الصداع عند الأطفال Headache in children 73.gif


يشكل الصداع عند الأطفال (أوجاع الرأس لدى الاطفال) سببا لنحو 10% من مجمل زيارات الأطفال إلى العيادات الطبية. وتختلف الشكوى عن آلام في الرأس لدى الأطفال عنها لدى البالغين.

الشكوى من آلام الرأس هي أمر منتشر لدى الأطفال ويمكن أن تظهر حتى في سن سنتين، بغض النظر عن ظهور حمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم) أو أي مرض مرافق آخر. المعاناة من آلام متواصلة في الرأس لدى الأطفال تظهر، بشكل خاص، في مرحلة التعليم الاٍبتدائية، وترتفع نسبتها حتى تصل إلى 40% في سن المراهقة.

يعد الصداع النصفي (الشقيقة - Migraine) سببا لـ 15% من آلام الرأس، بينما تنبع آلام الرأس المتبقية من أسباب أخرى.


أسباب وعوامل خطر الصداع عند الأطفال
التشخيص التفريقي (Differential diagnosis) لأوجاع الرأس لدى الأطفال يشمل:

مشاكل النظر المختلفة (في بداية المراحل التعليمية)
مشاكل الأسنان واللثة
التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis)
اضطرابات النوم (الكوابيس أو الأحلام المفزعة)
توتر عضلات الرقبة (نتيجة الإفراط أو النقص، في ممارسة النشاطات الرياضية)
النقص في شرب السوائل (التجفاف - Dehydration)
اضطرابات بدنية - نفسية (Psychosomatic)، اضطرابات نفسية
مشاكل اجتماعية، أو أنها تشكل علامة على وجود اضطراب داخل القحف / داخل الجمجمة (Intracranial) له علاقة بمرض معين.
تشخيص الصداع عند الأطفال
بشكل عام، آلام الرأس التي توقظ الطفل من نومه أو التي تؤدي إلى تشويشات (اٍضطرابات) جدية في حياته اليومية تتطلب إجراء فحوصات وتشخيص طبي شامل لمعرفة اسباب الصداع عند الأطفال. المعلومات التي يجب معرفتها عن الآلام هي: مدة الألم، موقعه، توقيت ظهوره، كيفية انتهائه ووتيرة ظهوره في حال ظهوره لأكثر من مرة واحدة في الأسبوع.

علاج الصداع عند الأطفال
يشمل علاج الصداع عند الاطفال تشخيص مصدر الشكوى/الألم ومن ثم العلاج وفقا للتشخيص:


تشمل الأسباب الشائعة للصداع التوتري الامتياز الدراسي والكرب العاطفي المتعلق بالعائلة أو المدرسة أو الأصدقاء. وتشمل الأسباب الأخرى إجهاد العين وإجهاد الرقبة أو الظهر الناجم عن الوضعية السيئة. وقد يكون الاكتئاب أيضاً سبباً للصداع عند الأطفال.

إذا ساء الصداع التوتري مع الوقت وحدث مع الأعراض العصبية الأخرى مثل فقد الرؤية أو مشاكل الكلام أو الضعف العضلي فإن ذلك قد يكون العلامة على مشكلة أكثر خطورة مثل:

موه الرأس (تجمع السوائل في الدماغ).
خمج الدماغ.
التهاب السحايا (التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ).
التهاب الدماغ.
الورم.
جلطات الدماغ.
رض الرأس.
الخراج.
يجب في حالة الاشتباه بأي من الحالات السابقة مراجعة الطبيب فوراً.

كيف يتم تقييم الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
حالما يتم تشخيص السبب الصحيح للصداع فإنه يمكن البدء بخطة المعالجة الفعالة. إذا كان لدى الطفل أعراض الصداع فإن الخطوة الأولى هي أخذ الطفل للطبيب، حيث يجرى له فحص سريري كامل لتقييم هذا الصداع، ويشمل هذا التقييم القصة المرضية المفصلة مع وصف الصداع وخصائصه ويساعد الأهل في هذا الأمر.

