السؤال: كيفية جمع القرآن وجمع الإمام علي (عليه السلام) لههل جمع القرآن في حياة النبي (ص) أم بعد وفاته؟ هل جمعه الخليفة الأول أم الامام علي (عليه السلام) ؟ وكيف تم جمعه من قبل الامام (عليه السلام) ؟ وهل قبل الناس طريقة جمع الامام علي (عليه السلام) للقرآن ولماذا ؟
الجواب:
إن القرآن كان ينزل بالتدريج على رسول الله (ص) في حياته، وكان يكتب على الرقاع والأحجار والعظام وغيرها، ولم يجمع كمصحف بين دفتين لأنه لم يكتمل بعد ما دام الرسول (ص) على قيد الحياة ، وإن كان يكتب كل ما تنزل متفرقاً كما ذكرنا.
وعندما حانت وفاة الرسول (ص) أمر علياً (ع) أن يجمعه بعده، وأمره أن يأخذ القرآن المكتوب على الرقاع والأحجار والعظام من خلف سريره ويجمعه ويرتبه ، فانقطع أمير المؤمنين (ع) بعد وفاة الرسول (ص) وبعد الفجوة التي حصلت بينه وبين من تقلد مسند الحكم أقطبع في بيته يجمع القرآن ، فلما جمعه جاء به للمسجد وهم مجتمعون فعرضه عليهم فلم يقبلوه، وورد في بعض الروايات أنه (ع) قال لهم ان رسول الله (ص) أمر بالقرآن والعترة وهذا القرآن قد جمعته وأنا العترة، فأجابوه بأن لا حاجة لنا بك ويكفينا ما عندنا من القرآن. وفي رواية عن سليم بن قيس، انه عند ما جاء بالقرآن وهم مجتمعون في المسجد : (... فقام إليه رجل من كبار القوم (وفي رواية أبي ذر : فنظر فيه فلان وإذا فيه أشياء / الاحتجاج : 83) فقال : يا علي ، أردده فلا حاجة لنا فيه ، ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه فدخل علي (عليه السلام) بيته)(كتاب سليم : 72) . وبالنتيجة بعد هذا النوع من التحدي والإحساس بالحاجة إلى وجود قرآن مجموع عندهم، ولما يقال من أن كثيراً من القرآء قد قتلوا يوم اليمامة فخاف عمر من فقدان القرآن، استقر رأي أبي بكر بعد إلحاح عمر على جمع القرآن، فكلفوا زيد بن ثابت بجمعه من عند الناس . ولكن هذا الجمع لم يكن أكثر من تدوين سور القرآن، وآياته وجمعه في مكان واحد دون ترتيبه، وبقي هذا المجموع عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند ابنته حفصة، وكان الغرض من هذا الحفاظ على القرآن ، وتكمن أهميته في ذلك. ولكن بعد أن امتد الزمن بالإسلام والصحابة ورغبت كل منهم بامتلاك مصحف خاص به، كتب عدة من الصحابة مصاحف لهم ورتبوها كل بترتيبه الخاص، ولكن أغلبها كان يقدم السور الطوال على القصار خلافاً لمصحف علي (عليه السلام) المرتب على تاريخ النزول ، فكان منها مثلاً مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبى بن كعب، وغيرها.