شيء عن أسد بابل do.php?img=9764
شيء عن أسد بابل بقلم د عبدالرضا عوض
في عام 1939م اشعرت وزارة الداخلية متصرفيات الألوية بوجوب تصميم شعار يرمز لكل مدينة ، فكان للموصل المنارة الحدباء ولديالى البرتقالة ولكربلاء القبب الاسلامية وهكذا.. وتقرر للواء الحلة ان يكون (اسد بابل) هو الشعار وذلك باقتراح واتفاق بين ناجي الاصيل مدير الآثار العام وطه باقر ابن الحلة البار وسعد صالح جريو متصرف اللواء آنذاك ، وبعد نقاشات تم إقراره وتنفيذه ليكون شعاراً للواء الحلة وسمته العامة (الصنم) وتفسير أسد بابل يقال : (هذا الأسد يرمز إلى عنصر القوة ، أما الفتاة الرابضة تحت الأسد فهو المكان أو المملكة المسيطر عليها الأسد..وقيل انه رمزاً للحييثين...) ، وتتناقل الروايات (كانت في قديم الزمان دولة عظيمة تسمى بدولة البابليين في موقعها الآن خرائب بابل قبل أربعة ألاف سنة،وفي يوم من الأيام اعتدى ملكها على أخته فمسخه الله جل جلاله وجعله هكذا ليفضحه أمام الناس وقلبت مدينته ولهذا سميت ( المجيليبة) يحرم بها الصلاة والسكن...).
,,إن التمثال موجود منذ عهد البابليين القدماء وغمرته الأتربة والأعاصير منذ انقلاب الأرض ولم يعرف به أحد إلى أن جاءت البعثة الألمانية إلى العراق سنة 1818م وأجرت بعض التنقيبات وكتبت تقرير عن الجنائن المعلقة وظهر أسد بابل إذ كان يغطيه ركام مكون من الحجارة والأتربة، وهُربت النسخة الأصلية إلى متاحف أوربا ..,,
لغرض تنفيذ التمثال استقدم نحات ايطالي ، وبعد تنفيذ قاعدته من قبل ناجي زين الدين مساح البلدية بني فوقها كتلة من الطابوق والقير وراح الفنان الايطالي يعمل على اخراج النسخة الأولى وفق مواصفات فنية وصنعت اربع نسخ له ونُصبت على النحو الآتي: في باب المتحف الوطني في بغداد.وفي مدينة بابل الأثرية نهاية شارع الموكب.وفي الساحة المواجهة لبناية بلدية الحلة وبناية المتصرفية القديمة التي تشغلها حالياً هيئة الضرائب.وفي مدينة البصرة (العشار)،ولا اعرف ماهو السبب الذي نصبت منه نسخة في البصرة..
في عهد المحافظ هاشم حسن المجيد (1988م) رفع التمثال وألغيت الحديقة التي كان يتوسطها وحولت إلى ساحة صماء مغطاة بالسمنت الكونكريتي وهذه من إحدى نقاط التشويه لمدينة الحلة وكتبت بعض الصحف عتباً على المسؤولين في الحلة على تفريطهم بجمالية الساحة... وبعد فترة ليست بالقصيرة أُعيد التمثال إلى مكانه وكُلف أعضاء مركز تدريب الأعمال اليدوية التابع لتربية بابل بتنفيذ العمل والآن رابض بهدوء وبؤس....!!! وأياً كان تفسير الأسد وما تحته فهو اصبح رمزا لمحافظة بابل ....