يَمَنٌ سعيدٌ كان في الأنباءِ
الخيرُ فيهِ بشعبهِ المِعْطاءِ !
حَسَبٌ وأصْلٌ يرتقي لِعروبةٍ
أعْطَتْ عُهودَ الحُبِّ لِلأسْماءِ !
حينَ الوَفادةِ فيهُمُ لِخليصِهِ
وتنعَّمتْ في السِّلْمِ بالخضراءِ !
فالسّاكنون ولاؤُهُمْ لِمُحمَّدٍ
قدْ أسْلَموا ولِحيدرٍ بولاءِ !
حينَ اسْتقرَّ بأمْرِهِ لِمَشيئةٍ
عامٌ قضاهُ بِدكّةِ الإفْتاءِ !
فتعلَّمَتْ (هَمَدانُ) منهُ شريعةً
فيها اليقينُ لِأهلهِ بِفداءِ !
والعزُّ مُرتَحَلٌ غَداةَ لصيقِها
مَسَكَ الأمورَ بكفِّهِ الحمراءِ !
فجرى بِـ (بُسْرٍ) يستبيحَ نسائَهُمْ
مِنْ بعدِ عزٍّ حِيفَ بالأرزاءِ !
إذْ راحَ يذبحُ في الرجالِ بِتهمةٍ
أنَّ الرجالَ ولائَهُمْ لِلُواءِ !
فتلطَّخَتْ فيها المنازلُ مِنْ دَمٍ
فيهِ الودادُ لِسيِّدِ الخُلفاءِ !
واليومَ نفسُ وجوهِهِمْ بضغينةٍ
مِنْ وارِثٍ ولِوارثِ الآباءِ !
فالحقْدُ فيهِمْ يرتقي في خبثِهِ
مثلَ الطفوفِ بِكرْبَلٍ لِبلاءِ !
ونشيدُ مِنْ أهلِ اليَمانِ مُجلجِلٌ
هيهاتَ مِنّا ذُلَّةُ الضعفاءِ !