شيء عن ملعب المعارف do.php?img=9766
شيء عن ملعب المعارف
بقلم : د، عبدالرضا عوض

بعد أنشاء المستشفى الملكي في باب المشهد على أرض ساحة المعارف سنة 1943م تم التوجه إلى إقامة ملعب رياضي جديد، فاختيرت الأرض التي تشغل حالياً المديرية العامة لتربية محافظة بابل في محلة القاضية مكاناً لإقامة الملعب الجديد وشُيد سنة 1946م، وبُنيت بجانبه أول إعدادية للبنين في الحلة سنة1952م ، وأطلق عليه تسمية ملعب (المعارف) التربية.وهو مكون سياج بالطابوق ارتفاع (4)متر ومقصورة تتسع لخمسين كرسيا وخالي من المدرجات المتعارف عليها بالملاعب ، اقيمت فيه العديد من المباريات الكروية والمهرجانات الرياضية كونه الملعب الوحيد بالمدينة ، ومن الشواهد التاريخية على أرض هذا الملعب هو استضافته لأحد قياديي ثورة 14/تموز/1958 الخالدة العقيد الركن عبد السلام عارف وذلك بعد قيام ثورة تموز/58 بأيام قليلة، إذ هرعت الجماهير إلى أرض الملعب منها من يريد أن يرى عبد السلام عارف فقط ، ومنهم من جاء يحيي ثورة تموز من خلال استقباله لهذا القائد وبقيت الحادثة ماثلة أمام أنظار جميع من حضرها إلى يومنا هذا...!!
كان التناحر العقائدي بين الشيوعيين وأنصار السلام من جهة والقوميين والبعثيين من جهة أخرى،مخفياً لكنه ظهر الى العلن في ذلك اليوم ، فترى الجماهير قد احتشدت في أرض الملعب مبكراً تنتظر مجيء القائد.وفي المقصورة المخصصة للضيوف وقف العقيد الركن عبد السلام عارف يخطب:( يا أهل الحلة! أن جمهوريتنا اشتراكية، وطنية، آلآهية، خاكية..لا قصور ولا دور .. لا حاكم ولا محكوم.. لا شرقية ولا غربية.. لا شمالية ولاجنوبية.. لا تفاوت لا طبقات لا جلالات ولا فخامات، بل حرية عدل ومساواة.) ثم راح أحد الحضور وعلق حمامة السلام على صدر العقيد عبد السلام فامتعض تماماً ، وبدأ الصراع علناً بين الفئتين الحاضرتين (الشيوعية والبعثية)على أرض الملعب، فضرب من ضرب ، وسحق بالأرجل من سحق وأطلقت حمامات السلام في وسط الجو الصاخب وهي إشاره لوجود حشد كبير من الشيوعيين العراقيين في ذلك الحفل. عاد الرجل إلى مكانه من حيث أتى وبقيت اللعنة على من أفشل حضور خطيب الثورة! وبدأت حالة التنكيت على ما تفوه به أمام الجمهور وما زال الكثير من أبناء المدينة يتذكرون ذلك الموقف، وكل فئة تحمل الفئة الأخرى مسؤولية ذلك.
هذا الملعب نقض اواسط السبعينيات وشيد على ارضه مديرية تربية بابل ، وبقيت ذكرياته في فكر من حضر مناسباته...