انْظُرْ لِنَفْسِكَ في مقامِ تَفَكُّر ِ
واعمل بقلبِكَ في عظيمِ تدبُّر ِ !
واجْنَحْ لِفِعْلِ كريمةٍ بِتمامِها
وتمامُها قيدُ اشْتياقِ الكوثَر ِ !
وخُذِ الكفاف لِعيشَةٍ مأمونَةٍ
فيها القناعةُ عن يقينٍ مُثْمِر ِ !
وارْبأ بِنَفْسِكَ عنْ نعيمٍ زائِلٍ
العشْقُ فيهِ خسارةٌ بِتحَسُّر ِ !
إنَّ الحياةَ قصيرةٌ بِخيالِها
فيها احتمالُ تغرُّرٍ وتعثُّر ِ !
أو في احْتمالِ تعقُّلٍ بِسنينِها
والأمرُ متروكٌ لكلِّ تصَوُّر ِ !
فَخُذِ الجوابَ مِنَ الإلهِ بِسِفْرهِ
إنَّ الحياةَ صريعةُ المُتكبِّر ِ !
وانْظُرْ لِصَحْبِكَ في الترابِ تدثّروا
إذْ راحَ يأكُلُ في جُسومِ تجبُّر ِ !
وانظُرْ لِساحاتِ القبورِ تكاثَرَتْ
فوقَ الأديمِ تشابَهَتْ بالمَنْظَر ِ !
أصحابُها والدودُ فيهِمْ آكلٌ
مِنْ بَعْدِ عزٍّ مُترِفٍ بالِمَحضَر ِ !
ظنّوا لِخُلْدٍ قدْ يكونُ مآلَهُمْ
فتحصَّنوا بين البروجِ بِعَسْكَر ِ !
فأتى ملاكُ الموتِ يهزأُ منْهُمُ
لِيُذيقَهُمْ ذُلَّ المماتِ المُذْعِر ِ !
في طَرْفِ عينٍ قد يكونُ ودونَها
ويسوقَهُمْ سوقَ النِعاجِ لِمَحْشَر ِ !
إلاّ الّذينَ تواصلوا بِمَحبّةٍ
ومَشَوا بِعهْدِ المُرسَلينَ لِمَعْبَر ِ !
فيهِ الكرامةُ في الحياةِ وفوقَها
بِجنانِ خُلْدٍ في النعيمِ الأخضرِ !