بقلم الشيخ عقيل الحمداني

ماذا فعل مصعب بن الزبير باصحاب المختار بعد شهادته ؟؟ do.php?img=8214


اراد بعض الاخوة الكرام ..بيان موقف مصعب بن الزبير فيمن بقي من اصحاب المختار الثقفي بعد شهادته ..
فنقول : اجمعت المصادر التاريخية ان مصعب بن الزبير بعد قتله للمختار قام بقتل الالاف من اهل الكوفة غدرا واليكم النصوص :
1- انه غدر بهم بعد ان طلبوا منه الامان وانزلهم على حكمه فقتلهم
: تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك الجزء : 6 صفحة : 115
فأقام مصعب يحاصره اربعه اشهر يخرج اليهم في كل يوم فيقاتلهم في سوق الكوفة من وجه واحد، ولا يقدر عليه حتى قتل المختار، فلما قتل المختار بعث من في القصر يطلب الأمان، فأبى مصعب حتى نزلوا على حكمه، فلما نزلوا على حكمه قتل من العرب سبعمائة أو نحو ذلك، وسائرهم من العجم، قال: فلما خرجوا أراد مصعب أن يقتل العجم ويترك العرب، فكلمه من معه، فقالوا: أي دين هذا؟ وكيف ترجو النصر وأنت تقتل العجم وتترك العرب ودينهم واحد! فقد مهم فضرب أعناقهم قال أبو جعفر: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن مُحَمَّد، قال: لما قتل المختار شاور مصعب أصحابه في المحصورين الذين نزلوا على حكمه، فقال عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن الأشعث ومُحَمَّد بن عبد الرحمن ابن سعيد بن قيس وأشباههم ممن وترهم المختار: اقتلهم، وضجت ضبة، وقالوا: دم منذر بن حسان، فقال عبيد الله بن الحر: أيها الأمير، ادفع كل رجل في يديك إلى عشيرته تمن عليهم بهم، فإنهم إن كانوا قتلونا فقد قتلناهم، ولا غنى بنا عنهم في ثغورنا، وادفع عبيدنا الذين في يديك إلى مواليهم فإنهم لأيتامنا وأراملنا وضعفائنا، يردونهم إلى أعمالهم، واقتل هؤلاء الموالي، فإنهم قد بدا كفرهم، وعظم كبرهم، وقل شكرهم.
فضحك مصعب وقال للأحنف: ما ترى يا أبا بحر؟ قال: قد أرادني زياد فعصيته- يعرض بهم- فأمر مصعب بالقوم جميعا فقتلوا، وكانوا ستة آلاف، فقال عقبة الأسدي:
قتلتم ستة الآلاف صبرا ... مع العهد الموثق مكتفينا
جعلتم ذمة الحبطي جسرا ... ذلولا ظهره للواطئينا
وما كانوا غداة دعوا فغروا ... بعهدهمُ بأول خائنينا
وكنت أمرتهم لو طاوعوني ... بضرب في الأزقة مصلتينا

2- ان مصعب بن الزبير قتلهم بعد ان نزلوا على حكمهم واطمانوا له

المختصر في اخبار البشر المؤلف : أبو الفداء الجزء : 1 صفحة : 195
وفي هذه السنة، أعني سنة سبع وستين، ولى ابن الزبير أخاه مصعباً البصرة، ثم سار مصعب إِلى البصرة، بعد أن طلب المهلب بن أبي صفرة من خراسان، فقدم إِليه بمال وعسكر كثير، فسارا جميعاً إلى قتال المختار بالكوفة، وجمع المختار جموعه والتقيا، فتمت الهزيمة بعد قتال شديد على المختار وأصحابه، وانحصر المختار في قصر الإِمارة بالكوفة، ودخل مصعب الكوفة وحاصر المختار، وما زال المختار يقاتل حتى قتل، ثم نزل أصحابه من القصر على حكم مصعب، فقتلهم جميعهم، وكانوا سبعة آلاف نفس، وكان مقتل المختار في رمضان سنة سبع وستين، وعمره سبع وستون سنة.

3- ان مصعب قتلهم بعد اعطائهم الامان ...
تاريخ الاسلام ط التوفيقيه المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 5 صفحة : 42
وَدَخَلَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ الْكُوفَةَ، فَحَصَرُوا الْمُخْتَارَ فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ، فَكَانَ يَخْرُجُ فِي رِجَالِهِ، فَيُقَاتِلُ وَيَعُودُ إِلَى الْقَصْرِ، حَتَّى قتله طريف وطرف أَخَوَانِ مِنْ بَنِي حَنِيفَةِ، فِي رَمَضَانَ، وَأَتَيَا بِرَأْسِهِ إِلَى مُصْعَبٍ، فَأَعْطَاهُمَا ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَقُتِلَ بين الطائفتين سبعمائة.
وَقَتَلَ مُصْعَبٌ خَلْقًا بِدَارِ الْإِمَارَةِ غَدْرًا بَعْدَ أَنْ أمَّنَهُمْ، وَقَتَلَ عَمْرَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ امْرَأَةَ الْمُخْتَارِ صبرًا؛ لأنها شهدت في المختار عَبْدٌ صَالِحٌ.

اذن يتبين من عرض هذه النصوص انه هؤلاء انما قتلهم مصعب بعد ان اعطاهم الامان ..ومن ثم غدر بهم فذهبوا الى ربهم مغدورين ...في جريمة كبرى هي اشبه بجريمة سبايكر في عصرنا الحالي ...والله اعلم بحالهم ونياتهم ...ولماذا لم يقاتلوا بعد شهادة المختار حتى يتفانوا عن اخرهم ..لم نجد سببا دعاهم الى ترك القتال قد وضحته الروايات سوى انهم مالوا الى الامان الذي اعطاه مصعب ..