يومٌ تَعيسٌ جاءَ بالأحْزان ِ
تفريخُ شَرٍّ جاءَ في نيسان ِ !
والشّرُّ في وجْهٍ قبيحٍ قد أتى
في مِحْجَرَيْهِ الحِقْدُ بالأضغان ِ !
والحِقْدُ في فِكْرِ العفالِقِ نابِتٌ
يجري بأرْضِ اللهِ كالسّرَطان ِ !
والنّاسُ في وطني العراقِ أذَلَّهُ
في حُكْمِ بَعْثٍ سارَ بالطُغْيان ِ !
والحُكْمُ كانَ بِغَدْرَةٍ لزعيمِها
حينَ انْقِلابِ الأمْرِ بالإخوان ِ !
فَجَرَتْ سَواقي بالدِماءِ فضيعةً
في يومِ نَحْسٍ حلَّ بالرمَضان ِ !
عامٌ ودونَ العامِ شهْرٌ واحِدٌ
يتلوهُ شهْرٌ عِيثَ بالإنسان ِ !
فالناعِساتُ تقطَّعَتْ أثداؤهُنَّ
وحالُهُنَّ شبيهَ بالحيوان ِ !
بجريرةٍ أنْ لِليَسارِ ميولَهِنَّ
وبِدْعَةٍ بوَثيقةِ السّجّان ِ !
أمّا الرجالُ فجُلُّهُمْ لِنِهايَةٍ
في قَصْرِهِا ، أو نقرةِ السّلمان ِ !
ومضَتْ سنينٌ عِدّةٌ في سيرِها
حتى أعادوا الحُكْمَ لِلصبيان ِ !
فيما يُسمّى ثورةً بيضاءَ في
تموزِنا المملوءِ بالغَلَيان ِ !
ولِأنَّ كرسيَّ الممالِكِ عاقِرٌ
بدأوا بذبْحِ رفاقهِمْ بِبَيان ِ !
وبيانُهُمْ في زَيفِ قولٍ باهِتٍ
تعديلَ مَيلٍ حلَّ بالرُكْبان ِ !
فتربّعَ البعثُ اللعينُ بِقوّةٍ
وبِرُهْبةٍ وبِقَسْوَةِ الذُّؤبان ِ !
والناسُ أدْمَنَتِ السكوتَ كأنُّها
ما عاصَرِتْ حُكْمَ السفيهِ الزاني !
بلْ صفّقَتْ وشعارُها لِعُروبَةٍ
وكأنَّ هَولَ الجُرْمِ في النسيان ِ !
فالبعْثُ لا تعني العُروبةُ عنْدَهُ
شيئاً مُهمّاً يسري بالوجدان ِ !
فالخُبْثُ يجري في دماءِ رفاقِهِ
ورِفاقُهُ نَجَسٌ مِنَ الشيطان ِ !
بلْ كُلُّ ما هَمَّ العفالِقُ إمْرَةً
وتسلُّطاً في الأرضِ والإنسان ِ !
وشِعارُ ميشيلَ اللئيمَ بِكِذْبِهِ
أنَّ العُروبَةَ مَسْقَطُ القرآن ِ !
وشِعارُ بَعثِ تصَهْيُنٍ وتصَلُّفٍ
وتجبُّرٍ ما كانَ في الإيمان ِ !
ولَرُبَّما تتذكّرونَ شعارَهُمْ
إذ أعلنوهُ بِساحَةِ الميدان ِ !
(بعْثٌ تُشيِّدُهُ الجماجِمُ والدَّمُ)
فَسَرَتْ سُيوفُ الغدرِ في الأبْدان ِ !
قَطْعَاً بِأكْلِ شبابِنا ... ونساؤنا
كُنَّ ارْتَدَيْنَ تصبُّرَ الشّجعان ِ !
يَذْرِفْنَ دَمْعاً نازِلاً مِنْ مَحْجَرٍ
الطُهْرُ فيهِ بِطَعْمِهِ الرّيّان ِ !
فنساؤنا ذُقْنَ الحلالَ بِسيرَةٍ
تحلو بِذِكْرِ الآلِ والخُلاّن ِ !
وسيوفُ آلِ تعفْلُقٍ وتَعَيْسُمِنٍ
تشدو نشيدَ الدَمِّ في الآذان ِ !
فتَجَرَّأتْ تمشي بجُبْنِ تسلُّطٍ
ورِداؤها الغدْرُ كالضِّبعان ِ !
لِتنالَ مِنْ صَدْرٍ تصَدَّرَ في العُلا
بجميلِ فِكْرٍ واضحِ العُنوان ِ !
صَدْرٌ تحلّى بالإمامةِ واثِقاً
أنَّ الإمامةَ منْبَعَ الإحْسان ِ !
صَدْرٌ تأبَّطَ بالعلومِ لِأجْلِنا
في كشْفِ لَبْسٍ دارَ بالأذْهان ِ !
إسمٌ على إسمِ النبيِّ مُحَمَّدٍ
والأُختُ منهُ بِعِفَّةٍ وتَفاني !
لمْ يُعْجِبِ السِّقطِ الهجينِ بأصْلِهِ
فالصَّدْرُ فاضَ بِعِلْمِهِ الرَّيِّان ِ !
والصَّدرُ يعلو في المقامِ لِأُسْرَةٍ
دانتْ لها الأفلاكُ بالإذْعان ِ !
فسعى إلى قتْلِ العلومِ ومِثْلَما
فَعَلَ اليزيدُ بِحومةِ الميدان ِ !
وتسيرُ أفْعالُ الطُغاةِ لِيَرْتَمي
شعْبُ العراقِ بِفَلْتَةٍ لِجَبان ِ !
