الى المعترضين على قطعية فحص الحمض النووي do.php?img=9589

الى المعترضين على قطعية فحص الحمض النووي

بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة انا لا احب الدخول في الجدال وابتعد قدر المستطاع عن اي موضوع جدلي (خاصة في السنين الاخيرة هذه)، وموضوع البصمة الوراثية ليست من اصول الدين حتى نعادي او نوالي عليها، وكل حر برأيه من اراد ان يأخذ بها فحياه الله، ومن رأى انها لا تصلح للاحتجاج فهذا رأيه، وهو ورأيه محترمان عندي، مالم يدلس او يكذب من اجل الانتصار لرأيه.
ولولا طلب واصرار من بعض الاخوة، في الرد على ما اثارته بعض القنوات الفضائية حول الاحتجاج بالبصمة الوراثية والتدليس والخلط الذي اوردوه لما دخلت في هذه الردود.
وسوف لن اكيل للمخالف اي وصف مما نبزونا به، كوصف المنتفعين، والمغفلين، والجهلة، والبسطاء، الذين يقلدون الغرب وينجرون خلفهم والذين يروجون للكفر والالحاد عن طريق تبنيهم لنظرية التطور ...الخ لان الغاية من الرد هو تبيان حق وليس المعاملة بالمثل، وسوف لن ارد على المخالف بالطعن في نسبه وان تحليلاتهم خرجت مخالفة لموروثهم (وان كانت هذه حقيقة عند بعضهم) وان المخالف به كذا وكذا، ولن اكون ان شاء الله من الذين قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام (اذا خاصم فجر).
وقبل البدء بالرد اوضح مسألة، يشهد الله علي انني لم اكن منتفعا من هذا العلم، وانني لم استفد منه شيئا، بل ان اغلب الفحوصات وخاصة للصرحاء من العشائر كانت على حسابي الخاص، وكثير منهم متواجد على صفحتي وتقدرون تسالوهم ليؤكدوا ذلك، ولو ثبت مستقبلا ان هذا العلم كذب فتأكدوا انني اول من سيتراجع عنه ويحاربه.
واما مسالة تقليد الغرب والانجرار خلفهم، فهل تقليد عالم الدين ان اخطأ افضل من الاخذ بقول الغرب الكافر ان صح؟ الرسول عليه الصلاة والسلام اخذ من تجارب الروم وفارس في الاحكام الطبية فقد ثبت في صحيح مسلم (1442) أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ). قال اهل اللغة: الغيلة هي أن يجامع الرجل امرأته وهي مرضع وكانت العرب لا تفعله
قال العلماء: سبب همِّه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد الرضيع، قالوا: والأطباء العرب يقولون: إن ذلك اللبن داء، والعرب تكرهه وتتقيه.
فأنظر يا رعاك الله كيف اخذ الرسول عليه الصلاة والسلام من تجارب فارس والروم في امور الدنيا.
نقول وبالله التوفيق
معلوم ان الدراسات العلمية تثبت بالتجربة والتكرار، وان اغلب البحوث الطبية مبنية على الاحصاء، فمثلا معلومة (ان التدخين مسبب رئيسي للسرطان) جاءت من احصائية لدراسة ان الذين يدخنون اكثر اصابة بالسرطان من الذين لا يدخنون. وان الدواء الفياغرا اخترع لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية وقد جرب على البشر وفشل في علاجهما، واكتشف بالصدفة وبالتكرار على المرضى انه فعال لعلاج الضعف الجنسي، وسجلت براءة الاختراع في عام 1996.
سوف اتكلم عن تجاربي الشخصية ففي بداية دخولي لهذا العلم قمت بتحليل نفس العينة في عدة شركات وهي فاملي تري، واي سيك، 23 اند مي، فلجينيوم، لونق ريد، دانتي لاب، لتحليل السلالات الذكرية وخرجت كل النتائج مطابقة.
وقمت بتحليل عشائر عراقية اصلها من السعودية نزحت قبل اربعة قرون وخرجت نتائجهم مطابقة لأعمامهم الموجودين بالسعودية. وقمت بتحليل عوائل معروف انهم ليسوا من اب واحد (تجمع عشائري) وبينهم تزاوج منذ قرون ولم تخرج نتائجهم بسلالة واحدة.
بالله عليكم لو ان احد منكم اكل اكلة ما ولنقل (تفاحة)، وتحسس جسمه منها وذهب للطبيب، فاخبره الطبيب: ان التفاح لا يعمل تحسس للبشر، ثم كرر هذا الرجل اكل التفاح مرتين، او ثلاث، او اربع، وكل مرة يتحسس، فهل سيأخذ بقول الطبيب، ام سيجزم بما استنتجه هو بنفسه؟
تجربتي بالتحليل لحد هذا اليوم 726 عينة تجعلني اجد نفسي مؤمن ومصدق بهذا العلم.
