السؤال: لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد السلام والتحية
سؤال: ان القرآن يثبت في آيات عديدة تساوي الانسانية بين الرجال والنساء وان الرجل بما هو الرجل والمرأة بما هي المرأة لا کرامه لهما ( ان اکرمکم عند الله اتقاکم ).
اذن فلماذا للذكر مثل حظ الأنثيين ؟
الجواب:

ننقل لكم ما ذكره الشيخ لطف الله الصافي حول هذا الموضوع في (مجموعة الرسائل 1 / 225) : ( وأما الإختلاف في قدر نصيب الرجل والمرأة في بعض الموارد كالبنت والإبن حيث قدر للذكر مثل حظ الأنثيين ، وكالزوج والزوجة ، فليس فيه احتقار للمرأة وبخس حقها ، بل إنما جعل نصيب الرجل أكثر لكثرة حوائجه الإقتصادية ونفقاته المالية ، ولما ألقي عليه من النفقات كنفقة الزوجة والأولاد ، أو يلقى عليه العرف والعادة كتجهيز البنات ، وإعطاء صداق زوجة الولد وغيرها . وأما المرأة فليس عليها هذه النفقات ، ولا تدفع المهر عند الزواج ، بل تأخذه بعكس الرجل ، كما يتحمل زوجها نفقتها .
فحاشا الإسلام أن يدع الضعيف ويوفّر نصيب القوي ، أو ينظر في مثل هذه الأحكام المالية المتضمنة لحكم اقتصادية إلى ما ليس له دخل في تشريعها .
فهذا الفرق الطفيف بينهما ليس إلا لإقامة العدل بين الذكر والأنثى ، والأخذ بأسباب الواقع والحقيقة .
ويدفع تعليل هذه الأحكام بتفضيل الرجال على النساء ، إن الله تعالى ساوى بين الأبوين في الميراث ، فقال سبحانه في سورة النساء ( الآية 11 ) :
(ولأبويه لكل واحد منهما السدس)
، فلو كان الإسلام فضّل نصيب الرجل على المرأة مطلقا لعلة أنه الرجل ، وهذه المرأة ، لما ساوى بينهما في هذا المقام ، وفي بعض المقامات الأخر . فهذا شاهد على أن الحكمة في امتياز الرجل على المرأة في الميراث ، ليس فضله عليها ، وهذا التوهم إنما نشأ من عدم مراجعة نصوص الكتاب والسنة والتأمل فيها . والحاصل : أن من سبر الشرائع والقوانين وتواريخ الملل ، يجد أن أي شريعة من الشرايع وأمة من الأمم ، لم تنصف المرأة كما أنصفها الإسلام وشريعته السمحاء . فالإسلام قرّر حقوق المرأة ، وناصر المرأة ، وكرّم المرأة ، وحرّر المرأة ، وأخذ بيدها ممّا كانت تتردى فيه . فعلى الذين يهتفون في بلاد المسلمين ، وتعلو صيحاتهم منادين بحقوق المرأة ، ويظهرون الترحم على النساء ، إن كانوا صادقين أن يدعوا الجميع الرجال والنساء إلى النظام الإسلامي ، الذي عالج مشاكل الحياة الإنسانية كلّها . وإن كانت نزعتهم في ذلك أن يتخذوا المرأة مطية لشهواتهم ، وأن يروّجوا الدعارة ، وفوضى الأخلاق ، وانحطاط الآداب ، وخروج النساء كاسيات عاريات ، يخلعن جلبات الحياء والعفة ، وينزعن زي النجابة ، ويسلكن مسلك المرأة الغربية ، فنعوذ بالله من فتنهم ، ومن دعاياهم الفاسدة الهدّامة ، التي هي من أضر ألاعيب الاستعمار على المسلمين ) .