صورة جوية لمعهد الطب العدلي في مدينة الطب
في مطلع عام 1970م كان الدكتور نذير محمود الدبوني
مدير معهد الطب العدلي في مدينة الطب في رصافة بغداد
يقوم بتدريس طلابه مادة التشريح
على جثة امرأة شابة مقطوعة الرأس في ( قضية شرف )
حين وصل صديقه صباح يوسف لزيارته ومن ثم توصيل الدكتور نذير
إلى داره الكائن في حي المنصور قرب مطعم كباب نينوى الشهير .
جلس صباح يوسف في غرفة مدير المعهد وحين تأخر الوقت طلب من الساعي
أن يبلغ الدكتور نذير بوصوله وعاد الساعي بعد قليل
وقال لصباح أن يلحق معه إلى قاعة المشرحة
وذهب معه فدخل القاعة
وشاهد الدكتور نذير يشرح لتلاميذه الذين من حوله طريقة قطع رأس هذه المرأة
ونظر الدكتور نذير لصاحبه وأشار له بالسلام
مع إشارة صغيرة تعني أنه يكاد ينتهي من محاضرته
فأخذ صباح ينظر إلى ما حوله وبالصدفة لمح جثة رجل ممددة على الأرض
وما جلب انتباهه أن هناك قطعة سوداء عريضة بعض الشيء تتوسط جبينه
ويبدو من المظهر العام للجثة أنها قتلت شنقا قبل فترة ليست طويلة
فأقترب منها ونظر إلى وجه الرجل مليا فأخذته الصدمة
فأنه يعرف هذا الرجل جيدا فسأل أحد العاملين في المشرحة عن أسم هذا الرجال
فقال له ما أسم هذا الرجل فرد عليه وقال أنه يدعى صدام عبد الله ..
واستغرب صباح كثيرا وقال له : وما سبب قتله ؟
فقال الرجل أن هذا الرجل عسكري واتهم بالجاسوسية واعدم شنقا فجر هذا اليوم
وأن جهة رسمية من الدولة هي من جلبته إلى الطب العدلي ..
فقال صباح بعفوية تامة أن هذا الرجل ليس أسمه صدام عبد الله
وأن اسمه الحقيقي هو صدام مناتي
وحين وجد نظرات العامل في المشرحة الغريبة
وهو يؤكد أن أسمه صدام عبد الله مكتوب في وصل الاستلام
سارع صباح في القول ( الله يخلق من الشبه أربعين )
ويبدو أن المكان وما فيه من الجثث جعله لا يميزه جيدا فأبتعد العامل في المشرحة عنه
وتنفس صباح الصعداء فأنه كاد أن يقحم نفسه في أمر هو في غنى عنه
ولم يتحدث عن الأمر مرة أخرى .
وعاد إلى منزله بعد توصيل الدكتور إلى داره
الذي طلب منه الدخول إلى منزله لتناول الطعام معه ولكنه اعتذر بشدة .
وبعد أن عاد إلى منزله سارع إلى غرفته وأخذ يفتش بين الصور
وعثر على الصورة التي كان يريدها
COLOR] فإذا هو إمام حقيقة مذهلة فأن الذي شاهده في المشرحة .. هو نفسه
وهي الصورة الحقيقية
زميله في السلك العسكري هو الجندي صدام مناتي كما هو اسمه في الكنية العسكرية
وأن هذه الصورة التقطت يوم الثلاثاء 16 تموز عام 1968م
أي قبل الثورة بيوم واحد وأن المكان هو في معسكر الوشاش ( متنزه الزوراء ) حاليا
في كتيبة تدريب المدفعية وبالتحديد إمام مقر قلم بطرية الميدان
ويقف من اليمين عريف الإعاشة جاسم والجندي جمعة السوداني
وصاحب هذا الموقف الجندي صباح يوسف العبيدي وهو من مواليد عام 1944م [COLOR=Navy
والجندي حنتوش عواد و ن . ظ . كاتب أسعد فارس والجندي صدام مناتي
والجندي شمخي جابر .
ويؤكد الشاهد صباح يوسف أن الجندي صدام مناتي من سكان مدينة البصرة
ولم تكن له أي ميول سياسية وأنه شخصية خجولة ولكنها متعالية
لأن له علاقة وثيقة مع ضابط الكتيبة وكان يحضر لمدة أربعة أيام في الشهر
لكي يأخذ راتبه ويعود إلى مدينته
ولم يرى منه أي شيء يدل على الشجاعة[U]
فكيف يمكن أن يكون جاسوسا لجهة أجنبية !!!! ؟
صدام مناتي
فهل ما حصل هو تشابه ما في الوجه أو الاسم أم أنه كان يحمل هويتين مختلفتين
وهذا أمر كان من المستحيل أن يحصل في ذلك الوقت
أو أن الجهة التي قامت بأعدمه أخفت أسمه الحقيقي لسبب ما ؟ !
تظهر الوثائق العراقية أن 77 رجل عسكري
اعدم بين نهاية عام 1969م وبداية عام 1970 م بتهمة التجسس والعمالة لجهات اجنبية
ومن بينهم حكمت الحاج سري ورشيد مصلح التكريتي وغيرهم .
والغريب في الأمر أن المحكومين بالاعدام يتم التنفيذ بهم في سجن أبو غريب
وتسلم الجثة إلى ذويها من ذلك المكان .. أو ترسل على العنوان
فلماذا هذا الرجل صدام مناتي
من دون غيره يسلم لمعهد الطب العدلي !!! ؟
خالص احترامي وتقديريالمصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى التاريخ العراقي لمختلف العصور
المفضلات