البردُ والدم عدوّان
في آنٍ واحد
حينما يتخثرُ
الدم الطازج
على رأسي المحمل
بالامنياتِ الشاحبة
ينقضُّ البرد على
قدمي المسكينتين
ويبدأ بإلتهامهما
حتى تصبحا ذات
لونٍ ازرق من
شدةِ الخوفِ
اقلبُ نفسي
بروحي العائمةِ
فوق جسدي ...
وإذا بي أجدُ
إحدى الامنيات
المتناثرة من
رأسي المهشم
منذ ستة عشر عاما
امنية متخمة
بالصراخِ الفوضوي
كأنها وقعت من جوفِ
غارٍ لا يسكنهُ
إلا الوطن وأمي
وعطر حبيبتي
مكتوبة على يافطةٍ
مهترئةٍ من شدةِ ما
علق على طرفيها
بعض من اصابعي
المشوهة بدخانٍ عنيد
مكتوبٌ عليها
(( بريد وطن ))
حينها عرفت ان
حرف النون لمن
ما زال على قيد انتظار
الرصاص الممتد
من الاماكنِ الشرقيةِ
ولمن ما زال محمَّلاً
بالصراخِ
الذي بعده صمتٌ
ودماء وبرد
تركت جسدي
وصعدت الى
السماءِ مخبرا الرب
على ماحدث لرأسي
من الذين قدموا
على ظهورِ الدواب
ذات الخراطيم القاتلة
غمرتني رغبة شديدة
بالبكاءِ على وطني
فصرتَ
أبكي وأبكي وأبكي
حتى نزلت دموعي
كالمطر البلوري
على قارعةِ الثورةِ
فَلبَستْ كل الاصوات
والاماكن وحتى
العجائز العتيقة
عشب تشرين الذي
كان خريفاً في السابقِ
فتيقنت ان الرب
راضٍ عني
وانتصر رأسي المهشم
على بنادقهم الحمراء
وغنى العاشقونَ
نشيدَ الوطنْ
حتى ثَمِل الوطن
والعاشقون معا
........................
سلام الكريزي
١٧/ديسمبر/٢٠١٩