الفارس عيد بن حمدان الصايح من فرسان ثورة العشرين do.php?img=10467
وثيقة من صحيفة صوت الاحرار الصادرة عام 1937 والتي تم خلالها نشر خبر عن الفارس عيد بن حمدان أحد فرسان





ولد عام ١٨٦٠ في العمارة وتقول الوثائق والروايات ان اجداده جاءوا من شبه الجزيرة العربية بلدة قفار في نجد وهو بن حمدان بن كحلان بن الفارس الشيخ شاروق بن راجح جد الشواريج من قبيلة شمر الصايح الصبحي الطائية القحطانية وكانت له صولات وجولات في المعركة التي حدثت في البصرة مع القوات البريطانية بتاريخ ١١ إلى ٢١ نوفمبر عام ١٩١٥ وانتهت باحتلال القوات البريطانية لمدينة البصرة وقد مثلت مشاركة الفارس عيد بن حمدان الصايح في الثورات الجهادية الحقيقيـة دور كبير وتعزيز لموقف أبناء عشائر العمارة المعادي لقوات الاحتلال البريطاني بعد دخولها مدينة العمارة في ٣ يونيو عام ١٩١٥ وقد تم اتخاذ موقف الرفض هذا أشكالاً عدة كان من أبرزها الغارات الليلية والهجمات المفاجئـة علـى نقاط ضعف العدو بهدف شل قدراتها العسكرية وكان الفارس عيد بن حمدان الصايح من الفرسان البارزين الذين لديهم تجارب كثيرة في المعارك ومنها معركة الصريف والتي حدثت في ١٨ مارس عام ١٩٠١ بين إمارة الكويت وإمارة جبل شمر في مدينة الصريف الكويتية شمال شرق بريدة انتهت المعركة بانتصار فرسان شمر بقيادة الامير عبد العزيز المتعب الرشيد الذي كان يشيد بدور عشيرة الصايح وشيخها بن الصديد في تلك المعركة وأن الفارس عيد بن حمدان كان من المقربين من السيد محمد سعيد الحبوبي رجل الدين الذي قاد القوات العربية في جنوب العراق في مواجهة القوات البريطانية الغازية لحين وفاته في مدينة الناصرية وفي دار الوجيه جواد الشيخ محمد العضاض في ١٨ يونيو عام ١٩١٤ حيث كان الفارس من المقربين أيضاً لكل من الشيخ ذرب الثامر آل خضير رئيس عشيرة آل ازيرج في العمارة قائد لواء المنتفك أضافة الى الشيخ عبد الواحد الحاج سكر وعلاقته الوثيقة والمتينة مع الشيخ شعلان أبو الجون رئيس عشيرة الظوالم وهي فرع من بني حجيم والتي رفعت راياتها معلنة الحرب على القوات البريطانية وكذالك أعلنت قبيلة شمر حربها على الانكليز وفي يوم ٣٠ حزيران / يونيو استُدعيَ الشيخ شعلان أبو الجون إلى السراي الحكومي في بلدة الرميثة والتي تقع في جنوب العراق وقد لبى الشيخ أبو الجون طلب الاستدعاء وحضر إلى السراي في ظهر ذلك اليوم وقد أبدى الشيخ شعلان ابو الجون كثيرا من الشراسة في مقابلته مع المعاون الحاكم السياسي في الرميثة الملازم هيات مما دفع الأخير إلى حجزه وتوقيفه في السراي بقصد إرساله إلى مدينة الديوانية بواسطة القطار وعند هذا التفت الشيخ شعلان إلى أحد مرافقيه الذي جاء معه طالبا منه إخبار ابن عمه الشيخ غثيث الحرجان بأنه في حاجة إلى عشرة ليرات عثمانية وإنها يجب أن ترسل إليه قبل موعد القطار ولما وصل الخبر إلى الشيخ غثيث عرف من