من منا لم يحب ...؟ أو توهم يــوماً انه أحب ...؟؟

لا تجيبوا فالجواب معــروف ...

كلنا أحببنا بصورة أو أخري سواء من الشباك أو استلهمنا ذاك الحبيب والحبيبة في الخيال عشنا معه ليالي طوال بكينا وحلمنا وبنينا أيضاً ذلك المنزل في ذلك الشارع بجوار أشجار الصفصاف والياسمين ..

وكـــل هذا كان حبك الأول ...قويٌ عارماً ..مؤلم ٌ وعاصف ..ولكنه ليس اقوي ولا اخطر من حبك الثاني ..

لا تستغربوا فالأول يأتي وأنت صغير في السن مراهق أو على نهاية المراهقة مشاعرك غضه رقيقة ومشوشة ...وهذا يجعله حباً عاصفاً وبقدر القوة التي يأتي بها تكون الأيام كفيلة بمحوه من ذاكراتك ...

أما الثاني : فهنا يكمن الخوف والخطر والجمال الذي قد يجعل منه الحب الحقيقي الذي يكـّون باقي ملامحك وشخصيتك إلي أن تنتهي بك الحياة ...

الحب الثاني ..يأتي بعد تجارب ليس طائشة ولا متهورة ولا متسرعة كالحب الأول ..انه مزيج من العاطفة والعقل ، مزيج من الرغبة والتجربة

وهذا ماأكدته الباحثة والمستشارة النفسية ( جوليا كول ) ...

ولكن تكمن مشكلة خطيرة هنا لا تقل خطورة عن تهور الحب الأول ..وهي أن الحب الثاني قد ...يأتي إليك وقد استقرت حياتك قد لا يكون بها حب ولكنها مستقرة ..آي قد تكون زوج وأب ..أو زوجة وأم ..وهنا تأتي الطامة الكبرى ..

وإن كان ديننا لايوجد فيه مجال لهذا الإحساس والذي يعتبر خرق وجريمة ترتكب في حق البيت والحياة الأسرية ولكنه قد يأتي ...لا أريد أن أبدو ممن يبررون هذا النوع من الحب ولكن عندما أتحدث هنا أقول انه ..حب يعني لا توجد به خيانة وإنما إحساس قد يبقي بين الاثنين حبيس قلوبهم وبصمت .

إذن الحب الثاني ...حب مدهش وجميل ولكن تحوطه المشاكل ..وقليل من قصص الحب الثاني تنتهي نهاية سعيدة ..

والحب ..هو العاطفة الوحيدة التي تظل في قلب الإنسان حتي أخر يوم في حياته ..

همسه
يقول الشاعر : لو كان الحب واحداً لاقتلعته ..

ولكنه حب ٌ ثان وثالث ...

ولكني أخالف هذا الشاعر وارد عليه بقول شاعرٌ أخر :

نقل الفؤاد حيثما شئت من الهوى ...فما الحب الإ للحبيب الأول ...

وقال إحسان عبد القدس ..حبك الأول ..هو حبك الأخير ..