رؤية نقدية لسفر اشياء مجموعة الكاتبة مريم اسامه
بقلم /مجاهد منعثر الخفاجي
بعد الانجاز الاول لكاتبة المستقبل مريم اسامه كريم .والموسوم بـ (فرح الكأباء) طبعت مجموعتها الجديدة بعنوان (حروف الوذ بها ) في سفر ورقي عنوانه (اشياء ) من اعداد محمد صباح الصائغ وبرعاية الاستاذة الصحفية مريم سمير صاحبة مؤسسة مشروع كاتبات المستقبل . والكتاب مطبوع في دار ومكتبة OId book شارع المتنبي | بغداد .
ان هذا الكتاب يضم كتابات عشر انامل اربعة ذكور وست اناث جميعهم طرزوا لوحات حروف جميلة تستحق التأمل والقراءة , وهو بمثابة حديقة تجد فيها مختلف الزهور التي اقتطفت منها مجموعة ورود مريم اسامه فاستنشقت عبير عطر حروفها الصادقة واحساسها المرهف وهي تسطر مشاعرها الحقيقية تجاه من تحب وتكتب بحنين العراقية السومرية وعاطفة بنت الرافدين واصالة بنت عشيرتها واستقامة المؤمنة المخلصة , فحروفها لها خطوط حمراء تخطها اناملها بعد ان ترتدي الحجاب .
ان الاطار العام لمجموعتها تجمع بينه اشياء الواقع واحساسها تجاه اباها والام والوطن وان كان الاخير يخص حادثة انتصار الا انه يمثل الروح الوطنية للكاتبة . ومن الاحساس الثلاثي تنطلق اصالة الانتماء ومعدن التربية الراقي الذي يوصل فكره الى الاذهان بأن من سير المشاعر الى الوطن الكبير هو ذلك الحنين النابع من الوطن الصغير ( الابوين ) هذا ما تريد ايصاله تلك الكاتبة المبدعة , فأن فقدت ابيها وذهب شهيدا فأن جزءه الثاني موجود(الام) التي تحفز فراغه باتجاه التعبير الهادف وتحقيق ما يسعد به وان هناك ألام الفراق وحرقة الشوق .
اما تأكيد الفكرة التي تجول في ذهن الكاتبة فأنها عززت ما تريد ايصاله في مقطوعات نثرية مرتبطة بأصل فكرتها وهي الايمان بالله تعالى من خلال نصها (احاديث السماء ) ,النصيح لها ولغيرها في نص (وحده ) , ونص (لا ضعف ) , ولعل عودتها لربط الفكرة بالنصوص الاخرى في نصها ( الامان ) ففي بين ثناياه سطور اوقفتني كثيرا حيث تقول : انا وطنه القاسي وهو الشعب الذي لم ير مني سوى الحروب ولازال يحبني ويضحي من اجلي ...انه كحنان الام علي وانا الطفل المشاغب الذي يخطىء مراراً وتكراراً).
وتؤكد على اسعاد الفقيد وتحقيق الحلم والوصول اليه في نصها (ضجيج في عقلي ) .
والفرق بين انجازها الاول والثاني , هو ان الأول يطغى عليه طابع الحزن , اما الثاني فالحزن اقل بكثير ويسوده الامل والاصرار على تخطي العقبات التي تحول دون تحقيق النجاح ..
وفي انتظار الابداع الثالث لهذه الكاتبة المبدعة وادعو لها بالتوفيق الدائم والمزيد من التألق .