هِيَ مِنْ فَمي في كلِّ فِكْرٍ مُظْلِم ِ
ساعٍ بِذَبْحٍ للأنامِ ومُسْلِم ِ !
هِيَ مِنْ فمي في كلِّ وَجْهٍ ماكِرٍ
القلبُ فيهِ بِلونِهِ المُتَفَحِّم ِ !
هِيَ مِنْ فَمي في وَجْهِ حُكْمٍ فاسِدٍ
الكُلُّ فيهِ مُصَفِّقٌ في مأتمي !
هِيَ مِنْ فَمي في وجْهِ كُلِّ مُنافِقٍ
يَبْكي رياءً للفقيرِ المُعْدَم ِ !
هِيَ مِنْ فَمي كالسّيلِ تَخْرُجُ صَرْخةً
فيها دُعاءُ البائِسِ المُتظلِّم ِ !
ولِباسُها شَكوى مِنَ الذُّلِّ الّذي
قد حاطَ فيها بالهوانِ وبالدَّم ِ !
عَشْرٌ مِنَ الأعوامِ سَبْعةُ فوقَها
لمْ أجْنِ منها غيرُ آهٍ مِنْ فَمي !
فالمالُ عندي والخَزينُ بِصحَّةٍ
والأرْضُ في خيرٍ كثيرِ المَغْنَم ِ !
لكنَّهُ والآهُ تخْنقُ خافقي
أمْسى وأضْحى كالعليلِ المُعْدَم ِ !
فالحاكمونَ على الرِّقابِ تنعَّموا
والبائِسونَ على التُّرابِ بِلا حَمي !
واللهُ يَنْظُرُ في الأمورِ وما بِها
ويَمِدُّ حَبْلاً في اللقيطِ المُجْرِم ِ !