تواجد قبائل غزيه
بنو غزّية من العشائر القيسية من هوازن من قيس عبلان ، ومنهم دريد بن الصمّه وولد غزّية بن جشم بن معاويه بن بكر بن هوازن : خزاعه وحميا" وعتبه وعتواره ، فولد خزاعه : مالكا" والحارث وعلقمه ، منهم دريد وعبد الله أبناء الصمّه وأسم الصمّه معاويه بن بكر بن علقمه بن جداعه .
وجاء في الأنساب (الجزء الثامن) للسمعاني : قلت :- أي العرب أكثر ؟ قالوا :- خفاجه أكثرهم عددا" وخيلا" وعباده أكثر جملا" وغزّية أكثر رجالا" .
وهم بالشام والعراق والحجاز وفيما بين العراق والحجاز ، فيهم الإمارة في العراق ، ولهم صولة عظيمة وهم بطون كثيرة ، وتفرعت من غزّية كثير من البطون منها اندثر ومنها انصهر واختلط بالقبائل الأخرى وبعضها لاتزال محتفظة باسمها إلى الآن وأصبحت قبائل ذات فروع عديدة (1).
وكانت غزّية قديمة العهد بالعراق منتشرة بين نجد والإحساء والسواد ، وخفاجة منهم ، وعبادة كانوا قبلا" في مواطنهم اليوم وهم بيت سعة وضيق وإقبال وإدبار حتى جاءت ( إمارة المنتفق ) ، ثم جاء الأجود وهم من غزّية من هوازن ... وكل ما يصح استنتاجه أن سلطة المنتفق كانت ممتدة الى الإحساء ، مع الاحتفاظ بمكانها في العراق حتى أزالهم من الإحساء آل عريعر من بني خالد (2).
ويستفاد مما ذكره ابن فضل الله العمري عن القبائل العربية وتابعه القلقشندي في ذلك ، أن لغزّية بطون كثيرة في الشام والعراق والحجاز وبالذات بين البلدين الأخيرين على طريق الحج البغدادي حتى الحجاز ، وكان فيهم الإمارة في العراق حتى القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي .وهناك الكثير من الأدلة التاريخية التي تشير الى النشاط والحيوية التي أظهرتها قبائـل غزّية في العراق خلال القرنيـن
(1) عشائر العراق أصولها وفروعها / سعيد حسين الجميلي ج1 ص222
(2) حوادث سنة 516هـ / ابن كثير ج12 ص191
الرابع عشر والخامس عشر، فمن ناحية ورثت هذه القبيلة مساكن تميم التي تمتد ما بين أرض نجد والبصرة واليمامة ، ومن ناحية أخرى هاجمت غزّية بيرم محمد التركماني (حاكم هيت) عند خروجه من المدينة عام 835هـ /1431م لأنها كما يقول المقريزي وابن الصيرفي :- كانوا عرب تلك البادية ، مما يعني امتداد ديارهم شمالا" حتى مدينة هيت .
استمر وجود قبائل غزّية في (بادية السماوة ) حتى القرن السادس عشر بدليل قيام الشاه الصفوي بغزو ديار القبيلة عام 914هـ / 1508م (1). وفي عام 1118هـ شكا ضابط الحلة عشائر غزّية (ساعده آل حميد وآل رفيع) أنهم أغاروا على أطراف الحلة منها نهر الشاه ، فتوجه الوزير بنفسه إليهم ففرّوا وتفرقت جموعهم وغنم الجيش أموالهم وخيامهم وإبلهم وأرسلوها الى الحلة (2).
ويستدل من الروايات التاريخية أن خفاجه انتقلوا إلى العراق في القرن الرابع الهجري وامتلكوا الكوفة والسواد عدة قرون من السنين وكانوا هم السبب في خراب الكوفة وقرى السواد وكانوا حلفاء الدولة المزيدية في الحلة ثم ورثوا بلادها بعد ذلك ، وقد ناجزوا كثيرا" من السلاطين والأمراء وتقلبوا ثم تفرقوا في الحواضر والأرياف وورث بلادهم غزّية العدنانية ( 3).كان أول من توطن منطقة الهندية من أبناء العشائر العربية هم أهل الحويزة أمثال بني طرف والكرافة والزابية وبني ساله وبني مسلم والحيادر وآل إبراهيم وكانت الهندية في زمن انتقال هؤلاء إليـها من ضمن نفوذ منطقة غزّية وهذا دليل على أن غزّيـة كانت لها إمارة في مناطق الهندية وكذلك تمتد إلى السماوة وشمالا"حتى هيت (4) .
(1) وقائع الندوة (بادية السماوة – قبائلها وحواضرها) / أ.د. طارق نافع الحمداني
(2) تاريخ الحلة /يوسف كركوش ص120
(3) دراسات عن العراق وعشائره / حمود الساعدي ص41
بقلم كاظم المسعودي