لقد خلط الاخوة المعترضين بقصد او بدون قصد، بين تحليل الاوتوسوم وبين تحليل الكروسوم الذكري، وصالوا وجالوا في هذا الخلط ولم يميزوا بين هذين الفحصين، ومما يؤكد عدم اطلاعهم لهذا العلم (ولن اقول لجهلهم) عدم تفريقهم بين السلالة الانثوية وبين الاوتوسوم، مما يدل على عدم اطلاعهم الكافي على ماهيه هذه التحاليل والتفريق بينهم، وجاءوا بأمثلة من الحالات التي يشذ فيها الكرموسوم Y والتي تكون فيها الحالة (عقيم) وبنو استنتاجات خيالية على حالات فرضية لو ان هذا العقيم انجب مستقبلا؟؟؟؟
واعترضوا ايضا بوجود نوع من البشر يحمل نوعين من DNA في حالة تسمى (الكميرا) وتناسوا ان الكرموسوم الذكري Y)) هنا لا يختلف في البصمتين لأنه مأخوذ من الاب نفسه.
وقالوا ان هذا العلم يؤمن بنظرية التطور، فنقول الحقيقة العلمية شيء وتفسير النتائج شيء اخر، ففي الفيزياء مثلا ان الجاذبية حقيقة علمية -لا يختلف عليها المؤمنون ولا الملاحدة- لكن يختلفون في سببها فالمؤمنون يفسرونها قدرة الله، وعند الملحدين هي الطبيعة، وفي الطب فان القلب يعمل بدون توقف بسبب قدرة الله عند المؤمنين، وعند الملحدين هي قدرة الطبيعة، ولا اظن ان هناك عاقلا يقول لا نأخذ من علماء الطب الملحدين تجاربهم لأنها تؤيد افكارهم الالحادية، علما ان اغلب علماء الغرب الملحدين والمؤمنين يؤيدون نظرية التطور بل وحتى بعض المسلمين، كلاً حسب ايمانهم وتفسيرهم، وقد صرح الدكتور برايت التيرنز أن نسبة العلماء الداعمين لنظرية التطور في الولايات المتحدة الأمريكية هي حوال 99.9% من مجموعهم, بينما يرفض 0.01% من العلماء النظرية ومن اراد الاستزادة فيمكنه زيارة مركز (بيو) للأبحاث على الانترنت ويرى بنفسة نسب المؤيدين لها من العلماء فهل سنترك العلم الذي توصلوا له وخدموا به البشرية لان استنتاجاتهم تؤيد التطور، او تؤيد الحادهم، مالكم كيف تحكمون؟؟؟ وحتى لا يستدرك عليّ اقول: هذه النظرية بمفهومها الداروني انا لا اؤمن بها لأنني مسلم.
بالإضافة الى كثير من الاعتراضات التي لا تستحق الرد، مثل ان الشركات تجارية، وان الاشعة والادوية الكيمياوية تؤثر على السلالات، وان نوع الاكل يوثر على البصمة الوراثية وغيرها من الاعتراضات الواهنة والتي لا تحتاج اي عناء في الرد لانها غير مبنية على اسس علمية.
بقيت مسألتان علميتان مهمتان طُرِحَتا وهي من افضل ما يعترض بهما على هذا العلم، يدندن حولها المعترضون وهما:
1.ان هذا العلم ينكره علماء الغرب.
2. هناك مكان غير مستقر بالكروموسوم الذكري 👍 يسمى المنطقة الزائفة (pseudo autosomal regions) هذه المناطق عرضة للانقسام وإعادة الاندماج مع كروموسومات البويضة و بالتالي تتأثر بالأم.
ولان هذه مسائل علمية بحتة لا يمكن ان يناقشها الا اصحاب الاختصاص الدقيق انفسهم (لا نحن ولا كل المعترضين الذي رأيناهم على القنوات الفضائية وتوتر والفيس) فقد قمنا بالرابطة العراقية للأنساب وعلم التاريخ بتوجيه كتابين رسميين احدهما باللغة العربية والاخر باللغة الانكليزية الى شركة فاملي تري، وقد اجابنا قسم البحوث والتطوير بكتابين رسميين احدهما باللغة العربية والاخر باللغة الانكليزية تفند فيه هاتين المسألتين بأدلة وبحوث علمية ننشرهما استكمالا للفائدة.
واخيرا نقول كما قال علماءنا: طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل، الجاهل يُعلّم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتبه
المهندس عمار بن محمود النعيمي العاني
العراق- بغداد
عضو الرابطة العراقية للتاريخ وتوثيق علم الانساب/ شارع المتنبي
عضو الهيئة العربية لكتابة تاريخ الانساب باتحاد المؤرخين العرب /جامعة الدول العربية
ومدير بمشروع الرافدين الجيني، ومشرع العرب الجيني