بسم الله الرحمن الرحيم
الأمة والمواجهة العكسية للازمات

من المفارقات التي يمر بها المجتمع غالباً هو أن يتجه اتجاهاً عكسياً مع الموقف الذي يمر به ذلك المجتمع، وهي حالات شاذة، فمثلاً ان مرت الامة بفترة حرب فإن الشعوب والامة تتجه الى جمع المال والتوفير والاقتصاد وتوفير مستلزمات الحرب كالسلاح والمعدات والأغذية، ويعد ذلك غريبا فيما لو وجدنا امة تسرح وتمرح وتزيد باللهو والطرب والتجاهل، وهناك تجارب كثيرة رأينا من خلالها كيف أن الشعوب تتكيف مع الواقع الذي تمر فيه، ومؤخرا أصيب العالم بأسره بالخوف والارتعاب من فيروس كورونا او( كوفيد-19) نجد أن شعوب العالم وقفت وكما يقال بحالة التأهب والاستعداد لمواجهة الحالة المأساوية والصحية وكل دولة أخذت لها طرق مختلفة في حماية شعوبهم وكذلك الشعوب التزمت بالحالة التي مرت بها الأمم الاخرى
ولقد اضطلعت المؤسسات العامة في كل بلد بتحمل المسؤولية في توعية الناس وأرشدت الى الالتفات والانتباه الى المختصين في معالجة الموقف وأخذ العلماء في كل إختصاص، والخبراء في كل مجال، ينصتون بشدة الى ما تقوله الدوائر الصحية والعلمية المختصة فيتثقفوا ويثقفوا مريديهم ومحبيهم على هذا النمط والأسلوب.
لكننا للأسف وجدنا أن الكثير من أصحاب المسؤوليات الاجتماعيات والتي تنضوي تحتها الالاف بل عشرات الآلاف من الناس، ولها تأثير مباشر عليهم من خلال التواصل المباشر وغير المباشر مع الناس لم تقم بواجبها بل عملت على الاتجاه العكسي من ذلك.
فلقد رأينا جميعا كيف إتجهت الكثير من المنابر الدينية والاجتماعية التي حاولت ان تقلل وتخفف من أثر الحالة الوبائية، فهناك من يقلل أو يسخف أو من يدعوا إلى إهمالها والأسوء من ذلك، إن هناك من كان يدعوا الى فتح التجمعات وخاصة التجمعات الدينية وكأنها تحدي للأوبئة والامراض، وهذا كان مخالف جدا للمنطق العقلي والعملي، وهذا ما أشرت إليه انه الارتداد العكسي في مواجهة الازمات، فحين يمر المجتمع بأي أزمة على عقلاء الامة نفسها ان يختاروا الطريق الصحيح والانجح لحماية الأمة من الاخطار وإنجاح أي مشروع إنساني