مَنْ أنْتَ يا بَعْرَ النِّعاجِ لِتَرْتقي
حُكْمَ الأنامِ بِسَطْوَةِ المُتحلِّق ِ !
ما بينَ شَمسِ في المَغيبِ وَشَرْقِها
لِتنالَ منهم بالحديدِ المُحْرِق ِ !
ما أنتَ إلاّ مِنْ نَسيجِ دَعارَةٍ
في الفُسْقِ تلهو في البَغاءِ الأزْرَق ِ !
ما أنتَ إلاّ مِنْ خَبيثِ خبائِثٍ
تَحْيا عليها في المساءِ لِمَشْرِق ِ !
قدْ جِئْتَ مِنْ نَسْلٍ قبيحٍ كُلِهِ
سَنَّ البَغاءَ كمهنَةٍ بِتَشَوُّق ِ !
فالمالُ عندكَ مِنْ حَرامٍ ظاهِرٍ
والنّفْسُ فيكَ بِخُبْثِها المُتوَرِّق ِ !
مَنْ أنتَ يا بولَ الخنازيرِ التي
فيها النَّجاسةُ بالنَّجيسِ المُلْصَق ِ !
والعُذْرُ مِنْ بَعْرِ النِّعاجِ لأنَّهُ
أنْقى وأطْهَرُ ظاهِراً بالمُطْلَق ِ !
وَلَرُبَّ بَغْيٍ في ظروفٍ صَعْبَةٍ
تُبْدي المشاعِرَ للفقير المُمْلِق ِ !
ولَرُبَّ سكّيرٍ بِليلٍ أحْمَرٍ
يَسْعى بخيرٍ في الأنامِ بِمَشْرِق ِ !
إلاَّكَ يا سَقْطَ المَتاعِ مُداوِماً
تحْيا لِتَزْرَعَ بالخبيثِ المُغْرِق !
آباؤكَ الثّوبُ المُلَوَّثُ بالخَنا
نَشَروا الفسادَ بِعُرْيِهِ المُتملِّق ِ !
ونساؤكُمْ في البائِعاتِ مِنَ الهَوى
إذْ كُنَّ بيتاً للدَعارَةِ في السَقي !
فبنيتَ مِنْ مالِ القَوادَةِ مِرْفقاً
حتى اسْتَطالَ بِظِلِّهِ المُتَألِّق ِ !
والنَّاسُ فيكَ بهائِمٌ لا ترتوي
إذْ كنتَ ساقٍ فيهُمو لِمُسَوَّق ِ !
مَنْ أنتَ إلاَّ مِثْلَ وصْفي ها هُنا
وقليلُ وصفٍ في القصيدِ بِمَنْطِقي !