إن الشيخ شعلان بحاجة إلى عشرة رجال أقوياء من العشيرة بدلاً من الليرات العشر وبعث الرجال إلى السراي بغية تحرير الشيخ شعلان وبعد مهاجمة السراي من قبل الرجال العشرة الذين كان من بينهم الفارس عيد بن حمدان الصايح وتم تحرير الشيخ شعلان وعاد هو إلى مضارب عشيرته سالما وكانت هذه الحادثة الشرارة التي أطلقت ثورة العشرين وبعد هذة الحادثة حصلت عدة معارك أهمها معركة البو حسان العارضيات الأولى والعارضيات الثانية وكما تم قصف بلدة الرميثة لأول مرة بالطائرات أثناء المواجهات وقد كانت هذه المواجهات بين كر وفر تارة للعشائر وتارة للإنجليز ولم تنجح جهود الوساطة التي بذلتها العشائر في المنطقة في حل هذه المشكلة بين الطرفين ومع أستمرار المعارك بين العشائر الثائرة وما بين الإنجليز اصدر الانكليز أمر بملاحقة الفارس عيد بن حمدان الصايح واعتبارة مصدرا للقلاقل والاضطرابات ضد الانكليز الامر الذي دعاه الى الانتقال من العمارة الى خان النقطة وبتوجيه من الشيخ كنعان بن ميزر بن مطلق بن مقرن بن سلطان الصديد شيخ عشيرة الصايح من قبيلة شمر حيث حل ضيفا على الشيخ ضاري بن ظاهر بن محمود شيخ زوبع من قبيلة شمر وعند إعلان الشيخ ضاري الثورة على الإنكليز بدأ يرسل الفرسان من اتباعه لتعرض الانكليز ما بين مدينة بغداد وخان النقطة وفي ظهيرة يوم ١٢ آب قابل الضابط البريطاني المدعو ليجمن في مخفر أبو منيصير الذي كان يقع بالقرب من خان النقطة وبينما كان الشيخ ضاري يتكلم مع ليجمن جاء إلى المخفر سائق سيارة يشكو من حادث سرقة تعرض له بالقرب من سدة الترك حيث ظهرت إمارات الغضب في وجه ليجمن وقام بتوجيه الإهانات للشيخ ضاري فأوعز عندها هذا الخير إلى ابنه سليمان بأن يطلق على ليجمن النار وقام سليمان بما أمره والده الشيخ ضاري وبعد مقتل ليجمن تم قتل كل من خادم سيارته وخادمه وتم بعدها تم نهب كل ماوقعت به أيديهم في المخفر وفي اليوم التالي توجه الشيخ ضاري على رأس جمع من عشيرته وعشيرة المصالحة المتحالفة معه اضافة إلى الفارس عيد بن حمدان الصايح نحو محطة التاجي الواقعة إلى الشمال من مدينة الكاظمية بغية اقتلاع سكة الحديد ولكنهم لم ينجحوا إذ فاجأهم قطار قادم من الشمال وأخذ يوجه عليهم نيران الرشاشات ففروا منه وفي يوم ١٥ آب عام ١٩١٩ قامت العشائر الثائرة على الإنكليز بمهاجمة أربعة بواخر كانت تسير على نهر الفرات وقد تمكنت العشائر من نهب هذه البواخر الأربعة وأحراقها جميعا في يوم ٣ أيلول من نفس العام تحرك من بغداد رتل عسكري إنكليزي بقيادة الجنرال ساندرز بغية فتح الطريق الواصل ما بين بغداد والفلوجة وقد لقي هذا الرتل مقاومة شديدة من العشائر أثناء الطريق وفي يوم ٢٠ أيلول ١٩١٩ تمكن الرتل من الوصول إلى خان النقطة وفي اليوم التالي تم هدم قلعة الشيخ ضاري وسويت بالأرض وتم قطع الماء عن أراضيه ومن الاسباب الرئيسية التي دفعت الفارس عيد بن