أقْسَمْتُمو بعدَ انْدِحارِ الزاني
بأكُفِّكُمْ في أغْلَظِ الأيْمان ِ !
ذا في العظيمِ وكَنْزِهِ بكتابِهِ
والبعضُ في إنْجيلِهِ المُزدان ِ !
والجُلُّ منكُمْ في اليمينِ أذاعها
إذْ تُقْسِمونَ بِحضرةِ القُرآن ِ !
أن تخْدموا أرضَ ألعراقِ وشعْبَهُ
فحَنَثْتُمُ في الحِلفِ بالبُرْهان ِ !
وتركتمو شعبَ العراقِ بِذُلَّةٍ
بينَ الشُّعوبِ بِحَيرَةِ العُنوان ِ !
ومَنِ اسْتكانَ بِساقِهِ في مَنْزِلٍ
العَوزُ فيهِ علامةٌ بِهَوان ِ !
لا ليلُهُ ليلاً ينامُ بِهَدأةٍ
ونهارُهُ في الجريِ كالحيران ِ !
وهو الغنيُّ بِمالِهِ وخَزينِهِ
فَنَهَبْتُمو مالي بِلا وُجْدان ِ !
هيَ ذي أكُفُّ الشَّعْبُ تعلو ها هُنا
ما بينَ ذُلٍّ واضِحِ الألوان ِ !
لمْ تسمعوا لِصِراخِهِمْ وعويلِهِمْ
بلْ كنتمُو كالصُمِّ في الآذان ِ !
أسّسْتُمو العَيشَ الرَّغيدَ لِكُلِّكُمْ
ونسيتُمو الإنْصافَ في الإخْوان ِ !
ولِأنَّكُمْ كُنْتُمْ بِحالِ تَهَتُّكٍ
أرْدى بحالِ الشَّعبِ في الخُسْران ِ !
ثارَتْ جموعٌ حُرَّةٌ في رَفْضِكُمْ
في ساحةِ التحريرِ والطَيَران ِ !
فالمَطْعمُ التركيُّ أمسى ها هنا
جبلاً أشَمَّاً يَزهو بالألوان ِ !
واليومَ هبُّوا كالرعيدِ بِوَجْهِكُمْ
أينَ المَفرُّ مِنَ الرّعيدِ الفاني !