كمكعبِ الثلج
الذي يطفو
على سطحِ كأسٍ
مملوءٍ بالترنحِ
اللا إرادي
ارتطمُ يميناً وشمالاً
يَمضَغُني الزمنُ تارةً
ويُرجعني أُخرى
وحينما لم يبقَّ مني
الا شيئاً قليلا
يُلقى بيّْ الى حيث
الذوبان
هكذا حالي بعدكِ
يا مدللتي الباذخةِ
بالهجراااانِ
لا أقوَّى على السيطرةِ
على نفسي
أتمايلُ كنائحةٍ عراقيةٍ
فقدت إبنها الوحيد
في ثورةِ أكتوبر
ولم تجد غير
مقتنياتهِ أمامها
تتسلى ببعثرتها
وجمعها كل يوم فجرٍ
في إحدى المراتِ
أقلبُ شفاهيَ
أمام المرآةِ
فلمحتَ بقايا
أحمر الشفاهِ خاصتك
منسيٌ عليها
فصرتُ أقبلهُ بنهمٍ
حتى الثمالةِ
..حينها
أنتبهتُ الى أن
شفتاي كانتا
تقبلُ بعضهما
فأصابني الضجر
المرهق لعدم وجودكِ
معي ......
يا أيتها المفعمة
بالغيابِ .....
أما آن لكِ أن تُرَقِصّيّ
البلور المتساقط
من عينيَّ
فوق صدركِ الجهوري ....؟
قدّ حانَ
وقت احتفالنا معاً ...
كيفَ أحتفلُ
هذهِ المرة وأنتِ
تعيشين في حضنِ
كوكبٍ آخر
كوكب لا يُجيد العزف
الليلي على أوتارِ
ضفائركِ المبللةِ
بالعطرِ الغجري
ياحبيبتي ........
هبي من وقتكِ
خمسَ ثوانٍ فقط
بإتصالٍ سلكيٍ عتيق
دَعي سماعة الهاتف
تتراقص كما كنا معاً
قولي ليّْ أشتقتُ
إليك يا ايها الباخع
المسكين ......
حتى أشعرُ ان
كل قديم
معكِ يجعلني
أؤمن بإنكِ
ما زلتِ حبيبتي
المستقبلية
..................
سلام الكريزي
٣/نيسان/٢٠٢٠