تنبهت شركات صناعة السيارات الأميركية منذ خمسينيات القرن الماضي، إلى ضرورة وجود خطوط انتاج تراعي الأذواق النسائية، ولعل من أبرزها شركة دودج "Dodge" التي كان السباقة في صناعة أول سيارة في التاريخ خصيصاً للمرأة، وذلك مع طراز لا فام "La femme" الذي تم طرحه للمرة الأولى في العام 1955، واشتهر باسم الأسطورة الوردية، وتم تصنيع 2500 سيارة منها خلال عامية ركزت خلالها الصانعة الأميركية على إرضاء تطلعات المرأة في سيارتها المستقبلية.

وحرصت دودج على أن يتوافق قدوم فصل الربيع في العام 1955 مع طرح سيارتها لا فام أو الأسطورة الودية، خصوصاً أن الحملات الدعائية لتلك السيارة ركزت على شعارٍ جذاب يخاطب السيدات حصراً مع عبارة "صنعة خصيصاً لصاحبة الجلالة.... المرأة الأميركية".

وطغت مكونات اللون الوردي على تفاصيل السيارة سواء من الداخل أو الخارج، فضلاً عن طرح الصانعة الأميركية إكسسوارات داخلية وضعت في السيارة، مثل المعطف الخاص بالسيدة وقبعة واقية من المطر، ومظلة، وكلها باللون الوردي، بالإضافة على مستحضرات تجميع وغيرها من أدوات العناية بالبشرة.

وأثبت التاريخ فيما بعد، أن التوجه لإرضاء أذواق السيدات، يمثل قوة اقتصادية يجب التنبه إليها، خصوصاً أن شركة كرايسلر "Chrysler" كانت قد قدمت دراسة تفيد أن المزيد من النساء الأميركيات أصبحن قبلن على شراء السيارات منذ خمسينيات القرن الماضي، وأن أكثر عنصر يلفت نظر المرأة في السيارة هو لونها وتفاصيلها الناعمة

وسارت كرايسلر "Chrysler" على خطى منافستها دودج بعد أن صنعت سيارة خصصت للسيدات عرفت باسم كونتيسة "Contessa"، وجاءت باللون الوردي الممزوج بمكونات فضية، مع طراز كوبيه ثنائي الأبواب، مع وضع علامة السيارة في لوحة على مقدمة السيارة مطلية بالذهب بهدف ترك مساحة لحفر اسم مالكة السيارة عليها، فضلاً عن مقاعد من الجلد الوردي، ومجموعة ملحقات داخلية مثل مكان خاص لوضع علبة البودرة، وأخر لأحمر الشفاء، وغيرها من مستحضرات التجميع.