حمدان الصايح إلى المشاركة في ثورة العشرين في العراق هي نتيجة جراء عدم إيفاء دول الحلفاء بالوعود المقطوعة للعرب بنيل الاستقلال كدولة عربية واحدة من دولة الخلافة العثمانية بالإضافة إلى حدوث التضخم النقدي وما أدى من بعده إلى ارتفاع الأسعار في العراق ونقص العدالة والمساواة التي قام الإنكليز بتطبيقها أثناء حكمهم للعراق ورعونة بعض الحكام السياسيين ومعاونيهم من الإنكليز والذين تولوا مناصب الحكم فى ألوية العراق وأقضيته ان المدة التي سبقت أحداث ثورة عام ١٩٢٠ وبالتحديد بين عامي ١٩١٨-١٩٢٠ شهدت أحداثاً كان لها الدور الكبير في قيام الثورة العراقية حتى شملت معظم أنحاء العراق ومـن ابـرز الأحـداث هو إعلان الانتداب البريطاني على العراق في نيسان عام ١٩٢٩ والذي فرضه مؤتمر سان ريمـو(٤٠) وما سبقه من تزييف متعمد لإدارة الشعب العراقي عـن طريـق الاسـتفتاء الـذي أجرتـه الإدارة البريطانية في العراق برئاسة ارنولد ولسن عام ١٩١٩ والنتائج التي تمخضت كانت فاشلة وعدت من أهم أحداث ثورة العشرين واعتبارها سياسـة تعـسفية مارستها الإدارة البريطانية بحق سكان العراق شملت الثورة معظم مناطق العراق لاسيما منطقة الفرات الأوسط والجنوب حيث تم اعتقال ابرز الشـيوخ وملاحقة الفرسان وكان أحد العوامل البارزة في كراهية الناس للحكم العثماني يكمن في التعامل غير الإنساني وفي الإساءات المتكررة من جانب السلطات العثمانية وأجهزة الجندرمة للعراقيين وهم في بلادهم ومنها حملات الجندرمة العسكرية والإهانات والضرب وما إلى ذلك والمعلومات المتوفرة عن الأساليب التي استخدمها الحكام السياسيون والعسكريون البريطانيون في المناطق التي كانت تحت إشرافهم على العراقيين كثيرة ابتُدئ باستخدامها بمجيء نائب الحاكم الملكي العام (أرنولد ولسن) وانتهت بنهاية آخر ممثل لبريطانيا امتلك سطوة الحكم في مناطق العراق المختلفة تشير إلى أنها كانت أساليب قهرية ذات طبيعة ازدرائية، تتسم بالتعالي والاحتقار والعسف إزاء سكان البلاد من عرب وكُرد وغيرهم إذ كان بعضهم يسعى إلى تركيع العراقيين بحجة أنهم يرفضون الانصياع للقوانين والتعليمات والأوامر ان كل هذة الاسباب كانت دافع قوي لاندلاع ثورة العشرين في شهر أيار مايو عام ١٩٢٠ ضد الاحتلال البريطاني وتم بعون الله وبهمه الغيارىء الثوار تحقيق النصر في هذه الثورة الوطنية التي كان من فرسانها عيد بن حمدان الصايح الفارس الشمري ابو شيخان والذي وافته المنية في السادس من كانون الثاني عام ١٩٢١ بعد سنوات مليئة بالمعارك من اجل تحرير البلاد والتحرر من قيود العبودية .

#المصادر
جريدة (صوت الاحرار) في العدد/ ١٠٣٨ السنة الرابعة الصادر يوم الخميس ٢٥ شباط ١٩٣٧م ، اعداد الصحفي المرحوم خليل كسيب نقيب الصحافة اللبنانية ، استنادآ على الروايات من احفاد قادة ثورة العشرين ، إضافة إلى الوثائق العثمانية .

منقووووووووووووووووول