة شمر do.php?img=8206

قصه العقال المايل مع قبيلة شمر

لو يميل الوقت و تميل المراجل ؛ ؛ ؛ ما يميل من الشمري إلاّ عقاله

ومن المعروف أن أبناء حايل و خاصة قبيلة شمر يرتدون العقال مايل لجهة اليمين ..

و من جهتي سألت الوالد عن سبب هذه العادة الدارجة إلى الآن لدى البعض و قال لي أنه مثل ما ذكر الأوليين أن هناك أكثر من سبب أو قصة لهذا الفعل ..

بداية ذكر لي قصة الشاعرة ( بنا بنت ملاقي المسطح ) من شمر بنت شيخ المسطح أنه عندما خرج والدها مع عبد الله ابن رشيد من حايل إلى قبايل شمر بالعراق حيث كانوا يسكنون مع شيخهم الجربا فلما طول غيابهم قالت أبيات مشهورة ح. على فراقهم .. حيث تقول :

كَـفـوا شمال ربعنا ؛ ؛ ؛ و كبدي تقل يصلاه نار
ودي أزوغ بشوفهم ؛ ؛ ؛ أن اقبلوا مثل الحرار
يا زين ميلت عقلهم ؛ ؛ ؛ إليا ركبوا قب الأمهار

و ذُكر أن قبيلة شمر بزعيمها الجربا آن ذاك كانت تستعد لمعركة دارت بينها و بين إحدى القبائل المجاورة ، و كان الجربا يهيأ رجاله لهذه المعركة و يطلب منهم أخذ الحيطة و الاستعداد ، و بما أن تلك القبيلة كانت مشابهة لقبيلة شمر في ملابسها و أسلحتها و خيولها حيث كانوا يتبادلونها مع بعضهم البعض ، فقد اقترح أحد فرسان شمر أن تكون لهم علامة تميزهم عن أبناء القبيلة الأخرى ، و كانت العلامة المقترحة هي العقال المايل ..

و هناك قصة أخرى ذكرها لي أنه دارت معركة في عهد ابن رشيد بين عشيرة عبده و عشيرة الصايح و كان أبناء عشيرة عبده على يمين البيرق لذلك وضعوا عقالهم مايل لجهة اليمين ..

و في ذلك بيت شعري مشهور يقول :

بيرق أهل حايل توسط جمعنا ؛ ؛ ؛ عبده يمين الشيخ والصايح يسار

و يقول أن في العصور الماضية كان العقال مايل بدرجة كبيرة و ملحوظة لدرجة أنه الفارس لا تكاد ترى عينه من شدة الميل و هذا يدل على الشجاعة حيث أنهم في المعارك لا يهابون أعدائهم و لا يأبهون إلى كثرتهم أو شخصهم ..

بعد حيي شمال الدار شمر ؛ ؛ ؛ إذا ميل عقاله صدق يفخر

و من المعروف أنه منذ أيام الجاهلية و عصور ما قبل الإسلام كان العرب يرتدون العمايم و يكون طرفها على ظهر لابسها ، و بعد معركة ذي قار أمر كسرى بملكين من العرب لقبيلة طيء هما أوس بن حارثة الطائي و أياس بن قبيصة الطائي فوجدوا أبناء طيء الأقوام في مناطق كسرى يرتدون العمائم و تنسدل أطرافها للخلف أو لليسار فأمر أوس بن حارثة الطائي أبناء طيء بأن يضعوا أطراف عمائهم لجهة اليمين ..

و عندما نشبت معركة بين أبناء طيء و أبناء كسرى أمر قائد طيء أبنائهم أن يميلون عمائهم ميلاً واضحاً لجهة اليمين حتى يتم التفريق بينهم و بين أبناء كسرى .. فاعتاد أبناء قبيلة طيء بعد هذه المعركة على إمالة العمامة لليمين ..

و في ذلك يحضرني بيت للشاعر ذيب الشمري .. حيث يقول :

أرى في عصايبهم لقوس القزح مرسام ؛ ؛ ؛ والأقواس بالميلة تقلد عصايبهم

منقول للفائدة