( مَنْ يُحاصِرُ مَنْ ) !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبْدَتْ بِحِقْدٍ واضِحٍ مُتجَدِّدِ
مِنْ بَعْدِ ظُلْمٍ جائِرٍ مُتَرَصِّدِ !
والحِقْدُ مِنْها في قلوبِ تَصَهْيُنٍ
نَصَبَ العداءَ بِسَطْوَةِ المُتَهَدِّدِ !
مُنْذُ انْتِصارٍ لِلفقيرِ بِثورةٍ
جاءتْ بِعَهْدٍ مُؤمِنٍ مُتَوَدِّدِ !
فتكالبَ الحِقْدُ الدَّفينُ بِظُلْمَةٍ
صالَتْ بِغَدْرِ الكافِرِ المُتصيِّدِ !
في ظنِّها أنَّ الأصيلَ بِفِكْرِهِ
سيَهابُ مِنها في ثيابِ ترَدُّدِ !
ومَضَتْ سنينُ الغدرِ تأكُلُ بعضَها
والحُرُّ يدفَعُ بالدِماءِ ويَرتَدي !
ثوبَ الكرامةِ صابِراً متوكِّلاً
في حِصْنِ بيتٍ للنبيِّ مُحمَّدِ !
وعَلا على هامِ الفضاءِ شِعارَهُ
مُتبسِّماً في حُلَّةِ المُتورِّدِ !
قدْ خابَ فألُ جموعُهُمْ بِخَسارَةٍ
والغيظُ يملؤهُمْ بِغيظٍ أسْودِ !
وجَرَتْ سنينٌ بالتآمُرِ ضِدَّهُ
والحُرُّ يبني في الديارِ لِمَسْنَدِ !
عِلْمٌ بِتصنيعِ الكفافِ لِشَعْبِهِ
والفِقْهُ فيها في البناءِ المُهْتَدي !
والعَونُ مِنْهُ بِسَعْيِهِ في نَشْرِها
مِنْ بابِ إحْياءِ العلومِ بِمُوْفَدِ !
والشَّرُّ بالحِقْدِ الفظيعِ مُحاصَرٌ
فيهِ السُّمومُ كقارِعٍ مُتنَّهِدِ !
فجرى بِنَفْثِ سُمومِهِ بعراقِنا
وأتى بِحُجَّةِ مُنْقِذٍ مُتغَرِّدِ !
والقصْدُ مِنهُ مَماتُنا بِفُجورِهِ
إذْ راحَ نَشْراً في الهواءِ المُفْسِدِ !
ومفاسِدُ النشْرُ الجديدِ لِعِلَّةٍ
حُكْمٌ بِحالِ تحرُّرٍ وتعَدُّدِ !
وتحرُّرُ العهْدُ الجديدِ مَهازِلٌ
أرْدَتْ بِحالِ الشعبِ لِلْمُتَكَبِّدِ !
والحالُ يُنْبي عَنْ فلاحِ جُهودِهِ
فيما أتاهُ بِفِكْرِهِ المُتمَدِّدِ !
فَلَقَدْ تردّى حالُنا لِمصائِبٍ
الجَهْلُ فيها في لُبوسِ تسيُّدِ !
فالإنْفِلاتُ بِحالِنا مُتحكِّمٌ
سارٍ لِهاوية الظلامِ الأرْمَدِ !
والنّاسُ أدْمَنَتِ السّكوتَ لِأنّها
مِنْ غيرِ قَودٍ صادِقٍ مُتَهَجِّدِ !
أو في قِيادٍ مُؤمِنٍ بِمُواطِنٍ
يُعْطيهُ عَيشاً في السعيدِ الأرْغَدِ !
فَمَشَتْ بِحالِ الناسِ بَعْدَ تحَرُّرٍ
الدّاهياتُ القاصِماتُ لِسُؤدَدي ! !
والآنَ مِنْ بَعْدِ اكْتِمالِ خريطَةٍ
فيها السّوادُ بِحِقْدِهِ المُتعَمَّدِ !
صَفَقَ الزَّنيمُ بِكفِّهِ مُتهدِّداً
إيرانُ أمُّ عقيدةٍ وتعَهُّدِ !
مِنْ دونِ رأيٍ لِلْكبارِ بموقِفٍ
فالشَّرُّ ساعٍ بالقرارِ المُفْرَدِ !
مِنْ أجْلِ تركيعِ الرؤوسِ لِدولَةٍ
فيها الركوعُ لِواحِدٍ مُتفرِّدِ !
أعْطَتْ ولاءَ الصِّدْقَ في أفْكارِها
وجَرَتْ تُدنْدِنُ بالنشيدِ الأمْجَدِ !
ونشيدُها صوتُ الحُسينِ بِوَقْعَةٍ
هيهاتُ مِنَّا أنْ نذُلَّ لِمُعْتدي !