في حَرْبِ غَدْرٍ ظالِمٍ غاياتُها
إسْقاطُ حُكْمٍ قامَ في طهران ِ !
والحربُ كانتْ بالنيابَةِ عنهموا
فهُموا الأساسُ بِفِكْرَةِ العُدْوان ِ !
جِلْفٌ خَريطٌ في المقالِ وحاكِمٌ
أوصافُهُ بالأكْبَرِ الشيطان ِ !
حَرْبٌ ضروسٌ عانَقَتْ آمالَنا
والنصْرُ فيها لُفَّ بالأكفان ِ !
والغدْرُ مِنْ شِيَمِ الخبيثِ وأصْلِهِ
ولِأن غَدْرَ الخُبْثِ في الوجدان ِ !
سارَ اللئيمُ بحرْبِهِ لِمتاهَةٍ
كانتْ كأُمٍّ رَثَّةِ الأرْدان ِ !
فتنزَّلَ الغَضَبُ السريعُ بِضَرْبَةٍ
كانت تدكُّ منازِلاً ومباني !
في يومِ عَصْفٍ كاسِحٍ لِجيوشِهِ
حتى اسْتبانَ الرفضُ في الشعبان ِ !
ثارَ العراقُ وشعْبُهُ بِبَراءةٍ
مِنْ جَورِ ظُلْمٍ سادَ بالطغيان ِ !
فتنفَّسَ الطفْلُ الرضيعُ بِخوفِهِ
خوفاً جديداً زادَ في الأحْزان ِ !
فتمَكَّنَ الحُكْمُ الحقيرُ بِقَسْوَةٍ
لِيَسُوءَ شعبي بالمصيرِ الفاني !
لَمْ يَبْقَ بيتٌ مِنْ بيوتِ عراقِنا
إلاّ وكانَ بِقبْضَةِ الصبيان ِ !
فتفَتَّقَ الشَّرُّ القبيحُ بِوَجْهِهِ
بِجَديدِ جُرْمٍ حاقَ بالإخوان ِ !
والثوبُ فيهِ مقابِرٌ وطوامِرٌ
لمْ تأتِ في الإنْجيلِ والقرآن ِ !
شِرَعوا بِإنْزالِ القَصاصِ بِشعْبِنا
بذريعةِ الإخلالِ والعِصيان ِ !
والشعْبُ مِسْكينٌ بِخوفِ مذلَّةٍ
أمسى ويبكي حسْرَةَ الخُذْلان ِ !
وصباحُهُ كَدٌّ لِأجْلِ عِيالِهِ
وعِيالُهُ في الأكْلِ كالجرذانِ !
فتنكَّبَ البعضُ السبيلَ لِهِجْرَةٍ
حيثُ الرخاءُ بِسُفْرَةِ البُلْدان ِ !
والبعْضُ أرْخى لِلْقيادِ حِبالَهُ
والصَدْرُ فيهِ بثورَةِ البُركان ِ !
يطفو على سَطْحٍ مُغيظٍ صامِتٍ
ومُؤجَّلٌ مِنْ قِلَّةِ الأعْوان ِ !
عشرونَ عاماً بل تزيدُ بِعَدِّها
عَشْراً وخْمساً تبدو في الأزمان ِ !
كانتْ بلونٍ أسْوَدٍ في وجهِها
فَمِنَ الزَّنيمِ إلى زنيمٍ ثاني !
لَمْ يَجْنِ شعْبُ الرافِدينِ بِظِلِّها
غيرَ الدموعِ بِحَسْرَةِ الأحْزان ِ !
والحاكِمونَ عَدِيُّها وقُصَيُّها
وأبوهُما في نِعْمَةٍ وَجِنان ِ !
واللهُ يُمْهِلُ في العِبادِ بِشَرْعِهِ
والمَهْلُ فيهِ لِغايةٍ وأوان ِ !
حتى تَبينَ سرائِرٌ وخوالِجٌ
كانتْ تلوذُ بِسَدَّةِ الإيمان ِ !
فاللهُ لا يَنسى الغَشومَ وغَدْرِهِ
حتى يَحينُ لِموعِدٍ بِهَوان ِ !
فأتى الخلاصُ لِشَعْبنا مِنْ شاهِقٍ
مِنْ أقْصى غَربِ الأرْضِ والأركان ِ !
فتنفّسَ الشعبُ الفقيرُ خلاصَهُ
وشرابَهُ في غصَّةِ العطشان ِ !
لَمْ يدرِ أنَّ خلاصَهُ لِحَفيرَةٍ
النارُ فيها تعلو بالدُّخّان ِ !
أمسى وأضْحى في البلادِ مُحَرَّراً
مِنْ قبضةِ السّجانِ والأشْجان ِ !
وتذوَّقَ العَهْدَ الجديدَ بِحُلَّةٍ
فيها انْفِلاتُ الأمْرِ بالشُّبّان ِ !
والأمْرُ مَحْبوكٌ بِصُنْعةِ حاذِقٍ
يَرْمي بِفِكْرٍ أسْوداً بأغاني !
حتى يُزوِّقَ فِعْلَهُ بِعلومِهِ
بعلامةٍ تَرقى إلى الإتْقان ِ !
مِنْ أجلِ تدميرِ الشبابِ بِلُعْبَةٍ
فيها السّمومُ بِلَدْغَةِ الثُّعْبان ِ !
مِنْ أجْلِ تدميرِ النساءِ بِبِدْعةٍ
منها يطُلُّ الفُسْقُ بالأدران ِ !
مِنْ أجْلِ تدميرِ القواعِدِ عنْدنا
أو ما تبقّى منها في الوجْدان ِ !
فَحَذارِ منهُ بيَقظَةٍ نبويَّةٍ
تعلو بِشأنِ النفْسِ في الإنسان ِ !