قد يشمل تقييم الصداع إجراء فحص CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) إذا اشتبه بوجود افة في الجهاز العصبي المركزي، وهذان الفحصان يعطيان صوراً مقطعية للدماغ قد تظهر المنطقة المصابة في الدماغ.

إذا ساءت أعراض الصداع أو أصبحت متكررة رغم المعالجة فيجب إحالة الطفل إلى أخصائي الصداع (اختصاصي الأمراض العصبية عند الأطفال).

كيف يعالج الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
تعتمد المعالجة المناسبة على عدة عوامل تشمل نمط الصداع وتواتره وسببه وعمر الطفل، وتشمل المعالجة التثقيف وتدبير الكرب والارتجاع البيولوجي (biofeedback) والأدوية.

التثقيف حول الصداع:

يشتمل هذا الموضوع على تحديد وتسجيل المثيرات التي تثير الصداع مثل عدم النوم وعدم تناول الطعام بأوقات منتظمة أو تناول أطعمة معينة أو مواد مضافة للأطعمة والكافئين والبيئة والكرب. ويجب مساعدة الطفل على المحافظة على مفكرة الصداع ومساعدته على تسجيل هذه المعلومات. إن تجنب مثيرات الصداع خطوة هامة في المعالجة الناجحة للصداع.

تدبير الكرب:

يجب كشف سبب أو مثيرات الصداع التوتري وتعلم الطرق المناسبة للتأقلم مع الكرب أو إزالة الفعاليات المكربة.

الأدوية:

تشتمل على مجموعات دوائية هي:

المسكنات.
الأدوية المجهضة للصداع.
الأدوية الوقائية.
إن العديد من هذه الأدوية المستخدمة لصداع البالغين تستخدم بجرعات أصغر لعلاج صداع الأطفال والمراهقين. ولكن يجب تجنب الأسبرين في معالجة الصداع عند الأطفال دون عمر 15 سنة بسبب مخاطر متلازمة راي (حالة نادرة لكن مميتة).

هل يتخلص الأطفال من الصداع حالما يكبرون؟
قد يتحسن الصداع مع نمو الطفل، وقد يختفي ثم يعود في مرحلة لاحقة من العمر. وإن العديد من الصبيان الذين لديهم شقيقة يشفون منها في مرحلة المدرسة الإعدادية، أما عند البنات فيزداد تواتر الشقيقة بسبب التبدلات الهرمونية. تكون الشقيقة عند البنات أكثر شيوعا بـ 3 مرات في مرحلة المراهقة مقارنة مع الذكور.

متى يجب القلق من الصداع عند الأطفال؟
لحسن الحظ تكون أقل من 2% من حالات الصداع عند الأطفال والمراهقين ناجمة عن مرض خطير أو مشكلة فيزيائية، ولكن يجب دوماً الانتباه للعلامات التي قد تشير إلى مرض أكثر خطورة متوضع خلف صداع الطفل.

ويجب التفكير بالمشاكل الخطيرة في الحالات التالية:

الصداع الجديد: الذي حدث منذ أقل من 6 شهور ويسوء مع الوقت ولا يتحسن بعد المعالجة.
الصداع المترقي (المتقدم): الذي تزداد شدته وتواتره مع الوقت.
القصة العائلية: القصة العائلية لمرض عصبي.
كذلك يجب أخذ الطفل للطبيب إذا ترافق الصداع مع:

الغثيان والتقيؤ.
الضعف.
الدوخة.
فقد التوازن أو السقوط المفاجئ.
تبدلات الشخصية (السلوك غير المناسب).
تبدلات الرؤية (تشوش الرؤية، الرؤية المزدوجة، بقع عمياء).
الوسن، تغير حالة الطفل، الميل للنوم الزائد، اللامبالاة والخمول.
التنميل والتخدر.
الشلل.
صعوبات الكلام.
الاختلاج.
التخلف العقلي.