الَشبَاب ولِباسُ الُشُهرَة
إن الإنسان مجبول على حب نفسه , وقد يتفاقم هذا الحب عند البعض الى إرتكاب المحرمات , ولكي يتميز بعض الشباب عن أقرانهم تراه يلبس ثياباً غير متعارفة عند المجتمع . وهو ما نسميه : لباس الشهرة . وقد عرفه بعض علماءنا بأنه : المراد به إن يلبس الشخص خلاف زيه من حيث جنس الثوب أو لونه , أ, من حيث هيئته في خياطته أو كيفية لبسهِ . وهذا مما فيه إجمال من حيث الموضوع والحكم والدليل . نعم لايبعد ذلك فيما إذا كان لبس المؤمن له هتك لحرمة نفسه وإذهاباً لمروتِهِ , او كان سبباً لأغتياب الناس له , أو وقوعهم في معاصي أُخر , أو كونه ممنوعاً في قوانين الدولة الإسلامية كلبس غير العسكري لباس العسكري .
وقد جاء في الحديث الشريف : ( رحم الله من جب الغيبة عن نفسه ) (1) أي دفعها عنه .
رُوي أن عباد بن كثير البصري دخل على أبي عبد الله (ع) بثياب الشهرة , فقال (ع ) : ( يا عباد ما هذه الثياب ؟ ) قال : ( يا أبا عبد الله تعيب علي هذا ؟ ) قال : نعم , قال رسول الله (ص) : ( من لبس ثياب شهرة في الدنيا , ألبسه الله لباس الذل يوم القيامة ) . قال عباد : ( من حدثك بهذا ؟ ) قال (ع) : ( يا عباد تتهمني ؟ > حدثني والله أبي عن آبائي عن رسول اله (ص) ) . ومثل هذه الملابس عادةً تجلب النظر وربما تقود الى السخرية . والله سبحانه أراد حفظ شخصية المؤمن . فإذا أراد أن يتميز عن أقرانه فليس عن طريق لبس الملابس أو نوع فصالها أو لونها , وإنما بحصوله على مؤهل علمي عالٍ في تخصص من التخصصات , أو الإبداع في مجال عمله , أو الإخلاص في إداء واجبه خدمة لوطنه ومجتمعه , والله الهادي الى سواء السبيل .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) كشف الخفاء : 1 / 426 .