ما للأُسودِ بِهيئَةِ الفئْران ِ
والفأرُ صارَ مُسَيَّداَ بِثواني !
وعجيبُ أمْرٍ في العُجابِ لِأنَّهُ
قَلَبَ الأمورَ بِكَفَّةِ الميزان ِ !
ولَقَدْ أتانا في الكتابِ بِقَصَّةٍ
أنَّ المُلوكَ بِغابَةِ الحَيْوان ِ !
تُدْعى أُسوداً في مَقامِ تَسَيُّدٍ
والكُلُّ دونَ أسودِها بِهَوان ِ !
النِّمْرُ والفَهْدُ السَّريعُ وغَيْرُهُ
والضَّبْعُ والأفْعى إلى الذُّؤبان ِ !
والقِرْدُ والفيلُ الكبيرُ بِنابِهِ
حتى طُيورُ الجوِّ في الأكْنان ِ !
لكنَّما صارَ الغضْنْفَرُ بائِساً
وَزَئيرُهُ ما كانَ كالشّجْعان ِ !
أمْسى وأضْحى كالطّريدِ بِمُلْكِهِ
وعيونُهُ في الدَّمْعِ بالجَرَيان ِ !
لا يسْتَطيعَ تَبَخْتُراً في مَشْيَةٍ
فالغابُ باتَ بِإمْرَةِ الفئْران ِ !