ولا تتعبْ ! / عبدالرزاق الياسري

[عبدالرزاق الياسري]

ولا تتعبْ ! / عبدالرزاق الياسري

وأنْتَ العالِمُ القاضي بِدَرْب ِ
قضاءُ الخير في أهلي وشعبي !
ولا تتعَبْ بِجُهدٍ في مقالٍ
إذا ما رُمْتَ ترمي في المَصَبِّ !
وَرَمْيُ القول منكمْ في سلامٍ
لكلِّ الناسِ مِنْ عَجَمٍ وعُرْب ِ !
لها في كلِّ نازِلَةٍ وخَطْب ِ
سليلُ الطُّهْرِ في نَسَبٍ وحُبِّ !
فهذي النَّاسُ في خَبْطٍ بِظُلْمِ
وَحُكْمُ القومِ في سَلْبٍ ونَهْب ِ !
فلا عَيشٌ كريمٌ قد أتانا
ولا عزٌّ ببعضِ الحالِ يُنْبي !
فقد صاروا أسوداً بعْدَ ذُلٍّ
وفي حُكْمٍ لهُمْ صِرْنا بِجُبِّ !
وبعضُ القومِ فيهم لا يُساوي
كما قالوا نقيراً في المَكَبِّ !
وقدْ كانوا بِحُضْنِ الشَّرْقِ منهُمْ
وفي غَرْبٍ بتطريبٍ وَضَرْب ِ !
وكُنَّا نقظِمُ الأظْفارَ غيظاً
ونَرْجو الفتْحُ في أمْرٍ بِغيب ِ !
وجاءَ الأمرُ مِنْ ربٍّ رؤوفٍ
بهِ السَّقْطُ الزّنيمُ هَوى بِحَرْب ِ !
وجاءَ الأخْوةُ الأعداءُ فينا
يشُدُّوا الحالَ في نَهْبٍ وسَلْب ِ !
وألُّوا في دُعاءِ الدينِ دوماً
بِثوبٍ الدِّينٍ في وَعْظٍ بِكِذْب ِ !
فأمْسى الحالُ فينا بَعْدَ طُولٍ
مِنَ الأعوامِ في جوعٍ وَسَغْب ِ !
فثارَ البعضُ مِنْ ألَمِ الليالي
وبَعْضٌ آزَرَوا بعْضاً بُحُبِّ !
وأنتَ العالِمُ المأمولُ نَصْراً
لِهذا الحالِ في فَتْوى لِصَحْبي !
وجلُّ الناسِ فيكُمْ في ولاءٍ
لأن الفكْرَ فيكُمْ مِنْ مَصَبِّ !

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى الشعر الفصيح