هِيَ مِنْ فَمي في كلِّ وَجْهٍ أعْجَمي
جَعَلَ العراقَ بِشَعْبِهِ كالْمُعْدَم ِ !
وجرى يُزوّقُ فِعْلَهُ بِصفاقَةٍ
وهو الفُسوقُ بِثوبِهِ المُتهنْدِم ِ !
وبُصاقُها في كلِّ وجهٍ مُظلمٍ
وَضَعَ العراقَ بِحالَةِ المُتظلِّم ِ !
سَرَقَ الأماني مِنْ وجوهِ طفولَةٍ
والطّفْلُ يبكي بالأنينِ المُؤلِم ِ !
هَتَكَ السُّتورَ بِنَشْرِ فَقْرٍ أسْوَدٍ
نَبكي لِحالِ سوادِهِ المُتجهِّم ِ !
وجرى يخُطُّ بِخِطبةٍ في مِنْبَرٍ
الكِذْبُ ديدَنُها بِصوتِ مُرنِّم ِ !
هِيَ مِنْ فمي في وجْهِ مَنْ ركَبَ الجِرا
حِ َ جِراحُنا وجرى يُزوِّقُ بالدَم ِ !
ويَشُدُّ مِنْ غَضَبِ الجموعِ لِحالِها
في غيرِ أمْرٍ سالمٍ ومُسَلَّم ِ !
فالحقُّ يُؤتى بالعُقولِ بِجَمْعِهِ
مِنْ غيرِ سَفْكٍ للدماءِ بِمَرْجَم ِ !
مِلءُ الفمِ في كلِّ وجهٍ مُجْرمٍ
حاكَ التآمُرَ ضدَّنا بالمَرْسَم ِ !
وجرى ببثِّ سَمومِهِ مِنْ فِكْرِهِ
لِدَمارِ جيلٍ بَعْدَ جيلٍ مُسْلِم ِ !
فحرامُ فيكُمْ تأخُذونَ كلامَهُ
فهو الزّنيمُ بوجهِ حَقْدٍ مُظْلِم ِ !
وهو الصَّنيعُ لِمَنْهَجٍ مُتَصهْيِنٍ
يَسْعى لِجَعْلِ حياتِنا كالحُصْرِم ِ !
والقصدُ (دونَلْدُ) اللئيمُ بِقلبِهِ
ذاكَ المُسَمّى بالتريمِ الأخْرَم ِ !
ورئيسُ ما يُدْعى بدولةِ قادِرٍ
اللهُ أرْكسَها بقصْفٍ موسِم ِ !
فاللهُ يرمي بالمواسِمِ كلِّها
ما شاءَ مِنْ بلوى بِلونٍ كالدَّم ِ !
وأقبّلُ الوجهَ الكريمَ لِأعْجمي
مَنْ مَدَّ كفّاً صادِقاً في المأزَم ِ !
إنْ كان في شرقِ البلادِ وغَرْبِها
فهوُ الأصيلُ بِفِطْرَةٍ كالمَيسَم ِ !
وأقبِّلُ الوجْهَ الكريمَ لِيَعْرُبٍ
مَنْ زانَ موقفَهُ الشريفَ بِمَعْلَم ِ !
وجرى يُعينُ بِحرْفِهِ في كِلْمَةٍ
الحبُّ ديدَنُها بقلبٍ مُفْعَم ِ !
وأُقبِّلُ الكفَّ السليمَ بِوَقْفَةٍ
فيها التظاهُرِ بالنّشيدِ المُنْتَمي !
لِلرافدينِ وشَعْبِهِ وتُرابِهِ
وجرى يُطالِبُ بالحقوقِ بِبَلْسَم ِ !