وما ماءُ الخلودِ أطالَ عُمرا وإنْ شربَ الوضيعُ عليهِ دهرا !
فكَمْ مِنْ طالِبٍ لِلخُلْدِ يمشي
فلا يجني سوى تَعَبٍ وحَيْرى !
وكَمْ لاهٍ بأحضانِ المُجونِ
يَعُبُّ الليلَ تسفيهاً وخمرا !
سِوى مَنْ كانَ في عقْلٍ قنوعٍ
بِهِ الطاعاتُ للرحمنِ تَتْرا !
فلا يغْترُّ في عيشٍ لذيذِ
وإنْ مَلَكَ البساطَ عليهِ قصرا !
فلا تركنْ إلى دنيا أزاحَتْ
فتى الفتيانِ في الأسحارِ غدرا !
وغضَّتْ عن جفاءِ بِناظِرَيها
عن المقتولِ في التربانِ نحرا !
ولمْ تُعْطِ الأمانَ بِخُلْدِ عَيشٍ
إلى المعصومِ بالأسبابِ حَصْرا !
وجَارتْ بالسكوتِ عنِ الرضيعِ
وسَدَّتْ بالسِهامِ عليهِ نَهْرا !
فَهَلْ تَسْوى سِوى لَحْدٍ بأرضٍ
كما صاروا بِذِكْرِ القولِ قبرا !
وقدْ كانوا بِخيرِ الحالِ فيها
على الأحداثِ تيسيراً وعُسْرا !
فَدُنيا للفناءِ مع الجسومِ
كما قالَ الإلهُ بِحُكْمِ سَطرا !
بهِ التبيانُ للإنسانِ دوماً
حَريّ أنْ تعيشَ اليومَ صبْرا !
فخُذْ منها بِما يُنجيكَ يوماً
لِترقى في جنانِ الخُلْدِ خيرا !