أَتَظنُّ أنّكَ في المقامِ لِسُؤدَدِ
يا مَنْ تمَكَّنَ في الحياةِ بِمَقْعَدِ !
فيهِ العلومُ بذرَّةٍ ونواتِها
والعِلْمُ فيها مِنْ مشيئةِ مُوجِدِ !
فجريتَ جذلاناً تطيرُ بِفَرْحَةٍ
وطغيتَ في هَولِ السلاحِ لِمَسْنَدِ !
كالوحشِ تلهثُ صارِخاً ومُكشِّراً
أنيابَ حقْدٍ في الأنامِ وترتدي !
ثوبَ الطُغاةِ وترتجي إذلالَها
فيما مَلَكْتَ بِسَطْوةِ المُترصِّدِ !
حتى اسْتكانتْ جلُّها مِنْ خوفِها
إلاّ بإيرانَ الصُّمودِ بِمَعْبَدِ !
فيهِ الجهادُ مِنَ الطفوفِ وعالِمٍ
لهُ في الطفوفِ علامةٌ لمْ تَنْفَدِ !
أنَسيتَ كارثةَ العواصِفِ والتي
في رَمْلِ (طَبْسٍ) في الهجومِ المُعْتَدي !
إذْ خابتِ الآمالُ عند رئيسِكُمْ
فجرى يجرُّ بخيبةِ المُتنهِّدِ !
أنَسيتَ أعْدادَ الرُّفاتِ وآلةً
تحتَ الدمارِ بِجُنْدِها المُتمدِّدِ !
فاقْعُدْ بِقصْرِكَ في هُناكَ ولا يكُنْ
فيكَ الزَّعيقُ لِشعْبنا المُتجدِّدِ !
واحْفَظْ مقامَكَ في بلادِكَ ساعياً
مِنْ أجلِ شعبِكَ في الرّخاءِ المُلْحِدِ !
فالفخْرُ فينا في الصحيحِ بِعزِّهِ
والعزُّ حقّاً في رِحابِ مُحمَّدِ !